• اخر تحديث : 2024-07-03 03:33
news-details
مقالات مترجمة

"معاريف": الليكود” في طريق التفكُّك: بوادر انشقاقات


سيُكتب لاحقاً في صفحات تاريخ “الليكود” أن الشقوق الاولى في حركة الليكود ظهرت في 2005 عندما انسحب اريك شارون من “الليكود”، وكان من مؤسسيه، وكان في حينه رئيس الوزراء عن “الليكود” واقام حركة “كديما”. وانضم اليه كما يذكر غير قليل من اعضاء “الليكود”، بينهم ايهود اولمرت، تسيبي ليفني، جدعون عيزرا، ابراهام هيرشيزون، مئير شطريت، مارينا سولودكين، روني بار- أون، روحاما ابراهام، ايلي ابلالو، زئيف بويم، يعقوب ادري، مجلي وهبة وعُمري شارون. وفي وقت لاحق، عندما ثبت نتنياهو مكانته رئيساً لـ”الليكود” ورئيساً للوزراء، انسحبت من “الليكود” شخصيات اساسية ووزراء سابقون مثل دان مريدور.

على مدى السنين، منذ انتخب نتنياهو مرة اخرى لرئاسة الوزراء في 2009، غير “الليكود” وجهه بشكل واضح. فقد تبدد البهاء الجابوتنسكي، الذي ميز بقدر كبير حكومات بيغن، شامير، شارون واولمرت. جيل التنظيمات السرية والاصلاحية القديم والمخلص للطريق أخذ في الاختفاء، معظمهم بالطريقة الطبيعية. أما الفراغ الذي نشأ فملأه اعضاء المركز، ولا سيما من بلدات المحيط، ممن أصبحوا القوة المركزية في “الليكود” ومقاولي الاصوات الذين توجوا النواب الجدد، وصمموا صورة حركة الليكود الجديدة.
 
“الليكود” في عصر نتنياهو أبرز في المقدمة وجوها جديدة مثل دافيد بيتان، دودي امسلم، ميري ريغف، شلومو كرعي، غاليت ديستل اتبريان، ميكي زوهر، وكيرن باراك. وزراء سابقون ونواب قدامى مثل يوفال شتاينتس، تساحي هنغبي، حاييم كاتس ويولي ادلشتاين دُحروا بقدر ما جانبا.
الاحساس الذي نشأ في “الليكود” اجمالاً هو ان نتنياهو منشغل اكثر بمستقبل محاكمته ولوائح الاتهام ضده مما بشؤون “الليكود”، وهي حقيقة خلقت تيارات تحت ارضية وصراعات قوى ظاهرة لكل عين. واليوم، يبدو واضحا لدى بعض من الكتلة ميل للتطرف يميناً، لأن يكونوا اقرب في المواقف من الصهيونية الدينية، من سموتريتش وبن غبير أكثر من المواقف المعروفة لـ”الليكود” التقليدي.
 
ليس صدفة أننا رأينا في الأيام الأخيرة نواباً من “الليكود”، وبينهم أمير اوحنا، شلومو كرعي، وجادي يبركان يأتون لتعزيز يد ايتمار بن غبير في المكتب الذي اقامه في الشيخ جراح. من المشوق أن نعرف ماذا كان سيقول عن هذا رئيس الوزراء، اسحق شامير، الذي درج في حينه على أن يترك قاعة الكنيست عندما كان الأب الروحي لبن غبير وسموتريتش، الحاخام مائير كهانا، رئيس حركة كاخ، يقف على منصة الخطابة في الكنيست.
 
في اليوم الذي يعتزل فيه نتنياهو – بارادته الحرة او رغما عنه السياسة – فإن “الليكود” سينشق ان لم نقل يتفكك. توجد مؤشرات إلى أن هذا الانشقاق سيكون لعدة اتجاهات او اجزاء. صحيح أنه حتى اليوم فإن النسغ الذي يوحد “الليكود” هو نتنياهو، وفي اللحظة التي يختفي فيها هذا النسغ من المتوقع هنا تفكك سياسي في كل الاتجاهات، مع امكانية خلق ارتباطات جديدة تؤثر على كل أمور المجتمع الإسرائيلي. من هنا فإن الانتخابات القادمة ايضا ستكون متعلقة بشخص واحد: بنيامين نتنياهو.