كثيرة هي المؤشرات التي توحي لنا بعودة سوريا الى محيطها العربي باتت وشيكة في ظل تواتر اللقاءات والاتصالات بين دمشق وبين عواصم عربية كانت قبل سنوات تتصدر الموقف الرافض لعودة سوريا الى موقعها الطبيعي السابق في الجامعة العربية، وتشترط الا يكون ذلك قبل اسقاط نظام الاسد. استطاع الاسد اليوم وبعد مضي أكثر من عشر سنوات ان يكذب كل التوقعات والتنبؤات وحتى التحضيرات لإسقاطه بان مصيره سيكون شبيها بمصير من سبقوه من رؤساء وقادة الدول العربية الذين سقطوا فيما سمي بموسم الربيع العربي الذي انطلق من تونس وانه سيلتحق اجلا او عاجلا بـ بن علي في تونس او مبارك في مصر او القذافي في ليبيا او كذلك عبد الله صالح في اليمن وسقط نظام البشير وسجن الرئيس السوداني السابق الذي بات مطلوبا للجنائية الدولية وبقي الأسد في الحكم بعد أن وقفت إيران وروسيا معه.
يظل هناك فيتو خفي ومن الواضح هناك من يمسك به ويحرك خيوطه او من يصر على رفعه او بقاءه وهو فيتو ربما يكون هدفه منح ما يكفي من الوقت للقوى الاقليمية والدولية في هذا البلد من إنهاء مخططاتها وتحديد ما ستكون عليه المعركة القادمة عندما يحين فتح الأبواب لإعادة اعمار سوريا. ومما يدعو للتساؤل والاستغراب ان بعض الدول العربية التي ساعدت في تدمير سوريا بالمال والعتاد والرجال والاعلام هي ذاتها التي سبقت البقية وبادرت في زيارتها الى دمشق لإعادة وتنسيق العلاقات من جديد على بالرغم من الفيتو المفروض عليها من الجامعة العربية.
المثير في تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية وهو أحد الاعضاء المؤسسين للجامعة فيما منظمة الامم المتحدة لم تعلق عضوية سوريا وظل سفيرها في الامم المتحدة ناشطا ومواكبا للأحداث ويقوم بواجباته. اليوم تعود بعض التحركات باتجاه إحياء العلاقات المجمدة مع سوريا وإعادة إحياء العلاقات الاقتصادية والتجارية بعد فتح الحدود مع العراق والأردن وعودة الحياة إلى العلاقات مع لبنان في خضم استفحال أزمة الوقود وتحرك حزب الله لتوريد حاجيات اللبنانيين وتخفيف وطئ الأزمة بتامين وصول حاجيات لبنان من الوقود من إيران ستعود سوريا إلى موقعها يوما ما ليس مهما إن كان ذلك زمن الأسد أو بعده فالتاريخ يمكن أن يتغير ولكن الجغرافيا باقية لا تتغير فمن سيقرر عودة سوريا الى المحيط العربي الغائم الملبد بالأحداث والتحديات؟