• اخر تحديث : 2024-11-22 10:05
news-details
تقارير

كيف أرعبت المناورات الصاروخية للحرس الثوري الإيراني الصهاينة؟


جاءت مناورات الرسول الأعظم السابعة عشرة للحرس الثوري الإيراني في خضم المحادثات النووية بين إيران والقوى الدولية، وهو إجراء اتخذته طهران لتعزيز مواقف وفدها الدبلوماسي على طاولة المفاوضات، في مواجهة تصاعد الخطاب العسكري التهديدي من الجانب الآخر.

هذه التدريبات التي راقبتها عن كثب وسائل الإعلام الأجنبية والمحللون الأجانب منذ البداية وحتى اليوم الأخير، سرعان ما حققت النتائج المقصودة منها فيما يتعلق بالردع وإجبار العدو على التراجع عن المواقف الخطرة والتهديدات التي أُطلقت في الأيام الماضية.

بحيث أنه بعد أسابيع قليلة من تهديدات مسؤولي الکيان الصهيوني بشن هجوم عسكري على إيران، قال وزير خارجية الکيان في تراجع واضح للغاية: "نحن بحاجة إلى خيار عسكري ذي مصداقية ضد إيران(!)".

من جهة أخرى، نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤول أمني إسرائيلي كبير قوله "يستغرق الأمر عامين على الأقل للتحضير لهجوم يمکن أن يلحق ضرراً خطيراً ببرنامج إيران النووي".

في غضون ذلك، كانت الطريقة التي أجريت بها المناورات، باستخدام المبادرات العسكرية، بتفاصيل ذكية وهادفة ودقيقة، من الأسباب الرئيسية لإحباط الخطاب التهديدي للصهاينة وتراجعهم عن مواقفهم الأولية المتهورة.

حصن إيران الدفاعي القوي

بالتأكيد، كانت الرسالة الأولى المهمة للمناورات الأخيرة هي اختبار مستوى القدرة الدفاعية وتحسينها، بناءً على أحدث المبادرات والإنجازات لعلماء ونخب صناعة الدفاع الإيرانية.

في الواقع، أظهرت المناورات الأخيرة أن أعداء إيران سيكون أمامهم مهمة صعبة للغاية ومعقدة لعبور حصن إيران الدفاعي القوي، مع وجود أنظمة الدفاع ذات المستويات المختلفة.

کما أن اهتمام الإعلام الصهيوني، مثل ديبكا فايل، باستخدام المنظومات الدفاعية في مناورات الرسول الأعظم الـ 17، مثل نظام "15 خرداد" مع رادار "ثامن" المتقدم، والذي كان قادرًا على اكتشاف وإسقاط طائرة التجسس الأمريكية المتقدمة غلوبال هوك، يشير إلى رسالة سماء إيران غير الآمنة وما وراءها بالنسبة لطائرات الشبح التي يمتلکها أعداء إيران.

توسيع نطاق الحرب

كانت الرسالة المهمة الأخرى التي وجهتها التدريبات الأخيرة لأعداء إيران، والتي حذرتهم بشدة من أي عمل غير مدروس وسوء تقدير، هي استعداد إيران لتوسيع النطاق العملياتي والزمني للحرب.

في المناورات الأخيرة، كان إنشاء خنادق تحت الأرض ومنشآت دفاعية في المدن الإيرانية المهمة، أحد التكتيكات لمواجهة العدو في أي معركة محتملة.

وهذا يعني أن الجمهورية الإسلامية بالتأكيد لن تترك أي عملية عسكرية ضد منشآتها النووية دون رد، ومن ناحية أخرى، لن تتردد في توسيع نطاق الحرب لمعاقبة المعتدي بشكل كامل.

وبحسب اللواء حسين سلامي قائد الحرس الثوري الإيراني، فإن الفارق الوحيد بين المناورات التي انتهت أمس والحرب الحقيقية، هو تغيير زاوية إطلاق الصواريخ.

صب الماء في عش النمل

من المؤكد أن الجزء الأكثر رعباً في التدريبات الصاروخية الأخيرة كان محاكاة الهجوم على منشأة ديمونة النووية، الأمر الذي لفت انتباه وسائل الإعلام الصهيونية.

خلال مناورات الرسول الأعظم الـ 17، أطلقت إيران بنجاح عملية محاكاة لمهاجمة قاعدة ديمونة النووية الإسرائيلية، من خلال إطلاق 16 صاروخًا باليستيًا وخمس طائرات مسيرة انتحارية في وقت واحد.

صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، وفي إشارة إلى المناورات الأخيرة للحرس الثوري الإيراني ومحاكاة عملية الهجوم علی قاعدة ديمونة النووية الإسرائيلية خلال المناورات، كتبت: "أظهر هذا التمرين والتدريب مستوى جديدًا من القدرات العسكرية الإيرانية لضرب إسرائيل".

وأضافت الصحيفة الإسرائيلية: "إن قرار الكشف عن منصة الإطلاق الإيرانية الجديدة متعددة الطائرات بدون طيار، وإطلاق 16 صاروخًا باليستيًا في وقت واحد على نسخة طبق الأصل من قاعدة ديمونا النووية، يمثِّل مستوى جديدًا من التهديد الهجومي الإيراني".

کما اعتبر تقرير هذه الصحيفة أن استخدام جبهة المقاومة لطائرات مسيرة لمهاجمة القوات الأمريكية في العراق وقاعدة التنف في سوريا في شباط، وكذلك اختراق المجال الجوي للکيان الإسرائيلي من قاعدة T-4 في سوريا عام 2018، هو دعم عملياتي كامل لتهديدات إيران الصاروخية وبالطائرات بدون طيار.

في الواقع، أظهرت الجمهورية الإسلامية، من خلال محاكاة الهجوم على منشأة ديمونة النووية، أن لديها معلومات دقيقة ومحسوبة حول الموقع، وآليات الدفاع عن هذه المنشأة، وكذلك كيفية اجتياز الأنظمة الدفاعية للکيان، ولم تكتف بمجرد إظهار قوتها الصاروخية.

إن المسافة القصيرة التي تفصل الکيان الصهيوني عن الأراضي الإيرانية، فضلاً عن حصار الکيان بمحور المقاومة في سوريا ولبنان وغزة، جعلت الأراضي المحتلة في مرمی الصواريخ الإيرانية بشكل كامل.

هذا في حين أن العمق الإقليمي الضئيل للکيان قد يجعل مناطق واسعة من الکيان غير صالحة للسكن في حالة وقوع حادث لمنشآته النووية.

ولذلك، نظرًا لأن الجميع يعلم أن السياسيين الصهاينة يواجهون اليوم مشكلة القبول الداخلي، ويحاولون اختبار حظهم لكسب القبول الداخلي من خلال التصريحات ضد إيران، فإن إيران لا تأخذ التهديدات الصهيونية على محمل الجد.

کذلك، على الرغم من أن إيران لا تعتبر أن الصهاينة لديهم القدرة أو الإرادة للقيام بعمليات عسكرية، إلا أن الرسالة المهمة للتدريبات الصاروخية الأخيرة هي أن الجمهورية الإسلامية لم تتغاض عن السيناريوهات المحتملة الأكثر تشاؤمًا، ولديها خطة عمل لكل حالة وموقف.

وهذا يبعث برسالة مفادها أن رد فعل طهران على عدوان العدو سيکون سريعاً، وبعد ثوانٍ فقط من جنون العدو لمهاجمة المنشآت النووية، سيسقط وابل من الصواريخ والطائرات المسيرة على المعتدي.