• اخر تحديث : 2024-05-15 19:58
news-details
مقالات مترجمة

تصبح حرب الكرملين ضد أوكرانيا وحشية وكارثية من ساعة إلى ساعة، وفي الوقت نفسه تجد إسرائيل الرسمية نفسها رغم أنفها في مكانة مؤيدة صامتة للكرملين، تمتنع عن الانضمام إلى العقوبات الاقتصادية والمالية الدولية ضد روسيا.

إضافة إلى ذلك، ترفض إسرائيل الرسمية أن تورد لأوكرانيا وسائل حصانة متطورة في الوقت الذي يستخدم فيه جيش بوتين منتجات التكنولوجيا الإسرائيلية. تتواصل علاقات إسرائيل – روسيا في مجالات حرجة بالتالي وكأن روسيا بوتين لم تكن دولة منبوذة. لا الاعتبار الأخلاقي، ولا حتى التلميح به، يمر في رؤوس أصحاب القرار في القدس. لا توجد لنا إلا مصالح ولا توجد مبادئ لا سمح الله.

معانقو بوتين في البلاد لا يعشقونه، بل هم معجبون بقوته، بطموحاته الإمبريالية، بطغيانه، بجملة أكاذيبه وباستخفافه بالرأي العام المتنور.

من ناحيتهم الأفضل سيكون إذا كانت الدولة المارقة المجاورة لروسيا العظمى ألا وهي أوكرانيا، تستسلم ببساطة لمطالب جارتها الجبارة وتتخلى عن سيادتها.

يوصي بعض من محللينا وسياسيينا الكبار حقا الأوكرانيين بأن يهجروا أحلامهم عن الحرية والديمقراطية وأن يتخذوا خيارا «واقعيا»: الاستسلام للقوة الإمبريالية الطاغية التي تقصف بيوتهم والانضمام إليها طواعية.

أما رئيس أوكرانيا زلنسكي المحترم يحثه أولئك الإسرائيليون، على ألا يتخذ دور رجل المبادئ وألا يسمح للغرب العفن بتضليله. كن واقعيا، سافر إلى موسكو، اركع بأدب أمام شمس الشعوب الجديدة وأوقف بذلك حربك للاستقلال، عديمة الاحتمال. وإليك نصيحة من الدولة القومية اليهودية: لا مكان على المعمورة لدولة قومية أوكرانية.

من حظنا أن أصحاب المشورات إياهم لم يكونوا في الحكم في البلاد عندما نهضت حفنة من اليهود الصهاينة الشجعان ضد آلة القمع السوفييتية الهائلة في مطلب كان في حينه عديم الاحتمال جدا فأطلقوا «أرسل شعبي». انشغلنا في الأسبوع الماضي كثيرا بمئات اللاجئين من أوكرانيا، ممن علقوا في مطار بن غوريون لساعات انتظار ممزقة للأعصاب، صور أطفال اللاجئين ينامون على فرشات مؤقتة كانت مقلقة – ولكن ليس هذا ما أثار عندي إحساس «الخجل الوطني» و «العار الأخلاقي».

صور مشابهة ظهرت في مطارات ومحطات قطارات في أوروبا في الأسبوع الأول لموجات اللاجئين.

الفشل التنظيمي والإداري برأيي هامشي مقارنة بالطريق السريع الجوي من موسكو إلى تل أبيب والذي يجلب إلينا من هناك إلى هنا تيار أرباب المال الروس بطائراتهم الخاصة، خائفين ومقاطعين في كل العالم، باستثناء دول مختارة مثلنا. إسرائيل يمكنها وينبغي لها أن تزيد ببضعة أضعاف سقف اللاجئين من أوكرانيا.

هذه خطوة أساسية لازمة. ولكن بما لا يقاس مهم وأخلاقي أكثر هجر سياسة الحياد الحالية، التي هي عمليا سياسة تسامحية تجاه بوتين: «الحيادية بين المعتدي والمعتدى عليه، بين المحتل والخاضع للاحتلال، بين الدكتاتوري والديمقراطي، بين التضامن مع القامع وبين المساعدة للمتمرد على القمع، أمر الساعة هو التوقف عن هذا السير بين القطرات؛ هذه ليست قطرات، هذه صواريخ.

يعلمنا التاريخ، عندما يعلم بأن محاولة إشباع العملاق الإمبريالي من خلال التضحية بالشعوب الصغيرة لا يؤدي إلا إلى زيادة عدوان العملاق وشهيته إلى أن يريد ابتلاع العالم بكامله. وإن لم يكن فتدميره. حذار أن نتعاون معه. حذار أن نداعب بود ذيله قبل أن يكون لنا دم على الأيدي.