• اخر تحديث : 2024-05-08 00:17
news-details
مقالات عربية

ماذا أعد الكاظمي للرياض وطهران وواشنطن؟!


أعلنت مصادر حكومية عن نية رئيس مجلس الوزراء لزيارة السعودية، فيما رجحت مصادر أخرى زيارة مرتقبة لوزير الخارجية الإيراني لبغداد، وزيارة الكاظمي لواشنطن وربما لطهران أيضاً.

 

تأتي الزيارات كأول تحرك للكاظمي على المستوى الخارجي، وقد ينال ترتيب الدول وتقديم أحدهما على الآخر، انتقادات داخلية تنتهي او تتصاعد مع نهاية الزيارات، ويُختلف على النتائج إيجابية كانت او سلبية، وهناك أحكام مسبقة ترافق الزيارات وتلاحقها في كل حركة وصورة وكلام.

لا شك أن السياسة الداخلية لم تعد بعيدة عن التأثير الإقليمي والدول، واستقرار الدول مرهون بمحيطها الإقليمي وعلاقتها مع الدول الأخرى، ولم تعد الدول صغيرة او كبيرة بمنآى عن انعكاس العلاقات الدولية على َاقعها السياسي والاقتصاد بل حتى الاجتماعي، وفي ظل جائحة كورونا عُد الاقتصاد من أهم مهددات الدول ومعيار لنجاح الإدارة، بالتحكيم بالموارد واستثمار العلاقات الدولية.

منذ سنوات والعراق لم يشهد استقراراً، وأصبح ساحة لتصفية الحسابات الدولية والإقليمية، نتيجة واقع سياسي هش تتحمله أطراف داخلية خضعت للإرادة الخارجية، حتى اساءت للمصلحة المحلية، وعملت كأدوات لتوسيع الهوة السياسية والاجتماعية وعلاقات العراق الدولية، وتحول دون بناء المشتركات وتبادل الحاجة المسلحة اقتصادياً وأمنياً وإستقرار لإنتعاش إقليمي.

تعتبر الزيارات كمبادرة من العراق أن يكون السباق في حسن النوايا، ومن حاجة فعلية أقليمية ودولية، وسيُقال عنها أن لهذه الدول مصالح في العراق؛ نعم لها ذلك اقتصادياً وسياسياً يمكن تحقيقها بالعلاقات المتبادلة، والعراق يمر بأزمة إقتصادية في ظل جائحة كورونا وإنخفاض اسعار النفط وقرارات أوبك بخفض الإنتاج، وينعكس على سوقه الذي على الاستيراد بدرجة اساسية؛ يرافق ذلك أزمة سياسية كنتاج لخلافات دولية وأقليمية، مثلتها أطراف عراقية عملت كأدوات أكثر من عملها المحلي، ودور تقربها في استقرار بلدها ومصلحتها الحقيقية.

إن العراق سعى طيلة السنوات المنصرمة على أن يكون محايداً، وبعيد عن التجاذبات الإقليمية والدولية، وهذه قناعة القوى في اروقتها السياسية، إلاّ أن حديث الكواليس يختلف عن المادة الإعلامية، رغم القناعات بتمتين علاقات العراق الدولية والإقليمية، وعلى أساس الخلاف تحاول قوى داخلية التخلص من غيرها بمعونة خارجية، والقائد الحقيقي للشعب تقاليدها وعاداتها الموروث، ومتغيرات حاجتها التي تقودها أحياناً للتمرد أو الانصياع لنوع من السياسة حيث مصالحها الواقعية، ولكن الخطر في أن تنقاد حسب ما يُروج لها وقد يكون مخالفاً لتقاليدها وقيمتها ومصالحها الفعلية.