على غرار ما حصل اثناء شهر رمضان الماضي العام 2021، اقتحمت قوات الاحتلال الصهيوني المسجد الأقصى اليوم الجمعة 15-4-2022، وأخرجت المصلين منه، بعد الاعتداء عليهم بقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع والأعيرة النارية، ما أدى إلى أكثر من 152 إصابة، بينها إصابات خطيرة واعتقال المئات؛ كما أغلقت قوات الاحتلال الطريق المؤدية إلى بعض من أبواب المسجد الأقصى بالحواجز لمنع المصلين من الوصول. وذلك تنفيذًا لقرار إغلاق الأراضي الفلسطينية ابتداء من اليوم الجمعة حتى فجر الأحد لمناسبة حلول ما يسمى "عيد الفصح العبري" الذي يبدأ مساء الجمعة ويمتد لثمانية أيام، وبالتزامن مع دعوات أطلقتها مجموعات من المستوطنين لتقديم "قرابين الفصح" داخل المسجد الأقصى.
ولأهمية هذه القضية، أعدت الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين مجموعة من المقترحات للتعامل معها في الخطاب الاعلامي، ضمن النقاط التالية:
أولًاـ تبيين الخلفيات الصهيونية العنصرية، وكذلك الظروف والدوافع السياسية للاعتداء على المقدسات الإسلامية في المسجد الأقصى الشريف. فقد شكل الحرم القدسي الشريف محور الاهتمام الأساسي الصهاينة منذ احتلالهم شرق القدس عام 1967. ويدعون أن ما يسمى هيكل سليمان كان قائماً في هذا المكان، وأن نزول المسيح اليهودي الماشياخ مرهون بإعادة بناء الهيكل المزعوم، لذا عمل الصهاينة على اجراء الحفريات تحت ارض حرم المسجد الأقصى من أجل القليل من أهمية الطابع الإسلامي الذي يجلل المدينة؛ بالإضافة إلى كم من الانتهاكات والاعتداءات المتسلسلة على المسجد الأقصى لمنع المصلين من الوصول اليه.
في ما يلي نبذة مختصرة عن أهم تلك الاعتداءات والانتهاكات، والمحاولات الرسمية لاقتحام حرم الأقصى وإيقاع الأذى بالمسلمين وبالمسجدين (موقع: اللجنة الملكية لشؤون القدس)
صادرت السلطات الاسرائيلية إثر احتلالها للجزء الشرقي من القدس عام 1967م مفاتيح باب المغاربة. وفي نفس العام طلب حاخام الجيش الإسرائيلي شلومو جورين إلى الجنرال عوزي نار كيس نسف المسجد الأقصى وقبة الصخرة.
وفي 15/6/1967م أقام الحاخام شلومو غورن، الحاخام الاكبر للجيش الاسرائيلي وخمسون من اتباعه، صلاة دينية في ساحة الحرم الشريف.
في11/3/1973 أصدر المستشار القضائي للحكومة الاسرائيلية قراراً يسمح لليهود بالصلاة في المسجد الاقصى مع التنسيق مع الشرطة الاسرائيلية.
في 28/1/1976م، اصدرت القاضية في المحكمة المركزية الاسرائيلية قراراً بـ “حق” اليهود في الصلاة داخل الحرم.
عام 1979م سقط عشرات الجرحى الفلسطينيين على يد الشرطة الإسرائيلية لدى تصديهم لعصابة ما يسمى “امناء الهيكل” و”كاخ” عند محاولتهما إقتحام الأقصى.
في 16/6/1979م استولت القوات الاسرائيلية على الزاوية الفخرية التي تقع في الجهة الجنوبية الغربية من ساحة المسجد.
في 11/11/1979 أطلقت الشرطة الاسرائيلية وابلاً كثيفاً من الرصاص على المصلين المسلمين مما ادى الى اصابة العشرات منهم بجروح.
في 13/1/1981، اقتحم افراد من حركة امناء جبل الهيكل الحرم القدسي الشريف يرافقهم الحاخام موسي شيغل وبعض قادة حركة هاتحيا وارادوا الصلاة وهم يرفعون العلم الاسرائيلي وكتب التوراة.
28/8/1981م الاعلان عن اكتشاف نفق يمتد أسفل الحرم القدسي يبدأ من حائط البراق.
31/8/1981 استمرار الحفريات تحت المسجد الاقصى المبارك تؤدي الى تصدع خطير في الابنية الاسلامية الملاصقة للسور الغربي.
عام 1982 اقتحم جندي يهودي الأقصى وقتل عدداً من الفلسطينيين وأصاب 60 آخرين.
