مقتبس الخبر: (اجتمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس مساء أمس في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، وتباحثا التطورات الأمنية والسياسية والمدنية والاقتصادية بين الطرفين).
ويعد هذا هو أول اجتماع رسمي يعقد بين الرئيس عباس ومسؤول إسرائيلي رفيع منذ أكثر من عشر سنوات.
كيف يمكن ان تلتقي يا رئيس دولة فلسطين مع عدو لك يحتل ارضك، يقتل ابناء شعبك يوميا، ويقضم الاراضي ويضمها تحت سلطته، ويتحكم في مسيرة حياة شعب، ويتجاوز على معتقداته، ويعتقل شبابه، كيف تجتمع مع القتلة، ودماء الشهداء لم تجف بعد، وهل ما بعد الاجتماع فرج قريب.
سيادة الرئيس هل نسيت ما خلفه العدوان الصهيوني على غزة، ام نسيت السجناء وبناء المستوطنات بعد تهجير العوائل الفلسطينية، هل غاب عنك وحشية الكيان الصهيوني تجاه الشعب الفلسطيني المسؤول عنه انت.
فيتنام كانت تقاتل امريكا بكل ضراوة ولم تتوقف عن التفاوض لكسب الجولات لصالحها، كانت توجع القوات الامريكية بضرباتها من جهة وتتفاوض بثقة من جهة اخرى، حتى كسبت قضيتها في الاستقلال وطرد قوات الاحتلال.
وحركة طالبان ظلت تقاتل امريكا لمدة عشرين عاما ولن تتوقف لكنها تفاوضت من اجل كسب العودة للسلطة وكسبتها، وتم لها ما ارادت بخروج القوات الأجنبية.
في اتفاقية اوسلو وغيرها من الاتفاقيات او التفاهمات بين الصهاينة والحكومة الفلسطينية تفاوضت لكسب ولو جزء يسير من حقوقها المشروعة دون ان تحققها وتعاونت امنيا مع خصمها وعدوها اللدود ومحتل ارضها واستمرت عقودا من الزمن على هذا الحال للأسف وبدون نتيجة تذكر بل الى مزيد من التراجع وفقدان الحقوق والموت والتهجير وبناء المستوطنات.
الجزء الكبير من هذا اللوم يقع على حكام الدول العربية والملوك والامراء الذين تخلوا عن القضية الفلسطينية وباعوا حقوقها، بل ذهبوا الى ابعد من ذلك وهو التطبيع الرسمي بدون خجل او حياء وتبادل السفراء كما حدث بين الامارات والبحرين مع الكيان الصهيوني ودول عربية اخرى سبقت الى ذلك.
وأجرى غانتس وعباس في ختام الاجتماع مباحثات على انفراد استغرقت أربعين دقيقة، ووعد وزير الدفاع الإسرائيلي بتقديم تسهيلات مدنية واقتصادية للفلسطينيين في الضفة الغربية، وزير الدفاع الصهيوني (متفضلا) بتقديم التسهيلات المدنية والاقتصادية للفلسطينيين لأهل الدار وربما ينطبق المثل القائل يا ضيفنا (محتلنا) لو زرتنا نحو الضيوف (في بلدنا) وانت (الحاكم علينا) ورب المنزل.