مع تقدم حركة أنصار الإسلام اليمنية في مناطق استراتيجية من البلاد، وخاصة على جبهة مأرب، تشهد المحافظات اليمنية الجنوبية صراعاً على السلطة بين السعودية والإمارات.
وصلت القوات السعودية والإماراتية في المناطق الجنوبية من اليمن، وخاصة حضرموت، إلى ذروة الصراع؛ حيث ازداد الصراع المسلح بين حزب الإصلاح (المدعوم من السعودية) والمجلس الانتقالي الجنوبي (المدعوم من الإمارات) في المنطقة بشكل ملحوظ في الأيام الأخيرة. بالطبع هذه الخلافات بين المرتزقة السعوديين والإماراتيين ليست جديدة وليست المرة الأولى التي يصلون فيها إلى حدود الصراع المسلح.
لكن النقطة المهمة هي أن اشتداد هذه الخلافات والصراعات يتزامن مع استمرار فقدان المواقف الاستراتيجية للطرفين. أفادت مصادر مطلعة أن الإمارات تدعم الآن أحد مشايخ منطقة شبوة، عوض العولقي. كما زادت الفوضى في المناطق التي يسيطر عليها حزب الإصلاح.
في هذه الحالة، قامت العناصر المسلحة التابعة لعوض العولقي، مستغلة غضب قبائل شبوة على الرئيس اليمني الهارب عبد المنصور هادي، بمحاصرة معسكرات تابعة للحكومة المستقيلة داخل المحافظة.
كما حاصرت القبائل الموالية للإمارات في المنطقة معسكرًا تابعًا لحزب الإصلاح في صحراء حضرموت وهددت بمهاجمة اللواء 11 التابع للحزب إذا لم ينسحبوا من المنطقة. ويرى مراقبون أن تحرك الإمارات نابع من قرار الإمارات إشعال الأوضاع في المناطق الجنوبية من أجل توسيع نفوذها في المحافظات الجنوبية لليمن والسيطرة من جانب واحد على حضرموت وشبوة. من ناحية أخرى، تواصل قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية تقدمها على جبهات حساسة وسيطرت مؤخرًا على مناطق في شمال شرق البلاد. انتقلت قوات أنصار الإسلام إلى مناطق جديدة في موقع عبيدة الاستراتيجي بعد تحرير مواقع استراتيجية في الجزء الشرقي من سلسلة جبال البلق في مأرب، بالتزامن مع انهيار قوات الدفاع السعودي المرتزقة في العقاد.
وفيما تصاعدت الاشتباكات العنيفة بين قوات صنعاء وقوات منصور هادي في مناطق العبيدة العليا والسفلى منذ أمس، تمكن الجيش اليمني واللجان الشعبية من السيطرة على ثلاث مناطق شرقي مأرب، هي البطر والنقا والعقد. وقالت مصادر مطلعة إن قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية طوقت مضيق ومعبر الفلج، وأصبحت المنطقة خط صراع بين قوات صنعاء وتحالف العدوان بعد سيطرة قواتهما على منطقة المعبر. وتقدمت قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية في الاشتباكات في سلسلة جبال البلق الشرقية ووصلت مناطق جديدة بوادي عبيدة. وتمكنت قوات الجيش اليمني في حكومة صنعاء في الأسابيع الماضية على تجاوز سلسلة جبال البلق الشرقية ودخول مدينة الوادي في عملية مفاجئة.
وفي محافظة الجوف المحاذية للسعودية شمالا ومأرب جنوبا احتلت قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية اليمنية عدة مناطق. وفي سياق متصل، نجحت قوات صنعاء شمال المحافظة في تحرير "العتمة" و "قرن الشامان" و "قرن الهجرة" ومحيط "جبل حشفه" (بالقرب من مدينة العتمة) من سيطرة الحكومة المستقيلة والتحالف السعودي. كما أن منطقة "حبش" الجبلية من المناطق التي تم تحريرها بالكامل.