يظهر التعاطف الرسمي الإسرائيلي مع القضية الكردية التاريخي، والإشارات التي أرسلها قادة إقليم كردستان العراق إلى المسؤولين الإسرائيليين على وجود علاقات تاريخية ومتينة بين الطرفين. على هذا الأساس هذه بعض المصادر التي تدلل على وجود علاقة بين الطرفين، وفي بعض المواضع على الأفق الذي ينظر إليه الطرفين في طبيعة العلاقات فيما لو قُدّر لهم.
1. صرح رئيس وزراء الكيان المؤقت نتنياهو عام 2017: إسرائيل ترفض حزب العمال الكردستاني وتعتبره منظمة إرهابية على عكس تركيا التي تدعم منظمة الإرهاب. حماس، بينما ترفض إسرائيل الإرهاب بأي شكل من الأشكال، فإنها تدعم الجهود المشروعة للشعب الكردي لتحقيق دولته الخاصة.
2. نظم إقليم كردستان مؤتمر بتاريخ 24 أيلول 2021، تحت عنوان "السلام والاسترداد" برعاية "مركز اتصالات السلام" الأمريكي، والذي دعا إلى التطبيع مع الكيان المؤقت. ورغم نفي حكومة إقليم كردستان علمها بهذا المؤتمر، إلا أن الكثير من الشكوك طُرحت عن تواطئ وزارة الداخلية لإقليم كردستان حول المؤتمر الذي حصل في العاصمة أربيل.
هذا المؤتمر لاقى صدًا من الجانب الإسرائيلي حيث كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن اتفاق على تشكيل 7 مجموعات منبثقة عن المؤتمر للتعامل مع الملفات المتعلقة بالعلاقات بين العراقيين واليهود من أصول عراقية في دول العالم، بمن فيهم المقيمون في إسرائيل، وملفات التجارة والاستثمار والتعليم. الصحة والعمل على إلغاء قوانين مناهضة التطبيع.
أما الجانب الرسمي فقد علق وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد، لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، واصفا المؤتمر بأنه "مصدر أمل وتفاؤل، وأن إسرائيل تبحث دائما عن توسيع دائرة السلام بالعمل مع الأصدقاء حول العالم لتحقيق ذلك".
3. في 13 تشرين الأوّل عام 2015، أعلنت حكومة إقليم كردستان العراق عن افتتاح ممثّليّة للديانة اليهوديّة في وزارة الأوقاف والشؤون الدينيّة. وقال المتحدّث باسم الوزارة في حكومة إقليم كردستان العراق ميروان نقشبندي لـ"المونيتور": "إنّ برلمان الإقليم أصدر في شهر نيسان الماضي قانون حقّ الأقلّيّات، وجرى التصويت عليه بإجماع تامّ، قبل أن يصادق عليه رئيس الإقليم مسعود بارزاني. ويعطي هذا القانون الحقّ لكلّ ديانة لديها أتباع في الإقليم لإنشاء ممثّليّة لها وممارسة طقوسها بكلّ حريّة".
هذا الأمر أثر بشكل واضح على تنامي السياحة الدينية في إقليم كردستان العراق من اليهود القادمين من الكيان المؤقت، والعكس كذلك. وهذه مقابلة أجرتها صحيفة "تايمز اوف إسرائيل" مع شيرزاد مامساني، الذي تم تعيينه رسميًا في حكومة إقليم كردستان (KRG) كمدير للشؤون اليهودية الكردي، يتكلم عن تطور السياحة الدينية وأفق العلاقة.
4. في دراسة نشرتها الباحثة الإسرائيلية المتخصصة في الشأن الكردي أوفرا بنغيو، وهي رئيسة برنامج الدراسات الكردية في مركز موشيه دايان في جامعة تل أبيب، عددت مظاهر هذا "التشابه"، وخلُصت إلى أن كليهما "شعب" قليل العدد نسبيًا (15 مليون يهودي و30 مليون كردي)، "يعانون الاضطهاد والحروب، كلاهما يقود صراعات الحياة والموت للحفاظ على هويتيهما الفريدة، وكلاهما تم نزع الشرعية عنه وحرمانه من الحق في دولة خاصة به".
5. خلال ستينيات القرن الماضي قام مستشارون عسكريون إسرائيليون بتدريب المقاتلين الأكراد، وذلك لتهديد الدولة العراقية وتقليل خطرها على إسرائيل، ومساعدة اليهود العراقيين على الفرار إلى إسرائيل وفي منتصف الستينيات، التقى شيمون بيريز، نائب وزير الدفاع الإسرائيلي - رئيس وزراء ورئيس دولة لاحقًا- سرًا مع كومران علي بدير خان، زعيم كردي كان قد تجسس لصالح الإسرائيليين في الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي.
