• اخر تحديث : 2024-04-24 13:38
news-details
إصدارات الأعضاء

المراقب للأحداث منذ سقوط النظام البعثي والمتابع بدقة للشأن السياسي ومساراته ومن يتذكر الاحداث تباعا والتواريخ سيجد اثرا واضحا وزراعة افكار ومواقف لبذور ستنمو يوما وتكبر وتؤتى اكلها، والساسة غافلين عما يدور حولهم ولم يستثمروا فقرات الدستور للتطبيق بحق من هيأ البيئة لزراعة افكار (التطبيع) التي ستكبر يوما وتترسخ في عقول اجيال قادمة ولدت بعد السقوط في زمن ديمقراطية الفوضى.

سأسرد لكم ما دونته وتابعته آنذاك واتذكره قبل ان تشيخ ذاكرتي؛ هناك خطوات للتطبيع مخطط لها منذ سقوط النظام البعثي يمكن أن نسردها وهي الخطوة الأولى: بدأت اثناء احتلال العراق اذ تعاون عدد من القوى العراقية خارج العراق مع الولايات المتحدة الأمريكية ومن يتعاون (غالبا) مع الولايات المتحدة لا بد أن يقترب من إسرائيل لأنها الحليف الاستراتيجي الوحيد في المنطقة للولايات المتحدة الأمريكية. واما الخطوة الثانية: تتذكرونها جيدا وهي محاولة تغيير علم العراق في مجلس الحكم الى شكل يقترب من شكل العلم الإسرائيلي وتم رفضه جماهيريا. والخطوة الثالثة: كان الجواز العراقي يحتوي على عبارة مفادها (يسمح لحامل هذا الجواز بالسفر إلى كافة دول العالم ما عدا إسرائيل)، وقد حذفت هذه العبارة وبذلك رفعت السلطات العراقية الحظر عن زيارة إسرائيل.

اما الخطوة الرابعة: فتمثلت بالمشادات الكلامية والاشتباك بالأيادي التي حدثت في مجلس النواب العراقي بسبب زيارة النائب مثال الألوسي الى اسرائيل والتي انتهت إلى إنهاء عضوية النائب الألوسي من مجلس النواب، بيد أن المحكمة أعادت له العضوية واحتسبت قرار مجلس النواب قرارا غير دستوري.

وتبعتها الخطوة الخامسة: وهي إلغاء مركز الدراسات الفلسطينية والذي يعد من أهم مراكز الأبحاث في العراق منذ عام ١٩٦٧ والذي كان معني بدراسة الشؤون الفلسطينية والإسرائيلية. واليكم الخطوة السادسة: التي تمثلت باستعمال مفردة إسرائيل بدلا من مفردة الكيان الصهيوني في الكثير من الأدبيات العراقية. وتبعتها الخطوة السابعة: والتي جاءت من إسرائيل عن طريق انشاء وزارة الخارجية الإسرائيلية لصفحة (اسرائيل باللهجة العراقية)، فضلا عن نشر فيديوهات مختلفة عن يهود العراق، وإنتاج فلم سينمائي طويل عن واقعة الفرهود والترويع التي تعرض لها يهود العراق عنوانه (طير حمام) وباللهجة العراقية.

اما الخطوة الثامنة: مزاعم زيارة ثلاثة وفود عراقية الى اسرائيل عام ٢٠١٨، وهنا من حقنا أن نتساءل عن حقيقة التطبيع العراقي الإسرائيلي وعن حقيقة زيارة الوفود العراقية إلى إسرائيل؟ وهل هناك نية التطبيع العراقي الإسرائيلي؟ الخطوة التاسعة: المؤتمر الذي عقد في اربيل اقليم كوردستان العراق تحت عنوان السلام وكانت البيانات واضحة باتجاه التطبيع مع الكيان الصهيوني. الخطوة العاشرة: حفلة غناء لمطرب رفضت نقابة الفنانين المصرية ظهوره لان سلوكه يتنافى مع الذوق العام اولا ولكونه مطبعا مع الكيان الصهيوني، وكذلك دعوة كاتب مصري له اراء جدلية عن الاسلام والقدس وله توجهات ودعوات للتطبيع كذلك. إذا كانت كل هذه الاحداث في جمهورية العراق، من المسؤول عنها؟ هل هناك ايادي خفية ام ثمن لا بد ان ندفعه من اجل الديمقراطية الفوضوية؟ ام انشغلت الطبقة السياسية بمصالحها وتوافقاتها؟ كثر في الآونة الأخيرة ممن يناصرون الكيان الصهيوني من العراقيين وينشرون على صفحات الفيسبوك تعاطفهم مع اسرائيل، فلو كانت هناك سلطة قوية وتطبق القانون بحذافيره لما كان حالنا هكذا لكن مع الاسف... وهذه الى المتعاطفين مع الكيان الصهيوني. نص المادة (٢٠١) من قانون العقوبات العراقي المرقم (111) لسنة (1969) بموجب قانون التعديل الثالث المرقم (130) لسنة (1975) (يعاقب بالإعدام كل من حبذ او روج مبادئ صهيونية بما في ذلك الماسونية، او انتسب الى اي من مؤسساتها او ساعدها ماديا او ادبيا او عمل باي كيفية كانت لتحقيق اغراضها). اكتفي بهذا القدر وللحديث بقية..