الانتخابات البرلمانية الخامسة في العراق لها اهمية بل هي استثنائية في تاريخ العراق السياسي وفي رسم مستقبل العراق لأنها تأتي في ظل تحديات كبيرة جدا على المستوى الداخلي والخارجي فالتحديات الداخلية تمثلت في الحراك التشريني وما نتج عنه من حكومة ضعيفة تراعي المصالح الأمريكية على حساب مصلحة العراق، وأيضا طبيعة الصراع والتنافس بين الكتل السياسية من أجل البقاء في المشهد السياسي. اما التحديات الخارجية فبعضها مرتبط بالتحديات الداخلية من خلال بعض الجهات السياسية التي تنفذ مخططات الأعداء في إضعاف العراق وتجويعه، وبعضها له علاقة بالتغييرات السياسية على المستوى الإقليمي والدولي ومنها انكفاء امريكا في المنطقة وتنامي الدور الروسي والصيني وتعاظم دور الجمهورية الإسلامية في المنطقة وتزايد روح المقاومة لدى الشعوب العربية والمسلمة وتشخيص العدو الحقيقي وهو الكيان الغاصب ومن يدعمه، الى جانب مشاريع التطبيع في المنطقة..
كل هذه الأحداث والمتغيرات في المنطقة تؤثر سلبا او إيجابا على العراق لأنه يقع في موقع جغرافي استراتيجي ومهم في المنطقة وفي طريق مشاريع اقتصادية عملاقة في المستقبل لذا هناك من الدول من يدعم استقرار العراق من خلال عملية سياسية تنبثق من انتخابات نزيهة وهناك من يريد رسم خارطة العراق السياسية وفق مصالحه وما يضمن أمن الكيان الغاصب. واعتقد ان نسبة المشاركة في التصويت الخاص تمثل رسالة إيجابية ان هناك إدراك ووعي لدى أبناء العراق لضرورة المشاركة ورسم مستقبلهم بأيديهم ونتمنى أن ترتفع المشاركة في التصويت العام لكي لا نعطي مبررات للأمم المتحدة للتدخل وتدويل القضية العراقية.. على البرلمان المقبل ان يعمل اولا على تحقيق السيادة وطرد القوات الأجنبية، والنهوض بالواقع الاقتصادي والخدمي لتلبية مطالب وطموحات أبناء العراق الذي يستحقون الكثير من خيرات بلدهم..