• اخر تحديث : 2024-07-03 03:33
news-details
مقالات مترجمة

العملية الذي تم تنفيذها، يوم الثلاثاء، في بئر السبع تعيد الذكريات القديمة؛ مرّت سنوات منذ أن تمكن فلسطيني منفرد من ارتكاب مثل هذه العملية باستخدام أدوات بسيطة، مثل السكين والسيارة.

مع اقتراب شهر رمضان، والتحذيرات الاستخبارية العديدة، والحكومة التي تتعرض لهجمات اليمين باستمرار؛ يبدو أن هناك اتجاه لتصعيد جديد.

ردود فعل الإسرائيليين على وسائل التواصل الاجتماعي، حثت حكومة بينت - لبيد على اتخاذ إجراءات أكثر صرامة تجاه الفلسطينيين، قد تؤدي لمزيد من التوترات. لذلك، من الأفضل تجنب ردود الفعل التي قد تؤدي إلى تصعيد أكثر حدة.

منفذ عملية بئر السبع لديه هوية إسرائيلية، وهو من البدو من بلدة حورة. جميع منفذي هجمات الطعن الأخيرة في القدس هم فلسطينيون من القدس الشرقية، وهم مقيمون دائمون في إسرائيل. أما الضفة الغربية فكانت مؤخرًا هادئة نسبيًا، وبشكل غير معتاد، وكان قطاع غزة أكثر هدوءًا. هذا الهدوء في غزة والضفة ليس من قبيل الصدفة. وبحسب مصادر أمنية إسرائيلية، فإن لدى كل من السلطة الفلسطينية وحماس مصلحة واضحة بأن يمر شهر رمضان بسلام.

على مدى العامين الماضيين، قيّدت إسرائيل عدد الفلسطينيين المسموح لهم بالصلاة في الحرم القدسي خلال العطلة. قبل عاميْن كان هذا بسبب الإغلاق نتيجة فيروس كورونا، وفي العام الماضي كان بسبب الحرب بين غزة وإسرائيل؛ لكن هذا العام، يتوقع فلسطينيو الضفة الاحتفال بالعطلة كالمعتاد، مع حرية العبادة في الحرم القدسي.

أما بالنسبة للقطاع، فبسبب الهدوء، زادت إسرائيل مؤخرًا عدد تصاريح العمل لسكان غزة إلى 12000، أي أكثر من أي وقت مضى خلال العقديْن الماضييْن. يُمكن لسكان غزة الذين يعملون في إسرائيل أن يكسبوا 10 أضعاف أو أكثر ممّا يُمكن أن يكسبه شخص يعمل في غزة. علاوة على ذلك، تعلم حماس أن رئيس الوزراء بينت وافق على توصية الجيش بزيادة عدد تصاريح العمل تدريجيًا إلى 20 ألف طالما استمر الهدوء.

هذه حلول مؤقتة وليست حلول طويلة الأمد، لكن الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية مهتمون كثيرًا بنجاحها على الأقل خلال شهر رمضان؛ لذلك بغض النظر عن هوية منفذ عملية الثلاثاء، فإن إصدار قرارات بوقف هذه التسهيلات قد يحقق عكس ما تريده إسرائيل، ويؤدي إلى التصعيد.

لا شيء من هذا يعفي المؤسسة الأمنية، وخاصة جهاز "الشاباك"، من التحقيق لمعرفة الخطأ الذي حدث والذي سمح بالهجوم الدامي في بئر السبع. وصف مسؤولو الأمن منفذ العملية بأنه شخص محسوب على "داعش"، كما سبق أن قضى عقوبة بالسجن لارتكابه "مخالفات أمنية". إذا خضع قاتل مؤخرًا لعملية تطرف أيديولوجي تحت أنظار "الشاباك" ثم قرر الانتقال من الأقوال إلى الأفعال، فهذا يتطلب إجراء تحقيق.

"داعش" - التنظيم الذي تعرض مؤخرًا لضربات شديدة من قبل أجهزة المخابرات الغربية - أصبح الآن أقل نشاطًا في دول الشرق الأوسط مثل إسرائيل ممّا كانت عليه في الماضي. لذلك، من غير المحتمل أننا سنسمع قريبًا عن قيام جهاز "الشاباك" والشرطة بمداهمة معاقل "داعش" في النقب.

مع ذلك، هجوم الثلاثاء جاء على خلفية التطرف القومي الشديد بين البدو في النقب، والذي انعكس في أعمال عنف خطيرة خلال عملية "حارس الأسوار" في مايو. ينبع هذا "التطرف" جزئياً مما يسميه مسؤولو المخابرات "الجيل الثاني"، وهم أبناء البدو الشباب لأمهات فلسطينيات من الضفة الغربية أو غزة، إنهم يملكون بطاقات هوية إسرائيلية، لكنهم لا يشعرون بأي ارتباط على الإطلاق بالدولة.