6. عقب ما يعرف بـ"سحق" الرئيس العراقي السابق صدام حسين للأكراد عام 1991، نظمت الجالية الكردية في إسرائيل (قُدرت آنذاك بـ 100 ألف) عملية إغاثة ضخمة لأكراد العراق. وتظاهر الإسرائيليون من أصل كردي عراقي أمام مقر رئيس الوزراء، في ذلك الوقت، يتسحاق شامير. ودعوا الحكومة الأمريكية إلى حماية الأكراد من صدام. وخلال أول اجتماع مع وزير الخارجية الأمريكية وقتذاك، حث شامير إدارة كارتر على الدفاع عن الأكراد. وبعد ذلك بوقت قصير، تم تأسيس رابطة صداقة إسرائيلية كردية في القدس بهدف تعزيز العلاقات بين إسرائيل واليهود والأكراد في جميع أنحاء العالم.
7. عام 2004 نشر سيمور هيرش، المراسل الحائز جائزة بوليتزر والذي كشف فضائح التعذيب في سجن أبو غريب، تحقيقًا أن إسرائيل ونتيجة التقدير الذي امتلكته عن أن "إدارة بوش لن تكون قادرة على تحقيق الاستقرار أو الديمقراطية في العراق" وبالتالي فإن إسرائيل بحاجة إلى خيارات أخرى في العراق. هذا الأمر دفعها تجاه توسيع علاقتها مع الأكراد في العراق، فتعزز نشاط المخابرات الإسرائيلية في تقديم التدريب للأكراد وإدارة عمليات سرية في إيران وسوريا انطلاقًا من إقليم كردستان.
8. صرح مسعود البرزاني في مقابلة مع صحيفة الحياة السعودية عام 2005 عن أن "إقامة علاقات بين الأكراد وإسرائيل ليست جريمة لأن العديد من الدول العربية لها علاقات مع الدولة اليهودية". وقد استشهد بما قاله البرزاني الباحث الكردي بلال وهب في مقابلة له مع معهد واشنطن للشرق الأدنى حول العلاقة الكردية الإسرائيلية.
9. طبقًا لاستطلاع للرأي أجري عام 2009 في إقليم كردستان العراق، قال 71% من المستطلع رأيهم إنهم يؤيدون إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وقال 67% إنهم يرون هذه العلاقات خطوة مهمة نحو كردستان مستقلة. هذا الاستطلاع ذُكر في دراسة نشرها نفس الموقع للباحثة الإسرائيلية أوفرا بنغيو المتخصصة في الشأن الكردي أوفرا بنغيو، وهي رئيسة برنامج الدراسات الكردية في مركز موشيه دايان في جامعة تل أبيب، والتي بحثت تاريخ العلاقة الإسرائيلية الكردية ومستوياتها من الشعبية حتى الرسمية.
10. تأسست رابطة الصداقة الإسرائيلية الكردية (IKFL) "في القدس عام 1993 من قبل نشطاء وعلماء من إسرائيل والولايات المتحدة. كان سبب وجودها هو تعزيز روابط الصداقة، وكذلك الروابط الثقافية والعلمية، بين الإسرائيليين واليهود والأكراد في جميع أنحاء العالم" بحسب تعريف صفحتها على الفايسبوك، رغم أنها صفحة مغلقة.
11. صحيفة "فاينانشيال تايمز": استوردت إسرائيل ما يصل إلى ثلاثة أرباع نفطها من كردستان العراق، وهو ما كان مصدرًا مهمًا للأموال في الوقت الذي تحارب فيه الكتائب الكردية مقاتلي تنظيم داعش. ورصدت "فانشيال تايمز" استثمار الشركات الإسرائيلية في مشاريع الطاقة والتنمية والاتصالات في كردستان العراق، بالإضافة إلى توفير التدريب الأمني وشراء النفط".
12. الوزير الإسرائيلي السابق جدعون ساعر: "الأكراد بحاجة إلى تحقيق دولة مستقلة، كونهم مثل اليهود أقلية في الشرق الأوسط. الأكراد كانوا وسيبقون حلفاء طويلي الأمد يُعتمد عليهم، لأنهم مثلنا، أقلية في المنطقة. علينا أن نشجع استقلال الأقليات التي ظلمتها الاتفاقيات الإقليمية منذ سايكس-بيكو على مدار المائة عام الماضية وتعرضت للقمع تحت أنظمة استبدادية مثل صدام حسين في العراق وعائلة الأسد في سوريا. على مدار السنوات، لم ينجذب الأكراد إلى التصورات المعادية لإسرائيل أو المعادية للصهيونية، وحافظوا على روابط جيدة مع الشعب اليهودي وإسرائيل".
13. نائب رئيس الجيش الإسرائيلي السابق، جنرال يائير غولان: "حزب العمال الكردستاني الذي يقاتل تركيا ليس منظمة إرهابية. عندما تنظر إلى إيران في الشرق، عندما تنظر إلى عدم الاستقرار في المنطقة، فإن وجود كيان كردي مستقر وموحد في وسط هذا المستنقع، ليس فكرة سيئة".