• اخر تحديث : 2024-07-01 12:23
news-details
مقالات عربية

"حرب السفن" بين إيران والاحتلال.. هل تذهب للأخطر؟


مياه الخليج العربي ساخنة بمقدار قد تتدحرج فيه كرة التصعيد لدرجة الغليان، بعد اتهام الاحتلال إيرانَ بقصف باخرة عُمان عقب تصعيد عدواني إسرائيلي 3 مرات على سوريا خلال أسبوع، سقط فيه ضابط في فيلق القدس التابع للحرس الثوري.

تحاول طهران دوماً استخدام أذرعها في الإقليم في صراعها مع الاحتلال، وهي ماضية في مفاوضات برنامجها النووي بدبلوماسية محسوبة تعتمد الاحتواء، لكن حكومات الاحتلال تواصل ملاحقة إيران باغتيال قادتها والتحذير من خطرها في المجتمع الدولي.

وكانت دولة الاحتلال أعلنت في وسائل إعلامها أن إيران متورطة في الهجوم على السفينة في بحر عُمان، في حين تنفي طهران ما وصفته بالاتهامات الإسرائيلية "الواهية" ضمن تفاعلات ميدانية تتكرر في المياه والمضائق بين الخصمين.

تراشق الاتهامات المرافقة لتطورات ميدانية في المياه ضد سفن وبواخر تخصّ مصالح أو حلفاء البلدين يتزامن هذه المرة مع حالة تصعيد علنية تثير سؤالًا آنيًّا حول قدرة حكومة الاحتلال التي ولدت بصعوبة على توجيه ضربة عسكرية.

تدويل الصراع

تيار التصعيد في صراع إيران والاحتلال يرافق سفن وبواخر تخصّ البلدين، وشهراً بعد آخر تقع انفجارات تكشف عن رسائل نارية ضد سفن تبقي حالة الاشتباك مشتعلة بشكل محسوب ومقيّد.

وتنوي الولايات المتحدة وبريطانيا، دعوة مجلس الأمن الدولي لنقاش الهجوم الذي استهدف ناقلة النفط التي تخصّ رجل أعمال إسرائيليا قبالة ساحل عمان، وهو ما يكرر طرح حرب السفن مرةً جديدة على ساحة أكبر المؤسسات الدولية.

ويؤكد محمد مصلح، الخبير في الشئون الإسرائيلية، أن دولة الاحتلال تحاول تدويل الصراع مع إيران وتسويقه على أنه خطر ينال من السلم الدولي وتربط بينه وبين ملف إيران النووي الذي لا يزال محل انزعاجها الدائم.

ويضيف لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": "إسرائيل لن تتراجع عن موقفها من الملف النووي الإيراني، وتحاول إقحامه في مفاوضات إيران للضغط عليها من خلال الهجمات على السفن".

وتكرر مشهد الهجمات على السفن في عدة سواحل مع اتهامات عن مسؤولية متبادلة بين الاحتلال وإيران؛ فقد أعلنت الأخيرة في إبريل الماضي أن سفينة "إيران ساويز" تتولى مهمة إسناد قوات الكوماندوز الإيرانية العاملة لاستهدافٍ بألغام لاصقة في البحر الأحمر.

وكانت سفينة إسرائيلية "هايبيرن"، وهي تابعة لشركة pcc الإسرائيلية تعرضت في الشهر ذاته لهجوم بصاروخ قبالة سواحل الإمارات أُطلق من سفينة أو طائرة مسيّرة.

ووقعت في فبراير الماضي هجمات متبادلة على سفن تخص البلدين منها سفينة شحن لشركة إسرائيلية أُصيبت بصاروخ في الخليج بعد تعرّض سفينة حاويات إيرانية لأضرار في هجوم بالبحر المتوسط.

 

ويقول اللواء يوسف شرقاوي، الخبير العسكري: إن دولة الاحتلال تريد تدويل صراعها مع إيران لتكون محل نقاش دولي، وإيران لا تريد تغيير قواعد الاشتباك رغم حفاظها على الدفاع من داخل الأسوار.

ويتابع لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": "مياه الخليج العربي مهمة لروسيا والصين كما تهم أمريكا وإسرائيل، وهزيمة إيران لن تكون في مصلحة روسيا وحلفائها بعد ازدياد تصعيد الاحتلال في الساحة السورية".

نيران مقيدة

يسعى الاحتلال وحلفاؤه إلى أن يبقى قويا وآمنا ولضرورة تسيّده في الشرق الأوسط يحارب أي مشروع نووي أو صواريخ متطورة تمضي فيه أي دولة لضمان تفوقها العسكري.

وكانت دولة الاحتلال قصفت بالطيران المفاعل النووي العراقي في عهد الرئيس الراحل صدام حسين، عام 1981م، بمشاركة 8 طائرات حربية إسرائيلية حصلت عليها تل أبيب من الولايات المتحدة.

وبقي جهاز الموساد يمارس سياسة الاغتيال والتدمير بحق العلماء والمفكرين والمنشآت في البرامج العسكرية في الإقليم في دول على رأسها مؤخرا إيران ومن قبل مصر وسوريا وقاطرة الأحداث في ذلك طويلة وممتدة.

ويرى محمد مصلح، الخبير في الشئون الإسرائيلية، أن الاحتلال قد يكون نال موافقة قوى دولية الآن للرد، لكنه لن يتوقف عن قصف منشآت وقتل علماء إيرانيين.

الحديث يدور عن إيماءة رضا بالرد من بريطانيا والولايات المتحدة، لكن المجال لا يزال يتسع للنقاش الدولي وبحث أدوات الضغط على إيران من نافذة الحوار في اتفاقها النووي وحصارها الاقتصادي.

ويشير الخبير "مصلح" إلى أن حكومات الاحتلال المتعاقبة لها موقف موحد ورافض لامتلاك إيران سلاحا نوويا، يؤكدها سلوك "غانتس" وزير الحرب الإسرائيلي وقيادة أركانه.

ويتابع: "ممارسة عدوان علني الآن لحكومة الاحتلال قد يرتبط بمحاولة إثبات قدراتها أمام الرأي العام الإسرائيلي والمعارضة بذريعة الحفاظ على الأمن القومي".

ورغم احتمال وصول كرة اللهب في الصراع لتنال من أهداف مباشرة تتعلق بملف إيران النووي إلا أن ساحات التصعيد في لبنان وغزة والعراق وسوريا حاضرة ومستمرة.

ويؤكد الخبير شرقاوي أن الاحتلال إذا صعّد من عدوانه في هذه المرحلة سيضرب أهدافا إستراتيجية أو سيبرانية لإيران أو حلفائها وربما يضرب أهدافا إستراتيجية في سوريا؛ لأنها دولة مملوكة لجيش لا العكس.

وأيّاً ما تكون الساحة أو الهدف المقبل فإن دولة الاحتلال ماضية في مواصلة القصف والاستهداف لضخّ دماء جديد في دعايتها القديمة ضد خصومها في الإقليم الذي غادرته قوى ومواقف عربية مهمة وبقيت تعبث فيه بحريّة في زمن التطبيع العربي.