رئيس الموساد السابق يوسي كوهن يتحدث في مقال له في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية عن انسحاب محتمل لأميركا من العراق كما الذي حصل في أفغانستان، والتخوف من تعزيز إيران في حضوره السياسي والعسكري في منطقة الشرق الأوسط بعد خروج أميركا. وفيما يلي نص المقال المنقول إلى العربية:
بعد سقوط أفغانستان في يد حركة "طالبان"، ينبغي على "إسرائيل" الخشية من انسحاب أميركي من العراق، ومن ازدياد الحضور الإيراني هناك.
الانسحاب الأميركي من أفغانستان، يجب أن يثير فينا التفكير والقلق من الخطر الملموس الكامن في انسحاب محتمل اضافي للولايات المتحدة، وهذه المرة من العراق.
النتيجة الكئيبة لانسحاب متسرع وغير مدروس، ومن دون استعداد كافٍ، يمكن أن تكون تعزيز الحضور العسكري والسياسي لإيران في داخل العراق.
إن المعركة الإيرانية المتواصلة في الجزء الشمالي من الشرق الأوسط، في ضوء انسحاب أميركي محتمل والمشاهد المرعبة التي تصل من أفغانستان ومن سقوطها السريع في يد "طالبان"، تفرض الاستعداد لإمكانية أن تؤدي خطوة أميركية مشابهة في العراق إلى انهيار أجزاء مركزية من الشرق الأوسط.
إيران لم تكف للحظة عن السعي لترسيخ مكانتها العسكرية في منطقتنا. في لبنان، تقوّي وتسلّح حزب الله. في سوريا، تحافظ على حضور نشط لحرس الثورة وتساعد في إدخال وسائل قتالية الى الدولة في موازاة التصنيع الذاتي. وفي العراق، الحضور الإيراني ملموس ومقلق، وهو يستند إلى دعامتين: الحشد الشعبي، وقوة القدس.
قرار الرئيس الأميركي الانسحاب من أفغانستان يأتي في موازاة خطوة لا تقل أهمية: محاولات استئناف الاتصالات من قبل القوى العظمى مع إيران للتوصل إلى اتفاق نووي جديد.
بين الانسحاب، وبين التطلع الحازم من قبل الولايات المتحدة للتفاوض مع إيران بشأن اتفاق نووي، تقف "إسرائيل" عند مفترق طريق مصيري. هذان الحدثان الدراماتيكيان يؤثران على الاتصالات الدولية لـ "إسرائيل" مع الجهات القوية في الشرق الأوسط، في روسيا، في أوروبا، وفي الولايات المتحدة بصورة رئيسة.
الأسئلة المركزية التي يتعين على "إسرائيل" أن تضعها أمام شركائها في العالم، والتي منها ستخلص إلى الاستراتيجية القومية، تتعلق بصورة أساسية بعملية استخلاص عِبَر عميقة التي ينبغي علينا ان نجريها نحن في أوساطنا. علينا ان نتعلم من هذه الأحداث وأن نبلور سياسة جديدة.
بالنسبة للاتفاق النووي، كل القوى العظمى تعرف أن إيران ستواصل السعي لتطوير قدرات إنتاج نووية متقدمة. لذلك، يتعين على "إسرائيل" وقادتها، بلورة استراتيجية، وتحديد أهداف واضحة لسياسة إسرائيلية محدّثة. يجب أن نطرح مطلبنا بشرق أوسط مستقر، يقصي قدر الامكان الحضور الإيراني على طول الساحة، والذي لا يسمح لإيران التحول إلى دولة حافة نووية.