• اخر تحديث : 2024-05-15 19:58
news-details
مقالات مترجمة

الأهداف الأمريكية من بیع الأسلحة للسعودية وانعكاساتها الاستراتيجية على الحرب اليمنية


استعرض محمد علی محبعلي، المدير العام السابق لوزارة الخارجية للشرق الأوسط، في حدیث له أجراه مع الموقع "الاستراتیجي للعلاقات الخارجیة"، موضوع بیع الأمريكي الأسلحة للسعودیة، موضحاً أن الأسلحة التي تبيعها الولايات المتحدة للسعودية، كانت مؤثرة في منع أنصار الله من التقدم، لكنها لم تستطع أن تحدد مصير الحرب اليمنية. فالحقيقة أن سعي المملكة العربية السعودية لشراء المزيد من الأسلحة، وتعزيز جيشها هو ليس فقط بسبب الحرب في اليمن، بل تنفق المملكة العربية السعودية هذه التكاليف، في سیاق تحقيق طموحاتها وما تصفه بالتنافس العسكري مع إيران. في ما يلي الترجمة الكاملة للمقال:

في هذا السیاق غير بايدن مواقفه عما زعمه سابقًا، في أول خطاب له عن السیاسة الخارجية، وبإنهاء دعم العمليات الهجومية في حرب اليمن، منها بیع الأسلحة للسعودیة بهدف إنهاء الحرب. إن إعلان وزارة الخارجية الأمریكیة، دعمها لبيع صواريخ جو - جو بقيمة 650 مليون دولار للسعودية، یصب في خانة مواجهة ضربات الطائرات بدون طيار عابرة الحدود، وفي هذا الصدد، قال متحدث باسم وزارة الخارجية: "إن إدارة بايدن تسعى لمساعدة المملكة العربية السعودية، على صعید تجديد احتياطاتها الصاروخية، ولا تستخدم هذه الصواريخ لضرب أهداف على الأرض".

إن الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية حليفان لبعضمها بعضا، والولایات المتحدة الأمیرکیة تعتبر المملكة العربية السعودية من حلفائها التقلیدین، ولكن لیست بأهمیة حلفها مع إسرائيل، وتغيير الحكومات لا جرم أنه یؤثر علی مسار هذه السیاسات. لذلك من الطبيعي أن تدعم الولايات المتحدة السعودية في أي موقف.

تغییر مواقف بایدن من شعارات حقوق الإنسان:

سعى بايدن في بدایة الأمر إلى إنهاء الحرب اليمنية، کما یبدو أنه لم یعد النظر في اتفاقیة ترامب مع طالبان، وفي هذه الحالة أيضًا، وبالنظر إلى الحاجة المتبادلة بین الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، يتبع بایدن سياسة ترامب وسياسات الحكم الأمريكي نفسها.

في حين وصفت وكالة التعاون الأمني الدفاعي الأمريكية، عملية بيع المعدات للسعودية بأنها تتوافق مع تعزیز السياسة الخارجية الأمريكية والأمن القومي، واعتبرت المملكة العربية السعودية دولة صديقة وقوة مهمة للتنمية الاقتصادية والسياسية في منطقة الشرق الأوسط. وفي هذا الصدد، لدی البلدین العدید من صفقات بیع الأسلحة، وخلال عهد ترامب أیضاً تم توقيع العديد من صفقات الأسلحة بين البلدين.

هذا في الوقت الذي تنفق المملكة العربية السعودية حوالي 80 مليار دولار سنويا على الأسلحة، والصفقة الحالیة تعتبر أیضاً واحدة من هذه الصفقات. في الواقع، وعلی ضوء ظروف المنطقة، تتطلع المملكة العربية السعودية لتعزيز قوتها العسكرية. وبالنظر إلی تقدم أنصار الله في جبهات مأرب، وتحرير آخر معاقل للحكومة اليمنية المستقيلة في الجنوب، فعملية بیع الأسلحة التي تسعى إلیها الولايات المتحدة للسعودية، لم یكن لها تأثير يذكر على مسار الحرب اليمنية. لطالما كان للسعودية تفوق جوي ممیز في حرب اليمن. كان لهذه المعدات التأثیر المهم في منع تقدم أنصارالله، لكنها لم تستطع تحدید مصير الحرب.

القبائل اليمنية السنية هم حلفاء الرياض في الحرب البرية اليمنية، حيث یتعاون الكثير منهم مع السعودية بظروف خاصة. تجدر الإشارة هنا، إلی أن القوة العسكرية للمملكة العربية السعودية، ترجع إلى حد كبير إلى قوتها الجوية، وعلى العكس، فإن قوة أنصار الله والزيديين تظهر على أرض الواقع. في حین يبدو أن الوضع المیداني غیر جيد للسعودیین وداعميهم.

المأزق في حرب الیمن:

مع ذلك، فإن الحرب اليمنية شهدت العديد من التقلبات منذ البداية، ولا يبدو أن عملیة بیع الأسلحة هذه قد غيرت من حالة الحرب كثيراً؛ مدینة ما يحتلها حلفاء المملكة العربية السعودية، ومدينة أخرى قد يحررها حلفاء أنصار الله.  وفي النتیجة وصلت الحرب اليمنية إلى طريق مسدود، ولا يبدو أن لها مستقبلاً مشرقاً على المدى القصير، ما لم يكن هناك اتفاق سياسي بين الأطراف اليمنية، ورضی السعودي علی التوافق حتی تنتهي الحرب.

حل الحرب اليمنية، سياسي:

الحرب في اليمن مستمرة منذ سنوات، وعلى عكس توقعات المملكة العربية السعودية وداعميها، لم يتمكن هؤلاء من إنهاء الحرب بسرعة. وبالنظر إلى ظروف اليمن، اعتبرت هذه الحرب حرباً قبلية، حیث حضر فيها العديد من جهة القبائل الزیدیة، التي تشكل حوالي 40 في المائة من السكان. تتواجد هذه القبائل في المناطق الجبلية الصعبة العبور، وفي مثل هذا الموقع الجغرافي لا يمكن هزيمتهم بسهولة. من جانب آخر، هناك قبائل سنية تحتل مساحة كبيرة في جنوب اليمن وساحلها، حیث لایستطیع أحد منهم هزيمة الآخر بشكل كامل في الحرب القبلية. لذلك فإن حل الأزمة الیمنیة سیاسي بإمتیاز. الحقيقة، أن سعي المملكة العربية السعودية لشراء المزيد من الأسلحة، وتعزيز جيشها هو ليس فقط بسبب الحرب في اليمن، بل تنفق المملكة العربية السعودية هذه التكاليف في سیاق طموحاتها، وما تصفه التنافس العسكري مع إيران.