• اخر تحديث : 2024-04-26 21:42
news-details
إصدارات الأعضاء

الإنتخابات ونتائجها والإرادات الخارجية


لا يمكن لأحد النفي بأن الوضع الداخلي العراقي لا يتعرض لتدخلات خارجية، أو لا يرضخ لأجندات دول معينة، لكن السائد وفق وسائل إعلام موجهة صفراء بأن تدخلات الجارة الشرقية هي المؤثرة، أما الدول الأخرى فهي تراقب عن كثب فقط!

الانتخابات الأخيرة التي جرت في العاشر من أكتوبر الماضي أفرزت الكثير من التدخلات في الشأن الداخلي العراقي وفرض الإرادات ومن هذه الإرادات الخطيرة هي دور منظمة الأمم المتحدة والاتحاد الأوربي في الانتخابات الأخيرة التي كانت نتائجها كما تشتهي سفنهم، وما تصريحات ممثلة بعثة يونامي في العراق بما يخص العد والفرز اليدوي الشامل إلا تدخل سافر وخطير بالشأن الداخلي.

إن المشكلات التي أفرزتها الانتخابات تدّل على دور خطير للولايات المتحدة وحلفائها في شؤون الدول خصوصاً دول الشرق الأوسط، وتحاول تغيير الأنظمة والخرائط السياسية والإدارية كما يحلو لها ويطيب لها، وهذا ليس تدخلاً فقط إنما نعده انقلابا، ومن أن يواجه هذا الانقلاب معارضة وطنية تجابه هذه القوى الخارجية التي تفرض أجنداتها الدخيلة وتتحكم بكل السياسات وتنتزع الإرادات الوطنية ليكون صوتها هو الأعلى بمساعدة بعض المستفيدين من تواجدها.

إن صمود القوى الوطنية الرافضة للتواجد الأجنبي داخل العراق والمنطقة ووحدة قرارها ورفضها لنتائج الانتخابات، سيؤدي أخيراً إلى فرض الإرادات الوطنية وانتصارها على الإرادات الخارجية، والكرة الآن بملعب الهيئة القضائية التي على عاتقها المصادقة على نتائج الانتخابات بعد النظر بطعون الكتل التي ترى بأنها تمتلك أدلة دامغة  على حصول تلاعب بأصوات الناخبين وخروقات انتخابية أدت إلى نتائج غير منصفة، لذا في حال المصادقة على النتائج دون النظر الجدي بالطعون سيؤدي الى أشبه بالهزات التي تهدد العملية السياسية في العراق، خصوصاً مع وجود فرض الإرادات الواضحة من قبل بعثة الأمم المتحدة المسيطر عليها أمريكياً!

نرى بأن ما تبقى من هذا العام سيشهد حلحلة لجميع الإشكالات الداخلية وسيكون هناك توافقاً كبيراً لرفض التدخلات الخارجية من جميع الجهات لا سيما ونحن نتحدث عن إرادة القوى الوطنية المجتمعة داخل الإطار التنسيقي التي تصر على إنهاء التواجد الأجنبي وسينهي هذا الإصرار الجدل والمخاوف التي كان يراهن بشأنها من شن حرباً سيبرانية واخترق النتائج وتلاعب بها.

أخيراً نؤكد بأن الحقيقة ستظهر قريباً وسيتم تشكيل حكومة وطنية تخدم تطلعات جميع أبناء الشعب العراقي ولا تهدم البناء الداخلي التي يراهن على هدمه العديد من القوى الخارجية، لذا ندعو الجميع للتهيؤ لمرحلة جديدة وعهد جديد سيفضي بالتأكيد الى تلبية معظم ما يطمح اليه الشعب العراقي.