2/3/1982 قامت مجموعة من المتطرفين اليهود من مستوطني كريات أربع مزودة بالاسلحة بمحاولة اقتحام المسجد الاقصى من باب السلسة بعد ان اعتدت على الحراس.
12/5/1982مراقب بلدية القدس الغربية يدخل المسجد الاقصى بمساعدة الشرطة للتأكد من ادعاءات عضو الكنيست غيئولا كوهين حول وجود ابنية غير قانونية في المسجد الاقصى حيث طالب بناء على مزاعمها بفرض حظر على اعمال البناء والترميم في المسجد الاقصى.
عام 1983 ألقي القبض على أفراد من عصابة كاخ وهم يحاولون اقتحام المصلى المرواني.
24/2/1983قيام رئيس مجموعة امناء جبل الهيكل غرشون سلمون باقتحام ساحة المسجد الاقصى المبارك لأداء الصلاة والشعائر الدينية.
11/3/1983م احباط محاولة لاقتحام الحرم القدسي من قبل متطرفين يهود ارادوا احتلال الأقصى وقبة الصخرة واقامة مركز للدراسات الدينية.
12/3/1983م اكتشاف عدة فتحات جديدة تحت الحائط الجنوبي للمسجد الاقصى حيث يعتقد ان المتطرفين اليهود قاموا بحفرها اثناء محاولتهم اقتحام الحرم الشريف.
13/5/1983 جماعة من المتطرفين المسماة امناء جبل الهيكل يؤدون الصلاة امام باب المغاربة قرب المسجد الاقصى.
29/3/1984م انهيار الدرج المؤدي الى مدخل المجلس الاسلامي الاعلى حيث اكتشفت ثغرة طولها ثلاثة أمتار وعرضها متران وعمقها أكثر من عشرة أمتار تؤدي الى نفق طويل شقته دائرة الاثار الاسرائيلية بمحاذاة السور الغربي الخارجي للمسجد الاقصى وتمتد من باب المغاربة حتى باب المسجد الذي يضم مكاتب دائرة الاوقاف العامة مما هدد عمارة المجلس الاسلامي الاعلى بالسقوط.
9/8/1989م سمحت الشرطة الاسرائيلية للمستوطنين اليهود بإقامة صلوات لهم على ابواب الحرم القدسي الشريف للمرة الاولى رسمياً.
5/8/1990قوات الاحتلال الإسرائيلي تقترف مذبحة مروعة في حرم القدسي الشريف وتقتل 22 مصلياً وتجرح 200 آخرين.
8/12/1990 سمحت الشرطة الاسرائيلية لعشرة متطرفين من اعضاء حركة كاخ العنصرية بالدخول الى ساحة الحرم القدسي الشريف حيث قاموا باستعراض استفزازي ضد المسلمين.
27/12/1990م حاولت مجموعة من عشرة افراد من حركة امناء جبل الهيكل يتزعمها رئيس الحركة غوشون سلمون الدخول الى الحرم القدسي رغم وجود قرار من الشرطة بمنع الزيارة.
عام 1996م استشهد 62 فلسطينيا وجرح المئات على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي عندما أصرت على فتح نفق الأقصى تحت الحرم الشريف.
10/8/1999م قيام السلطات الاسرائيلية باغلاق نافذة في جدار القديم فتحت لغاية التهوية ومعالجة الرطوبة.
25/9/1999م ايهود اولمرت رئيس بلدية القدس أصدر امراً بمنع هيئة الاوقاف الاسلامية من مواصلة اعمال الترميم في المصلى المرواني.
استشهاد أكثر من ثلاثة آلاف فلسطيني وإصابة عشرات الآلاف في انتفاضة الأقصى التي اشتعلت في 28 أيلول / سبتمبر عام 2000 إثر اقتحام شارون حرم الأقصى، حين كان رئيساً لحزب الليكود المعارض. ولاتزال الانتفاضة المباركة مشتعلة حتى الآن.
كما أقامت العصابات اليهودية، بالعديد من الأعمال ضد المسجد الأقصى:
إعداد رسوم ومخططات إقامة كنيس في حرم الأقصى.
وضع حجر الأساس للهيكل المزعوم عند إحدى بوابات المسجد الأقصى.
