نشرت صحيفة "يديعوت احرنوت" الإسرائيلية مقالا للكاتبة سيما كدمون تقول فيه: لا توجد اي طريقة اخرى لقول هذا: أنا خجلة. بصفتي يهودية ومواطنة فخورة في دولة اسرائيل، أخجل مما تراه عيناي في الاسبوع الاخير.
أشعر بالحرج وانا اسمع عن نساء اوكرانيات، تركن وراؤهن كل عالمهن ليدقن بوابات الدولة – ويتلقين معاملة كهذه في مطار على اسم بن غوريون. أخجل حين اسمع عن الساعات الطويلة التي يضطررن لان يقضين لدى دخولهن البلاد بعد ايام من التيه في طرق خطيرة في الثلج والبرد، لأجل ايجاد ملجأ من الفظاعة التي تجري في بلادهن.
أخجل من الاستقبال الموضوعي والرسمي الذي يتلقينه عند الدخول الى اسرائيل. من البرد الذي يهب من المنصات. من المطلب التعسفي وغير المعقول في ايداع مبلغ 10 الاف شيكل للشخص كي يضمن الا "يعلق" هنا. اي جمود فكري هذا للتصديق في أنه إذا ما قرر شخص ما البقاء في اسرائيل فان ما سيمنعه من ذلك هو الكفالة المالية التي اودعها.
أخجل حين اسمع الحساب الذي يجريه بعض من الشعب مع اوكرانيا قبل نحو 80 سنة. وكأن هؤلاء النساء الشابات واطفالهن الخدج ينبغي أن يعاقبوا على ما حصل في حينه. وأخجل من اقوال وزيرة داخليتنا التي توجه اللاجئين الى دول اخرى في اوروبا يمكنها ان تستوعبهم. ومن انعدام مشاركة رئيس الوزراء الذي سارع لان يعانق طفلا يهوديا وصل من بيت الاطفال في كييف ولكنه لا يقرر معايير اخرى لاستيعابهم.
طالما كانت الشمعة مضيئة، قال بينت ينبغي بذل كل جهد كي نوقف هذا. وكان يقصد مساعيه للوساطة بين روسيا واوكرانيا. ولكن ماذا عن الشمعة المضيئة لملايين اللاجئين. من سيحرص على الا تنطفئ؟
هذا موضوع مركب، قال لي أمس وزير كبير بشأن استيعاب اللاجئين في اسرائيل. وقصد اللاجئين غير اليهود ممن يفرون من بلادهم النازفة ويصلون الى اسرائيل كي يجدوا ملجأ. الوزير اياه واع للنقد الشديد الذي يسمع في البلاد وفي الخارج على الشكل الذي تستقبل به اسرائيل اللاجئين، وكيف انها هي بالذات، التي أكثر من اي دولة اخرى في العالم كان ينبغي لها أن تبدي حساسية تجاه من اقتلعوا بين ليلة وضحايا من حياتهم السابقة، تبدي تصلبا وانعدام مرونة تعيستين. الوضع هو، كما قال ذاك الوزير، ان المواطن الاوكراني لا يحتاج الى تأشيرة كي يدخل الى الدولة. وهذا يسمح لكل شخص يأتي من بولندا او رومانيا بدخول اسرائيل. وفي الايام الاخيرة توجد موجة كبيرة من اللاجئين آخذة في الاتساع فقط. والسؤال، كما يقول، الى اي مدى. كم من اللاجئين نسمح بالدخول، حين لا يكون مؤكدا على الاطلاق ان هذه اقامة مؤقتة. ينبغي أن نعرف بانه يوجد هنا على اي حال حجم كبير من المقيمين غير القانونيين من اوكرانيا، ويوجد هنا حدث ينبغي للحكومة أن تقرر ما هي حدودها. 5 الاف؟ 10 الاف؟ 50 ألف؟ في الايام الاولى يوجد عطف ما، يقول، ولكن يمكن لهذا ان ينقلب في مرحلة معينة. ستبدأ المشاكل، مثل دخول اناس ما كنا نريد أن يكونوا هنا.
ولكن الوزير ذاته اعترف بانه ممكن ويتوجب ابداء مرونة أكبر، من ناحية المعاملة ومن ناحية حجم المبلغ الذي ينبغي ايداعه. وها هو أحد ما في الحكومة صحا أمس. يبدو أن هذا هو الوزير لبيد، الذي يوجد في ريغا، في لقاء مع وزير الخارجية الامريكي انطوني بلينكن. في محيطه القريب تحدثوا أمس عن حل لمشكلة اللاجئين: نحن سنستوعب 5 الاف لاجئ غير يهودي ضمن النطاق الانساني، كما قال. اما الكفالة التي يضطر اللاجئون غير اليهود أو ابناء عائلاتهم ايداعها مع دخولهم – فستلغى. كما انه ستكون مساعدة في الاستيعاب.
جميل، خسارة فقط ان هذا كان يحتاج الى عشرة ايام طبعت فيها اسرائيل بألوان فاقعة من العنصرية وكراهية الاجانب، مثلما استجابت للفكرة المسبقة عن اليهودي الطماع والبخيل.
يلوح أكثر فأكثر ان لوزيرة الداخلية شاكيد توجد مشكلة في الخطابة. فالمرة تلو الاخرى تقع في تصريحات غير ناجحة. فجوة واسعة جدا بين الصورة وبين الفعل. حرصها على حماية الهوية اليهودية هو حرص اصيل على اي حال وهي بالفعل تخشى ان يكون هنا اغراق منفلت. ولكن توجد ظروف وفترات ينبغي ما يبث فيها هو الرأفة والعطف وهذا ما لا تنجح في عمله. مثلما مع الطفلة الاسرائيلية دانييل ليف التي طلب من امها التايلندية الخروج من البلاد. في نهاية المطاف فعلت شاكيد الامر الصواب، ولكن ليس قبل أن تجري جولة ملتوية مثيرة للضجيج.
المشكلة هي ان حتى الان، وقبل ان يكون قرار حكومي، شاكيد هي الوحيدة المسؤولة عن موضوع اللاجئين الى جانب سلطة السكان، التي ورثت هي رجالها من وزير الداخلية السابق آريه درعي. عندما تتلبس عقيدة درعي عدم مرونة شاكيد - تكون النتيجة ما نراه في مطار بن غوريون.