• اخر تحديث : 2024-07-03 14:23
news-details
مقالات عربية

لا تزال المملكة العربية السعودية أحد المصادر الرئيسية لما أسماه وزير الخارجية الأميركي السابق، جون كيري، "الأموال البديلة" لدعم المقاتلين الإرهابيين وقضاياهم.

 

يعيش أكثر من 5 ملايين فلسطيني تحت الاحتلال العسكري الإسرائيلي الوحشي، من دون أي حقوق إنسانية أو مدنية. لقد تجاوزت الدعوة إلى "فلسطين الحرة" الآن 70 سنة، والعالم وقادته يجلسون مكتوفي الأيدي من دون عمل.

إنَّ العقبة أمام الحلّ السّلمي هي السياسة الخارجيّة الأميركيّة في المنطقة، حيث يدعم الكونغرس الأميركي ووزارة الخارجية الجانب الإسرائيلي فقط في الصراع، في حين تضخ السعودية ودول الخليج الأموال في مختلف الأحزاب السياسية في فلسطين، ما يبقي المجموعات في احتكاك مستمر، ولا توجد إمكانية للوحدة الفلسطينية، بينما تموّل السعودية قتالهم.

الأمل الوحيد للشعب الفلسطيني للحصول على حقوقه المدنية والإنسانية في تسوية عادلة مع "إسرائيل"، هو أن يتحد. من المستحيل تحقيق هذه الوحدة الفلسطينية المراوغة، ولكن الأساسية، ما دامت الولايات المتحدة وحلفاؤها العرب، المملكة العربية السعودية ودول الخليج، تقف مع الاحتلال الإسرائيلي وضد الشعب الفلسطيني.

 دراسة بريطانية

في العام 1932، تأسَّست المملكة العربية السعودية على يد عبد العزيز بن سعود. وحَّد الأخير المملكة المزدوجة، الحجاز ونجد، تحت اسم المملكة العربية السعودية، جاعلاً منها الدولة الوحيدة على الأرض التي أخذت اسمها من الأسرة الحاكمة.

بدأ استغلال الاكتشافات النفطية بحلول العام 1941، وبدأت كميات هائلة من الأموال تتدفق إلى العائلة المالكة. توفي الملك عبد العزيز بن سعود، مؤسّس المملكة، في أواخر العام 1953، ورحل معه ازدراءه للإسراف والتغيرات في المجتمع. ما كان في يوم من الأيام شعباً يعيش في خيام على الرمال، تحوَّل إلى أنماط حياة فخمة في المدن الكبرى.

وجدت دراسة بريطانية أن المملكة العربية السعودية تؤدي دوراً رئيسياً في تطرف المسلمين من خلال العقيدة الوهابية، وتغذيها أموال النفط. تمت تسمية المملكة العربية السعودية كواحدة من أكبر الداعمين للتمويل الأجنبي لفروع الإسلام المتطرفة في بريطانيا العظمى، حيث استثمرت الرياض 76 مليار يورو على الأقل في الإسلام الراديكالي.

البروفيسور سوزان شروتر، مديرة مركز "فرانكفورتر" لأبحاث الإسلام العالمي، في مقابلة مع "دويتشه فيليه"، قالت: "من المعروف منذ فترة طويلة أن المملكة العربية السعودية كانت تصدّر الإيديولوجية الوهابية - وهي تشبه إلى حد كبير إيديولوجية ما يسمى "الدولة الإسلامية". يتم إرسال المواد الدعائية والخبرة التنظيمية مع الأموال، ويتم توظيف الناس لبناء المساجد والمؤسسات التعليمية والمراكز الثقافية والمنظمات المماثلة، حتى يصل اللاهوت الوهابي إلى الجمهور - بنجاح كبير".

وتابعت: "النتيجة أن شكلاً من أشكال الإسلام المتطرف يسيطر في أجزاء كثيرة من العالم"، وقد حدث تطور كبير نحو التطرف على مدى العقود الثلاثة الماضية.

