• اخر تحديث : 2024-05-10 13:04
news-details
مقالات عربية

مساعي الصين للعب الدور الرئيسي في تطورات أفغانستان


استضافت الصين الشهر الفائت قمةً تحت عنوان جيران أفغانستان. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية إن الغرض من الاجتماع الذي استمر يومين لوزراء خارجية المنطقة، هو التركيز على الأزمة الحالية في أفغانستان والأفغان داخل وخارج البلاد، وأضاف أن مسؤولي هذه الدول، يبحثون عن حل فوري لضمان السلام والاستقرار والتنمية الاقتصادية لأفغانستان.

وحضر الاجتماع كل من روسيا وإيران وباكستان وطاجيكستان وأوزبكستان وتركمانستان، كما حضر وزيرا خارجية قطر وإندونيسيا كضيوف. وحضر الاجتماع أيضًا أمير خان متقي وزير الخارجية بالإنابة في حكومة طالبان.

هل ستصبح الصين لاعباً مهماً في أفغانستان؟

يأتي اجتماع جيران أفغانستان في الصين في وقت تمكن فيه هذا البلد من إقامة علاقات وثيقة نسبيًا مع طالبان.

بالنسبة للصين، فإن الاستثمار والمنافسة مع الجهات الأجنبية في أفغانستان أمران مهمان، بغض النظر عن نوع الحكومة في أفغانستان.

كانت للصين علاقة وثيقة مع طالبان حتى قبل أن تتمكن الحرکة من الاستيلاء على السلطة في كابول، وقبل عامين من سقوط الحكومة الأفغانية السابقة، عندما كانت طالبان جماعةً مسلحةً في أفغانستان، ودعت قادة طالبان إلى بكين في عدة مناسبات.

بقدر ما تمكن الهنود من الحصول على موطئ قدم في أفغانستان قبل طالبان، فإن الصين تجد الآن موطئ قدم لها في عهد طالبان، ويبدو أنه في عهد طالبان، فإن بكين هي التي تمكنت من كسب قلوب قادة طالبان أكثر من نيودلهي، وإخراج منافستها التقليدية، أي الهند، من ساحة التطورات في أفغانستان.

وعليه، فإن اجتماع جيران أفغانستان في الصين للمرة الثانية، يشير إلى أن الصينيين يكادون يصبحون لاعباً مهماً في أفغانستان. في المقابل، أعلنت حركة طالبان أنها ستتنازل عن امتياز بعض المناجم الأفغانية لصالح الصين.

وحسبما أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الاميركية يوم الأحد، 13 مارس/آذار، فقد توجهت العشرات من شركات التعدين الصينية إلى أفغانستان خلال الأشهر القليلة الماضية، لمناقشة استخراج عدد من المناجم الرئيسية في أفغانستان مع طالبان، التي تسيطر الآن على البلاد.

ووفقًا لمسؤولين صينيين وطالبان، تجري الصين محادثات مع حركة طالبان لبدء التعدين في موقع النحاس في "أيناك"، وكذلك بدء العمل في احتياطيات النفط والغاز في شمال أفغانستان على طول نهر "أموداريا". حيث توقف كلا المشروعين لسنوات بسبب الحرب الطويلة في البلاد، والتي انتهت الآن على ما يبدو.

تسيطر الصين الآن على العديد من المعادن النادرة في العالم، والتي تُستخدم في صنع مجموعة متنوعة من التقنيات، بما في ذلك قطع غيار السيارات الكهربائية وشاشة الهاتف الذكي التي تعمل باللمس.

من ناحية أخرى، يبدو أن التعدين هو أفضل فرصة لطالبان لمشاريع تجارية جديدة وواسعة النطاق، حيث تواجه أفغانستان انهياراً اقتصادياً نجم عن هيمنة طالبان.

ولذلك، يجب على الحكومة الجديدة، التي حُرمت فعليًا من المساعدات الدولية، زيادة دخلها بسرعة وتوفير فرص العمل للسكان الذين يواجهون مجاعةً واسعة النطاق.

وفي ظل هذه الظروف، منعت العقوبات الأمريكية الشركات الغربية من دخول أفغانستان، وهذا الفراغ الأميرکي والغربي في أفغانستان قد وفَّر بيئةً مواتيةً لحضور الصين.

نسيان أفغانستان في خضم الأزمة الأوكرانية

بالتزامن مع بدء الحرب في أوكرانيا، كانت هناك الكثير من الضغوط على الصين من الدول الغربية لإبعاد نفسها عن روسيا وعدم مساعدتها في التحايل على العقوبات.

في الواقع، تعرضت الصين لضغوط من الغرب خلال أزمة أوكرانيا، وفي الوقت نفسه، ربما أدت الحرب في أوكرانيا إلى تهميش التطورات في أفغانستان إلى حد كبير، وعمليًا فإن الاهتمام العالمي بالتطورات في أفغانستان بات أقل بکثير.

في غضون ذلك، من خلال عقد اجتماع جيران أفغانستان، تحاول الصين إبراز التطورات الحالية في أفغانستان إلى حد ما للخروج من ضغوط التطورات في أوكرانيا، وتظهر نفسها على أنها أكثر انخراطًا في التطورات في أفغانستان منها في أوكرانيا.

ومع ذلك، فإن هذا الطريق الذي اتخذته الصين لم يرض الدول الغربية کثيراً، حيث تحاول الولايات المتحدة وأوروبا إرسال رسالة إلى الصين من خلال التركيز على التطورات في أوكرانيا، بأنهم يراقبون تحركات هذا البلد لمساعدة روسيا، على الرغم من أن الصين تحاول أيضًا التظاهر بأن التطورات في أفغانستان تمثِّل أولويةً بالنسبة لبكين، وليس أوكرانيا!