تعرضت القوات الأمريكية لسنوات عديدة للكثير من الضربات الموجعة من قبل المقاومة في العراق اثناء الاحتلال وهذا الأمر أدى إلى انسحابها من العراق، رغم محاولات القوات الأمريكية جاهدة للبقاء اطول فترة ممكنة في البلاد لكنها أجبرت في نهاية المطاف من مغادرة العراق، مع هذا فهي لم تتوقف عن تقديم الدعم اللوجستي للتنظيمات الإرهابية.
يتساءل البعض عن امكانية قواتنا الامنية البطلة وحشدنا الشعبي باستلام الملف الامني والمحافظة على الاستقرار بخروج قوات التحالف الدولي (قوات الاحتلال) رغم المناخ الاقليمي المتوتر وتحديات الارهاب "الداعشي" الداخلي؟ لا نبالغ إذا قلنا تستطيع قواتنا الامنية بكافة صنوفها والشرطة الاتحادية وطيران الجيش والقوة الجوية وظهيرهم الحشد الشعبي، واثبتت ذلك في حربها ضد "داعش" وتحريرها محافظات العراق. نعم استطاعت بجهادها وصبرها وقوتها ووطنيتها وروحها القتالية العالية وبتضحياتها وبما متوفر من الاسلحة ان تنتصر على زمر الظلام، ومن يعتقد حاجتنا لوجود قواعد اجنبية لحماية امن العراق فهو اما خائف لاعتبارات او واهم.
الغالبية تعرف بأن الادارة الامريكية تلعب وتضغط بالملف الامني وغالبا ما تهدد به الحكومة العراقية لتقبل بشروط بقاءها، وقد اعترفت الادارة الامريكية على لسان كبار شخصياتها بأن "داعش" صناعة امريكية، وتابعنا كيف تقوم القوات الامريكية بمساعدة "داعش" للدخول الى العراق من سوريا وتأمين الدعم اللوجستي لها وتابعنا ايضا كلما تتوتر العلاقة بين الادارة الامريكية والعراق او تتقاطع المواقف تنشط "داعش" في كل مكان وتقوم بعمليات تكتيكية ونوعية.
على الحكومة العراقية ان تنوع مصادر استيراد الاسلحة من روسيا والصين وكوريا، وان تركز على القوة الجوية وطيران الجيش وكذلك المقاومات الارضية واعادة تدريب وتأهيل القوات الامنية وارسال عناصرها لدورات خارج العراق وكذلك الدراسة هناك، ومتابعة المعلومة الامنية من خلال استخدام التقنيات الحديثة والطائرات المسيرة، من الاولويات صناعة جودة الامن، لأنها تولد ثقة بين رجل الامن والمجتمع وتسهم في امن مستدام يحافظ على اجواء مستقرة تتيح للمواطن ان يعيش بدون خوف او تهديد.
تحية لأبطال الجيش العراقي، ولجميع قواتنا الامنية بكافة صنوفها، وللحشد الشعبي سندهم وظهيرهم القوي. المجد والخلود لشهداء العراق الذين سطروا ملاحم الانتصار العراقي على زمر الشر والارهاب.