حتى الان لم نتفهم كم عدد القوات الاميركية التي ستبقى، وما هي مهمتها (الاستشارية) وما جدوى بقائها، حيث تؤكد الحقائق ان الولايات المتحدة لا تحسن تدريب جيوش الدول الاخرى، وهذا شاهدنا بالعراق وبعد ان أنفق العراق مليارات الدولار على التدريب والتأهيل فرت قواتنا الامنية بعددها الهائل البالغ (90) ألف منتسب امام عدد قليل جدا من "الدواعش" في المناطق الغربية من البلاد واحتلوا ثلث الاراضي العراقية.

وتجلى سوء التدريب للقوات الافغانية ايضا حيث بعد عشرين عام لم يصمد الجيش الافغاني المدرب والمسلح على يد القوات الاميركية امام فصائل طالبان الا لساعات!

تقول وزيرة خارجية اميركا الاسبق كونداليزا رايس (نصنع دولا ميتة)! فما الداعي والجدوى من وجود قوات اجنبية على ارض بلدنا تحت اي عنوان مادامت لا تجلب لنا سوى الفتنة والازمات؟

لا نعرف اين ستتواجد القوات (الاستشارية) هل ستكون لها قواعد (خاصة) مثلا ام تعسكر مع القوات العراقية؟

فصائل المقاومة لا ترغب ببقاء هذه القوات الاجنبية تحت اي عنوان وترى بضرورة تطبيق قرار مجلس النواب العراقي بخروج القوات الاجنبية، وسوف تتعامل مع المستشارين الاجانب معاملة القوات المقاتلة، وبذا فكان على الحكومة العراقية ان تتفهم ذلك.

بالجانب الاخر ستسأل فصائل المقاومة؛ هل ستشارك (القوات الاستشارية) في غرفة العمليات المشتركة وهي من تأمر وتنهى.

فصائل المقاومة تعلم جيدا ان اجواء العراق مازالت مستباحة ويوميا تمر العشرات من الطائرات التابعة للقواعد الاميركية بالمنطقة عبر الاجواء العراقية دون أدنى علم لقياداتنا الامنية، وان عملية اغتيال قادة النصر تمت بسبب عدم علم قياداتنا الامنية بحركة الطيران!!

اذن مازال التواجد الاجنبي قائما وارضنا وسماؤنا مستباحة، فعن اي انسحاب تتحدث حكومتنا؟

ان خروج القوات الاجنبية يعني سيادة البلد وكرامة شعبه واستقلالية قراره، وان عدد افراد القوات الاميركية لم يكن بالكثير (2/5) فقط لكنهم هاجمونا عبر الطيران وغالبا ما يفرضون حظرا جويا على الطيران العراقي!

باختصار شديد ان فصائل المقاومة مازالت ترى ان قوات الاحتلال متواجدة على ارضها، ويحق قتالها حتى يغادر اخر جندي احبني اولا وان تصبح سماء العراق تحت امرة قواتنا الامنية ولا يحق لأي طائرة ان تحلق مدنية او عسكرية دون موافقتها.

هذا ليس بخروج قوات انما (خدعة) لا غير