ثانيًا ـ دعوة الشعوب والجاليات الإسلامية كلها إلى التعبير عن موقفها اليوم من الاعتداء على القدس والمسجد الأقصى المقدس. لاسيما مع خطورة الوضع الراهن حسب وصف رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس، وخطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري الذي ناشد الفلسطينيين شد الرحال إلى المسجد نجدة لإخوانهم داخله، حيث لا تزال قوات الاحتلال تواصل اعتداءها الغادر على المصلين. ودعوات ذبح القرابين ليست الأولى التي يسعى من خلالها المتطرفون اليهود لفرض واقع جديد في المسجد الأقصى، مستغلين الإجراءات التي يتخذها الاحتلال من فرض للتقسيم الزماني والمكاني في المسجد وساحاته (موفع نون بوست)، وكانت أولى عمليات ذبح القرابين عام 2014 حين ذبح بعض الحاخامات والحركات اليهودية القرابين في قرية لفتا المقدسية المهجرة، وعام 2015 أقام المستوطنون ذات المراسم لكنها كانت في مستوطنة "شيلو" شمال رام الله بالضفة الغربية.
في عام 2016 اقترب المتطرفون أكثر من الأقصى وقدموا القرابين في منطقة جبل الزيتون بالقدس المحتلة، لتصل عام 2017 عند ما يُسمى "كنيس الخراب" في حارة المغاربة بالبلدة القديمة، وعام 2018 قُدمت عند القصور الأموية قرب سور المسجد الأقصى الجنوبي.
أما عام 2019 فقد تم تقديمها في البلدة القديمة بالقرب من سوق اللحامين المطل على المسجد الأقصى، وتوقف هذا الطقس التوراتي عام 2020 بسبب جائحة كورونا، وتجدد عام 2021 بتقديمه في أحد الكُنس القريبة من حائط البراق.
وعادت الجماعات اليهودية المتطرفة هذا العام للقيام بهذه الخطوة رغم وجود مزاعم رسمية إسرائيلية بمنعها، في الوقت الذي يرى فيه كبار الحاخامات أن اللحظة باتت مناسبة لإدخال قرابين الفصح إلى الأقصى.
ثالثًا. الإضاءة على حيوية الشعب الفلسطيني واستعداد مختلف فئاته، خصوصاً في القدس والضفة والداخل، للدفاع عن المسجد الأقصى، والحضور بعشرات الآلاف إلى باحاته.
رابعًا. تأكيد أن الاعتداء الذي قام به جنود الاحتلال الصهيوني منظم ومنهجي ومدروس بشكل مسبق على المصلين المسالمين داخل المسجد.
خامسًا. تأكيد أن المس غير المسبوق بحرمة المسجد الأقصى سيستدعي ردود فعل وإجراءات وتحركات غير مسبوقة من المسلمين عموماً والشعب الفلسطيني خصوصاً.
سادسًا. التذكير بالمحاولات الصهيونية المتكررة للمس بالمسجد الأقصى في العقود الماضية، والدوافع الأيديولوجية والسياسية خلف ذلك. وهو ما تشير إليه دراسة أعدّها الباحث في شؤون بيت المقدس عبد الله معروف عمر بعنوان: "المنطقة الشرقية بالمسجد الأقصى المبارك في مشروع الحركة الصهيونية"، ونشرتها مجلة رؤية تركية، وقد أرفقت بالمقترحات للاطلاع والاستفادة.
سابعًا. الإضاءة والتشديد على الأهمية الرمزية للمسجد كعنوان للقضية الفلسطينية والمخاطر الكبرى على فلسطين والعالم الإسلامي في حال السماح بتهديد أمن وقدسية المسجد وتدنيسه من قبل جنود الاحتلال.
ثامنًا. تأكيد أن قوى المقاومة حاضرة في الميدان ومستعدة للتدخل في اللحظة المناسبة لتدفيع العدو ثمن الجريمة التي ارتكبها بتدنيس جنوده لأرض المسجد المقدس.
تاسعًا. دعوة الحركات والشخصيات والجمعيات الدينية والحقوقية والإنسانية في العالم العربي والإسلامي وحول العالم للتعبير عن موقفها من المحاولات الصهيونية لإشعال حرب دينية.
عاشرًا. الإشارة إلى أن ضعف القيادة الصهيونية الحالية والانقسامات والاختلالات السياسية القائمة فيها، قد تدفعها إلى القيام بخطوات غير محسوبة، مما يؤكد على المسؤوليات الحاسمة الماثلة أمام الشعب الفلسطيني والعالم الإسلامي.
حادي عشر. الإشارة إلى دور المطبعين العرب في السماح للكيان المؤقت بالتجرؤ على المسجد المقدس.
نرفق المقترحات بدراسة بعنوان: "المنطقة الشرقية بالمسجد الأقصى المبارك في مشروع الحركة الصهيونية"، إعداد الباحث في شؤون بيت المقدس عبد الله معروف عمر / المصدر: مجلة رؤية تركية.