من الواضح تماماً أن الأموال السعودية شجعت على هذا التطور. أولاً، لا يمول السعوديون المتطرفين فقط. علاوةً على ذلك، لا تزال المملكة العربية السعودية أحد المصادر الرئيسية لما أسماه وزير الخارجية الأميركي السابق، جون كيري، "الأموال البديلة" لدعم المقاتلين الإسلاميين وقضاياهم، مثل عشرات الجماعات التي تقتل المدنيين في سوريا. تستخدم الأموال السعودية لمتابعة استراتيجيتها في إنشاء جدار من التطرف السني عبر جنوب آسيا ووسطها.

المملكة العربية السعودية هي ملكية مطلقة على وجه الأرض. لا يحدث أي شيء في المملكة العربية السعودية من دون موافقة صريحة من الملك أو أسرة الملك: إذا ولدت فرداً من العائلة المالكة، فقد يكون لديك بعض الحقوق. ورغم ذلك، إذا لم تكن كذلك، فأنت لا تضمن أي حقوق.

أصبحت المملكة العربية السعودية، إلى جانب حليفتها الولايات المتحدة، الممول الرئيسي للمجاهدين في أفغانستان منذ الثمانينيات. استمر التدخل السعودي هناك بعد الانسحاب السوفياتي في العام 1989. وأصبحت المملكة العربية السعودية، إلى جانب باكستان والإمارات العربية المتحدة، الدول الوحيدة التي اعترفت بـ "إمارة أفغانستان الإسلامية" حكومةً، ودعمت طالبان بالمال والسلاح.

 العراق

المملكة العربية السعودية وغيرها من دول الخليج دعمت الولايات المتحدة في الحربين على العراق، وسمحت لها باستخدام أراضيها لمهاجمته. بعد أن دُمر العراق بغارات جوية، مولت العائلة المالكة السعودية القاعدة، وشجعت على حرب طائفية بين الطوائف الإسلامية. دفعت القنابل السوقية والسيارات المفخخة ضد المدنيين، إضافة إلى القصف الجوي العراق، إلى الفوضى، حيث قتل الملايين، وأصيب مئات الآلاف وعشرات الملايين من اللاجئين.

 سوريا

بدأ هجوم الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي على سوريا في العام 2011، وموّلت العائلة المالكة السعودية، إلى جانب دول خليجية أخرى، جميع "المتمردين" الذين تمت تسميتهم: الجيش السوري الحر، القاعدة، جبهة النصرة، والجيش الإسلامي برئاسة زهران علوش .

استخدمت وكالة المخابرات المركزية، من خلال برنامجها المسمّى "Timber Sycamore"، الأموال السعودية لتمويل الجماعات الإرهابية وتسليحها، بعد الإسلام الراديكالي، لمحاربة الجيش العربي السوري والمدنيين السوريين. كان هدف مشروع الولايات المتحدة والناتو هو"تغيير النظام". تسببت الحرب في سوريا بمئات الآلاف من القتلى والجرحى، وترك الملايين منازلهم، وهم لاجئون في أوروبا وتركيا ولبنان والأردن.

 ليبيا

في هجوم الولايات المتّحدة والناتو على ليبيا، دُمّرت البلاد واغتيل زعيمها. الآن، تنقسم البلاد إلى فصيلين: أحدهما تحت السراج، ويتبع إيديولوجية الإسلام الراديكالي للإخوان المسلمين، وهي جماعة تدعمها تركيا وقطر، بينما يدعم الجانب الآخر المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.

 اليمن

شنَّت المملكة العربيّة السعوديّة، أغنى دولة في المنطقة، حرباً ضد أفقر دولة في المنطقة: اليمن. استخدمت العائلة المالكة السعودية والإمارات العربية المتحدة جميع أنواع الأسلحة، بما في ذلك الأسلحة المحظورة. إن المذابح ضد المدنيين العزل في اليمن، وخصوصاً ضد الأطفال الصغار، أصبحت الآن روتينية. يرفض التحالف الذي تقوده السعودية السماح بالطعام والدواء للمدنيين في اليمن، والأخبار التلفزيونية مليئة بالفيديوهات المروعة للأطفال الجائعين والمرضى هناك.