كتب إيتامار آيخنر في موقع "يديعوت أحرونوت" الصهيونية مقالاً يستعرض فيه آفاق التطبيع بين "إسرائيل" والسودان، في ظل الانقلاب الأخير في الخرطوم. وفي ما يلي المقال منقولاً إلى العربية:
جاء الانقلاب في السودان في توقيتٍ غير مريح في كل ما يتصل بالتطبيع بينه وبين "إسرائيل". هما سجّلا مؤخراً دفئاً في العلاقات، وأجريا اتصالاتٍ حول إقامة حفل توقيع على الاتفاق في واشنطن، الذي يُقر رسمياً انضمام السودان إلى اتفاقات أبراهام.
اقترح الأميركيون إقامة حفل التوقيع من أسبوعين، خلال زيارة وزير الخارجية يائير لابيد لواشنطن، لكن الجانب الإسرائيلي اعتقد أنّ التوقيت غير مناسب في ظل الأنباء عن توتر بين الجيش والحكومة في السودان.
الأميركيون فكّروا أيضاً بإقامة حفل التوقيع في الشهر المقبل، لكن الآن يبدو أنّ الأحداث في السودان ستؤجل التوقيع، لكنها لن توقف استمرار العلاقات.
عبد الفتاح البرهان، رجل الجيش الذي يقود "المجلس السيادي" للسودان ويقف من وراء الانقلاب الذي وقع ليل الأحد – الاثنين، داعم لدفع العلاقات مع "إسرائيل"، بل حتى أنّه اجتمع برئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو في أوغندا، في شباط/فبراير 2020.
قضية التطبيع مع "إسرائيل" كانت موضع خلاف بين البرهان وبين رئيس الحكومة عبد الله حمدوك، الموجود الآن قيد الإقامة الجبرية مع وزرائه، بعدما اعتقلهم الجيش.
حمدوك أوضح في الماضي أنّه لا يعارض التطبيع مع "إسرائيل"، لكنه اعتقد ألا ّ مكان لفعل هذا في الوقت الحالي، وانضمت إليه وزيرة الخارجية مريم المهدي ووزير التجارة إبراهيم الشيخ.
مع هذا، معارضتهم لم تعرقل حرارة العلاقات بين البلدين، التي بلغت ذروتها قبل نحو أسبوعين في لقاءٍ علني نادر في الإمارات بين وزير القضاء في السودان، ناصر الدين الباري، ووزير التعاون الإقليمي، عيساوي فريج، ووزير الأديان، متان كاهانا، ونائب وزير الخارجية، عيدان رول. كما زار سراً "إسرائيل"، في مطلع الشهر، وفدٌ أمني من السودان، وفي الأشهر الأخيرة زارت وفود أمنية إسرائيلية البلد الأفريقي.
بحسب تقارير أجنبية، المسؤولان عن رعاية العلاقات مع السودان هما الموساد ومجلس الأمن القومي. الجيش الإسرائيلي ليس مشاركاً في هذه المرحلة في هذه الاتصالات بسبب قرار وزير الأمن، بيني غانتس، الذي يعتقد أنّه ما دام السودان لم يطبّع علاقاته الدولية ولم يوقّع بعد على اتفاقٍ مع "إسرائيل" فإنّه ليس من الصحيح إشراك الجيش.
في السنة الماضية نسف غانتس ضم ضباط من الجيش الإسرائيلي إلى رحلة وفدٍ إسرائيلي إلى السودان، ترأسه حينها رئيس شعبة الشرق الأوسط وأفريقيا في مجلس الأمن القومي.
في "إسرائيل" قدّروا أنّ الخلاف بين البرهان وحمدوك يمكن أن يعرقل تطبيع العلاقات، بل حتى أن هناك جهات في "إسرائيل" تعتبر البرهان، الذي يريد علاقات مع "إسرائيل" بل وحاول دفع حفل التوقيع الرسمي في واشنطن، بأنّه "الراشد المسؤول" في السودان، مقابل رئيس الحكومة حمدوك، الذي كما قلنا، لا يحاول دفع استمرار العلاقات بين البلدين.