تعد الجغرافية والمناخ والتضاريس المختلفة عاملا مهمآ في حسم المعارك واحراز النتائج المرجوة ، تليها المعلومة الامنية واستثمارها وبالتالي التخطيط ورسم خطوات المواجهة من خلال معرفة مايفكر به العدو وكيفية استثمار امكانيات تراكم الخبرة في نوعية القتال ومتابعة تواجد العدو وتحركاته في منطقة المعركة.
الطارمية بتضاريسها وموقعها الجغرافي وظروفها وامتدادها النوعي العقائدي (الديني) والديموغرافية السكانية والشعبية والطائفية سمح لها ان تكون خاصرة رخوة لتحرك الارهاب وتهديد بغداد بين اونة واخرى.
وتكاد لاتمر فترة قصيرة الا ويتم اغتيال قائد فوج او مجموعة من المقاتلين في الجيش او الحشد بطريقة القنص وليس المواجهة ، مما يعني ان الارهابيين يمتلكون المعلومات بتواجد وتحرك القوات الامنية، وهذه المعلومة تصلهم من خلال عملائهم سواء من الاهالي او من العاملين في القوات الامنية المرتبطين بتلك المناطق، او من الذين يمتلكون غطاءآ سياسيا داخل القوات الامنية تعمل لصالح الارهابيين، والا بماذا نفسر استهداف مقصود ونوعي مستمر لامراء الالوية دون مواجهة حقيقية.
الضغوط السياسية تجاه القرار الامني والحكومي يعطل القيام بواجب التطهير والمواجهة في الطارمية فظروفها لاتختلف عن جرف النصر التي شكلت خطرا في خاصرة كربلاء والحلة ولم تنتهي هذه التهديدات الا بخطط محكمة استطاعت فيها القوات الامنية والحشد الشعبي ان تدخلها بعد مواجهات شرسة وان تحكم سيطرتها وترتب اوراقها.
هناك ابتزاز متواصل للحكومة من قبل السياسيين محاولة بتشكيل حشد من المنطقة، في الوقت الذي نمتلك المئات من الالاف من الجيش والشرطة والحشد قادرة على ان تقوم بواجبها في حسم المعركة مع الارهابيين في المنطقة.
كما ان القرار الامني الحكومي متلكا في حسم المواجهات مع حواضن الارهاب في الطارمية، وعلى القوات الامنية ان تستثمر تعاون الاهالي والمعلومة الامنية وتغيير التكتيك والخطط الامنية بسرية تامة وعلى مستوى عالي.
اما الاجتماعات مع شيوخ المنطقة من قبل السيد رئيس الوزراء كلما استشهد مقاتلين من الجيش والحشد لن تجدي نفعا ولن تحل المشكلة.
ستبقى هذه التحديات قائمة مالم تحسم نهائيا لذا على جميع المعنيين من عسكريين وأمنيين وشرطة وحشد وغرف عمليات ومراقبين ومحللين معرفة حقيقة مهمة وهي (ان الطارمية لسان إرهابي متقدم ويدار من القاعدة الارهابية الكبرى في الشرق الأوسط والمتمثلة بوادي "حوران" وهي التي تحركها وتُسكّنها!).
وهذا ليس هذيان وليس تهويل منه ضد سكان المنطقة الشرفاء الذين ابتلوا بهذا الواقع المرير!. بقدر ماننوه لخطورة الوضع القائم.
وعلى الطارمية تبنى مراهنات استراتيجية خطيرة من الداخل والخارج تتعلق بمشروع الفوضى المرتقبة والحملة المتواصلة ضد الحشد الشعبي وانهاء تواجده ومحاولة الابقاء على هذه الخاصرة الرخوة القريبة لبغداد وبقاءها نازفة تقدم قوافل الشهداء. فالى متى؟