• اخر تحديث : 2024-04-26 21:42
news-details
إصدارات الأعضاء

البلدان العربية دول ام (مقابر)؟


كانت هنالك مجموعة ثوابت للدول العربية، حين يهمون للاجتماع تحت اي ظرف كان، لا يختلفون عليها واهم هذه الثوابت هي (القضية الفلسطينية) فترى بياناتهم بعد كل اجتماع سواء بالقمم العربية او غيرها ينتهي بدعم القضية الفلسطينية، وما عداه مجرد (انشاء).

هذا (الثابت) انتهى حيث بات يتهرب منه الجميع، بعد استطاعت الولايات المتحدة صناعة (دول فاشلة) على طول الوطن العربي وعرضه عبر سلسلة من الاجراءات والازمات والهزات لدرجة أنك حين تنظر الى القادة العرب كمن (لا يرى احدا).

المشروع الاميركي نجح في البلدان العربية أكثر من اي دول اخرى بالعالم، حيث ان هذه البلدان وشعوبها ذو جاهزية كاملة لتقبل اي مخطط ضد أنفسهم وتدمير بلدانهم.

المشروع باختصار (بدلا من ان تأتي بجيوش جرارة من الخارج وتنفق عليها المليارات وتعرضها للقتل والغربة والانتقاد فان هناك جيوش من داخل هذه البلدان يمكن ان تقوم بدأت الواجب وهي جاهزة والفؤوس بأيديها للهدم والذرائع متوفرة). وكل الذي تحتاجه أنك تستخدم ادواتك من الاصدقاء بالمنطقة من اموال وكفاءات لتساعدك في مهمتك، وفي بلداننا العربية قاموا بالإجراءات التالية:

1. التركيز على اشاعة الامية والجهل بين الاوساط العامة.

2. اشاعة العشوائيات حتى لا يشعر المواطن بانتمائه الوطني.

3. الاتيان بقيادات ضعيفة يسهل انتقادها وخاضعة للإرادة الاجنبية.

4. تهشيم القيم الاجتماعية والدينية.

5. زرع الخلافات بين الدول وكأنهم في صراع محتدم وخصومة شديدة، ليسهل التفرد بالدول منفردة.

6. ايجاد واختراع عدو وهمي بانه قادم.

7. توجيه تهم خطيرة للقادة والحكام في ملفات حقوق الانسان والقتل والاعتداء كي يبقى تحت طائلة الحساب كما مثلا في ملف قتل الخاشقچي.

8. الاستفادة من منظمات المجتمع المدني لتنظيم عناصر عرفت بالتمرد والشغب ومن خريجي السجون ومنحهم المال والثقة وتحويلهم الى رموز لكي يتم الاستفادة من (شغبهم) عند الحاجة فهم جريئون في عمليات الحرق والتدمير والاعتداء والقتل.

9. انتخاب شخصيات (انتهازية) تملك بعض المفاصل العامة بالثقافة، والحاقهم بمنظمات ومراكز ودعمهم بالشكل الذي يكونون فيه في الواجهة الاعلامية والثقافية ودعمهم ماليا واعلاميا كي يشتملوا على المشهد الثقافي والسياسي ويدار حسب المخطط.

10. توفير منصات اعلامية متنوعة ومدعومة ماليا وسياسيا لتدير الملف الاعلامي وفق المخطط كما حدث لنا مع تشرين.

11. التركيز على اخطاء الحكومات ونقص الخدمات والازمات وتذمر المواطنين بعد منع اي مشروع خدمي بالبلد.

12. اشاعة الفساد الاداري والمالي بين صفوف المؤسسات الامنية ومهاجمة اي شخصية نزيهة واخراجه من منصبه.

13. الضغط الاعلامي على المؤسسة الامنية بدعوى حقوق الانسان وحقوق التظاهر لتتحول الى مجرد هياكل لا تستطيع ان تؤدي واجباتها الوظيفية.

14. الطعن بالرموز الدينية والاجتماعية والثقافية والاعلامية بالشكل الذي يشعر المرء انه يجلس على فراغ ودون اي عمق تاريخي وحضاري.

15. خلق الفتن والازمات وزرع الطائفية والعرقية بين اوساط الشعب.

16. الاستفادة من المنظمات الارهابية لزرع الرعب والخوف في نفوس الشعوب.

وفقا لذلك فان الارادات الدولية ما عادت تحتاج الى القواعد العسكرية والجيوش الجرارة، فلديها من الجيوش الكثير وهذا ما حدث مثلا في جميع دول (الربيع العربي) وفي العراق الذي احرق ابناؤه بلدهم وقتلوا ودمروا وعلقوا الناس على الاعمدة، ثم عادوا وهم جاهزون وتحت الطلب.

هذا الامر ليس على مستوى البلدان العربية بل استخدمته اميركا حتى مع اصدقائها من دول الغرب مثل فرنسا والبدلات الصفر وفي بريطانيا وحرقوا ودمروا لمجرد ان احدى هذه الدول خرجت او فكرت ان تخرج عن مداراتها.

