نشرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية مقالا للكاتبة صوفيا بربراني، تقول فيه إنه "كثيرا ما ميّز ماكرون نفسه عن نظرائه الأوروبيين، من خلال تولي مهام شبه مستحيلة مثل التوسط في حرب ليبيا الأهلية ثمّ الفشل، وإجراء محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الإثنين، في محاولة لخفض التصعيد في الأزمة الأوكرانية".
وتابعت بربراني قائلة إنه بعيدا عن حصر ما يسمّى بـ"دبلوماسية الجرأة" على البلدان التي ترتبط تاريخياً وجغرافياً بفرنسا، "كان ماكرون منشغلاً بتقوية علاقات فرنسا مع دول، مثل الإمارات، التي تربطها معها علاقات ثنائية تعود لأكثر من عقد من الزمن".
وأشارت بربراني في مقالها إلى أنّ البلدين "يتفقان على العديد من القضايا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك دعمهما المشترك للقائد العسكري الليبي خليفة حفتر".
وتحدث المقال عن إظهار فرنسا استعدادها لتقديم دعم عسكري للإمارات الأسبوع الماضي، إذ أعلنت "أنها ستعزز نظام الدفاع الجوي الإماراتي، عقب عدة هجمات بالصواريخ الباليستية وطائرات بدون طيار تبناها الحوثيون اليمنيون".
وأوضحت الكاتبة أنّ مدّ فرنسا يد المساعدة سببه إلى حدّ كبير اعتقاد الجانب الفرنسي أنّ منطقة الخليج، ستصبح في العقد القادم، أكثر أهمية من أي وقت مضى.
وأضافت أن علاقات فرنسا مع الخليج لا تقتصر على الإمارات فقط، فهي أيضا على علاقة وثيقة بقطر من "خلال النشاطات التجارية والرياضية"، مشيرة إلى امتلاك صندوق الثروة والسيادة القطري نادي "باريس سان جيرمان" لكرة القدم.
وقالت الكاتبة إنه "مع صعود أهمية الخليج، من المرجح أن يتضاءل التزام واشنطن. وهذا بدوره يمكن أن يؤدي إلى فراغ استراتيجي تملأه بسرعة دول مثل روسيا أو الصين، التي تربط الإمارات معها شراكة استراتيجية شاملة".
وتابعت قائلة" "حتى الشريك الجديد، إسرائيل، يستعد لإحراز تقدم دبلوماسي بعد اتفاقات 'إبراهام'، كل هذا من شأنه أن يترك فرنسا والاتحاد الأوروبي على الهامش".
ورأت الكاتبة أنه على الرغم من أن أبو ظبي سرعان ما أصبحت "المكان المناسب" على الصعيدين الإقليمي والدولي، فإن عجز الاتحاد الأوروبي عن تشكيل استراتيجية جماعية تجاه الخليج يعني أن الاتحاد "بعيد كل البعد عن أن يحتل مكانة مرموقة بين القادة العرب".
ونقلت الكاتبة عن مصدر مطلع توقعه أن يصدر الاتحاد الأوروبي استراتيجية جماعية بشأن الخليج في أيار/مايو.
ولكن، وفق ما رأت الكاتبة، إلى أن يحدث ذلك، "سيواصل الرئيس ماكرون الدفع بمفرده من أجل علاقة وثيقة مع الإمارات، من خلال الدعم العسكري ومبيعات الأسلحة والتبادل الثقافي ... بالإضافة إلى وجود أكثر من 600 شركة فرنسية عاملة في الإمارات".