نشرت صحيفة "جيروساليم بوست" الصهيونية مقالا للكاتبة آنا أحرونيم تقول فيه، مع اقتراب التمرين الواسع النطاق لقيادة الجبهة الداخلية وسلطة الطوارئ الوطنية (راحل) "للجيش الإسرائيلي" الذي يحاكي صراعاً واسع النطاق مع إيران وحزب الله، يحذر الضباط من أن المواطنين والجنود يجب أن يكونوا مستعدين لأي طارئ لضرب الجبهة الداخلية.
ويجب أن تكون الجبهة الداخلية جاهزة وكذلك نحن، قال ضابط التدريب في القيادة الشمالية المقدم يانيف فريدمان: "عندما يحدث شيء ما، فنحن جميعاً بحاجة لأن نكون مستعدين: المواطنون والجيش".
وشارَكتْ في التدريبات التي اختتمت مساء الأربعاء إلى جانب قيادة الجبهة الداخلية وراحل، جميع الأجهزة الأمنية والحكومية المختلفة، وكذلك "شرطة إسرائيل" ونجمة داود الحمراء.
قال فريدمان: "أصبحت التدريبات أكثر تعقيداً مع مرور الأيام، تماماً كما نتوقع أن تصبح الحرب، فنحن نعلم أنه ليس هناك جنود فحسب، بل جنود احتياط يحتاجون إلى التدريبات من أجل حماية -دولة إسرائيل".
قيادة الجبهة الداخلية هي المسؤولة عن تنبيه الجمهور لأي صواريخ تم إطلاقها من أعداء "إسرائيل"، وذلك باستخدام صفارات الإنذار وإشعارات التطبيق الخاص بهم.
في مايو أطلقت حماس والجهاد الإسلامي أكثر من 4000 صاروخ وقذيفة أخرى على "إسرائيل"، وقُتل جندي و 12 مواطناً "إسرائيلياً".
وإذا اندلعت حرب مع حزب الله فمن المتوقع إطلاق عشرات الآلاف من الصواريخ من لبنان، مع إطلاق حوالي 2000 صاروخ باتجاه "إسرائيل" كل يوم.
تأتي التدريبات التي استمرت أسبوعاً بمشاركة الآلاف من الجنود والاحتياط والمسؤولين الحكوميين في أعقاب التعلم العسكري من القتال في مايو بين "إسرائيل" والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.
كما قال فريدمان: "هناك لوائح محددة في قيادة الجبهة الداخلية، وتحتاج إلى تدريب الناس والأنظمة نفسها للتأكد من أنها تعمل عند الحاجة في حالات الطوارئ".
وتضمنت التدريبات محاكاة لهجمات صاروخية من الشمال والجنوب والشرق، ومواجهة أعمال الشغب العرقية داخل "إسرائيل"؛ فالهجمات الإلكترونية الكثيفة على البنية التحتية الحيوية مثل محطات الطاقة أو المستشفيات أو المياه التي يمكن أن تعطل الحياة.
نظراً للعدد الكبير من المقذوفات المتوقع إطلاقها على التجمعات الحدودية واستمرار الافتقار إلى الملاجئ الملائمة للقنابل، فقد ركزت التدريبات على إخلاء سكان التجمعات التي تقع في نطاق 5 كيلومترات، على الحدود اللبنانية واستيعاب هؤلاء الأفراد في مواقع أخرى في جميع أنحاء البلاد.
تمت محاكاة عمليات الإخلاء تحت نيران العدو
المقدِم ساغي باروخ رئيس الفرع الجنوبي للقيادة قال: "إن التدريبات -المهمة- بمثابة تحدى لجميع المشاركين في عدد من السيناريوهات التي ستواجهها البلاد، سواء في الشمال أو الجنوب خلال زمن الحرب".
وقال: "إجلاء المدنيين في زمن الحرب هو سيناريو معقد للغاية"، مضيفاً أن "كل مجتمع يعرف إلى أين سيتم إجلاؤه سواء كان ذلك في وسط أو جنوب البلاد".
قال باروخ: "التحدي كان يكمن في الشمال، لكننا نتوقع أن الجماعات الإرهابية في الجنوب سترغب أيضاً في تحدي "إسرائيل" عندما يحدث شيء ما في الشمال، جنباً إلى جنب مع العنف في المناطق المدنية مثل أعمال الشغب على الطرق والتحديات الأخرى في المدن المختلطة".
"نحن نتطلع لمعرفة ما إذا كان يمكن لجميع الهيئات العمل معاً لتقديم الإجابة الصحيحة وكيف يمكن ذلك".
إن قيادة الجبهة الداخلية هي المسؤولة عن الدفاع المدني والتي تشكلت في عام 1992 بعد حرب الخليج الأولى، وهي مسؤولة عن تجهيز "البلاد" في حالة الحرب أو الكوارث، سواء كانت طبيعية أو من صنع الإنسان.
وتعرضت القيادة لانتقادات بسبب ردها خلال حرب عام 2006 مع حزب الله، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 160 "إسرائيلياً"، ومنذ ذلك الحين عززت نشاط وحداتها ووحدات الاتصال التابعة لها في مئات البلديات في جميع أنحاء "البلاد".