ما يهمنا (الان) هي بلداننا (العربية) التي فقدت كل قيم الترابط فما عادت للجامعة العربية من معنى ولا المؤتمرات الإسلامية، ولا القمم العربية، كما لا تجد وسط هذه الدول من رئيس واحد يمكن ان تعول عليه، فمثلا عندما سيعقد في بغداد يوم السبت المقبل 28/8/2021 مؤتمر دول الجوار الاقليمي ستجد ان القادة العرب هم الاضعف بين جميع الدول الحاضرة!

الملاحظ ان البلدان العربية باتت بلا غطاء وعارية تمام العالم، وغير قادرة الاستفادة من ثرواتها وموقعها وكل دولة منشغلة بيومياتها (المبهمة) فمن حكم الدكتاتوريات الى (الفوضى) فمثلا لو سألت المواطن العراقي او اللبناني او الليبي او التونسي عن واقع دولة عربية او عالمية اخرى لأدار ظهره وهزئ!

كيف لنا ان نتصور ان اسرة الشاب الذي احرق نفسه، وأشعل الشارع التونسي فرت الى كندا من شدة اللوم وحتى اللعنة لان ما خلفه حريق ابنهم فوضى وتدهور بالاقتصاد وعملية سياسية فاشلة.

ليس غريبا ان يُرى (العرب) وكأنهم مجموعة من (الولايا) المساكين، فلبنان تجوع وتعرى والعرب ينظرون لها كيف تموت وتعرى، واسرائيل هيأت مجموعة من المخيمات لإيواء اللبنانيين عند هروبهم من بلدهم!!

سوريا لا تملك الا ثلث ارضها والباقي بيد الاخرين، والعراق تحتل تركيا نصف جزئه الشمالي وهو لا يقوى الدفاع عن ارضه فيما يملك مليون وربع المليون منتسب للقوات الامنية.

كيف أماتوا عصب الحياة في بلداننا؟

الحاكم المدني (برايمر) هو من وضع لنا جدول الرواتب هذه بحيث ان 70%‎ من الميزانية تذهب رواتب لتسع ملايين موظف ومتقاعد ومتعاقد وتبقى 30%‎ ادامة المحطات وترقيع الشوارع والفساد الاداري والمالي ولا تملك الدولة ان تبني مشروعا واحدا، وحين اوجدت لنا الشركات الكورية والصينية مخرجا بنظام الدفع بالأجل هاجمتها (الجيوش السياسية الاميركية) ومنعتها.

العرب الان لديهم دولة وارض وشعب ووزارات وقوات امنية ولكنها (ميتة)!!

الاحزاب والتيارات التي مرت في تاريخ الدول العربية بعد الاستعمار التركي الذي دام لأربعة قرون كانت دينية والدعوة الى (الخلافة) وقومية لاستعادة (امجاد الامة) وشيوعية متأثرة بالشيوعية العالمية بعد الحرب العالمية الاولى.

جميع هذه الاحزاب والتيارات خسرت رهاناتها ولم تستطع ان تواجه التحديات رغم انها شهدت حركات تحرر وكانت التضحيات كبيرة لطرد الاستعمار الذي أعقب توزيع ممتلكات الدولة العثمانية وشهد اتفاقية (سايكس بيكو).

لا اعتقد ان الخلل بالعقائد الوضعية او الدينية فجميعا شهدت نجاحات في دول اخرى، ولكن يبدو ان العقل العربي مازال عاجزا في فهم الواقع وايجاد الحلول، وان كإن السؤال المطروح؛ - لماذا عندما يهاجر الانسان العربي ويعيش في بيئة اخرى يتميز في ابداعه وقد يكون سببا في تطور دول اخرى، كما ان الذي ساهم في نهضة الصين كان عراقيا؟

الان تراجع الاسلام السياسي وتراجع الديمقراطية الليبرالية التي بنى الغرب نهضته عليها وتراجع الفكر القومي وانهزمت الشيوعية مع انهيار الاتحاد السوفيتي …فإلى اين نحن ذاهبون؟

ان دول الجوار الاقليمي العربي شهدت وتشهد نهضة متميزة مثل إيران وتركيا وباكستان وصولا الى الهند والصين الشرقية الموقع والارث الحضاري لكن امتنا مازالت تعيش (الفترة المظلمة) إذا جاعت تذهب اما الى إيران او تركيا.

واغرب مافي الامر ان دول الخليج بعد رفع غطاء الحماية عنها من قبل الغرب هرعت الى (اسرائيل) تطلب الحماية والتطبيع) مع علمها ان اسرائيل مجرد كيان حديث التكوين والتأسيس ومهدد بـ (الزوال!).

ترى من أفقد هذه الامة ثقتها بنفسها؟ ويشكل العرب 50%‎ من نسبة الهجرة بالعالم وهم في اغنى بلدان العالم ثرواتٍ! وكيف لنا ان نوقفها على قدمها؟