علاقة حكومة اقليم كوردستان مع الحكومة المركزية مبنية على مصالح الاقليم وليس على مصالح الشعب العراقي، وقد ابتعدت كثيراً عن مفهوم الاقليم المرتبط بالحكومة المركزية الذي يتطلب من (الاقليم) الالتزام بالدستور والقوانين والقرارات الصادرة واحترام التصويت تحت قبة البرلمان العراقي وكذلك احترام قرارات المحكمة الاتحادية وهي السلطة العليا التي تبت في النزاعات الدستورية والخلافات بين الاقليم والمحافظات مع المركز.
ان تصريحات مسرور بارزاني عن الكونفدرالية ليست غير موفقة في موضوعها فقط، بل في توقيتها ايضا، لان الكونفدرالية تكون بين الدول وليس الاقاليم كما ان هذا التصريح الخطير والذي يضمر الكثير من المخاطر على وحدة العراق، يؤكد ان هناك من لا يريد لهذا البلد غير التمزق والتشرذم.
في أكثر من موقف نتابع عدم احترام القرارات وحتى الاعتراف بها وعدم قدرة الحكومة المركزية على فرض الامر الواقع المرتبط بهذه القرارات باعتبارها سلطة تنفيذية. حكومة اقليم كوردستان تتصرف كما لو كانت مستقلة توقع على اتفاقيات مع الدول وتصدر النفط وترفع علم كوردستان في المحافل الدولية دون العلم العراقي وتحضر مؤتمرات دولية وتقوم بالزيارات لدول الجوار وتعقد تفاهمات اقتصادية وسياسية وامنية دون متابعة من الحكومة المركزية.
حكومة الاقليم تستلم استحقاقاتها المالية من الموازنة بدون تأخير ولم تسلم الحكومة المركزية دينار واحد حسب تصريحات وزير المالية من عائدات النفط والمنافذ الحدودية والضرائب والمطارات بل انها ذاهبة لتصدير الغاز الى اوروبا عن طريق تركيا وتسعى للتعاقد مع شركات اجنبية لاستخراج الغاز من مناطق اخرى واخيراً تطرق ابواب الكونفدرالية.
ال البرزاني بلا استثناء رفضوا قرار المحكمة الاتحادية الذي اكدت عدم شرعية التصدير باعتبار الثروات ملك الشعب ولا يمكن التصرف بها من الاقليم بل من واجبات الحكومة المركزية حصرا. لا اعتقد ان الحكومة قادرة على ضبط ايقاع حكومة الاقليم لان حكومة كوردستان تتعامل بالند من الحكومة المركزية وكأنها دولة وهي لا تريد حكومة قوية تفرض سيطرتها على موارد الاقليم وتحركاته خارج العراق.
نخاطب المدعي العام؛ ماهي واجباتكم تجاه اموال الشعب العراقي واخفاق الحكومة في الحفاظ عليها وما هو موقفكم وشرعية عدم ايداع المبالغ في ميزانية الدولة من النفط والجمارك والمنافذ الحدودية والضرائب من قبل حكومة اقليم كوردستان في الوقت الذي تأخذ حكومة الاقليم جميع استحقاقاتها من ميزانية العراق. متى تجتهدون للدفاع عن المال العراقي والحفاظ عليه من السرقة والتبذير والضياع.