تحت هذا العنوان كتب نيك آدامز في تقرير نشره موقع "بلومبيرغ"، وقال: إن صفقة الإمارات والبحرين مع إسرائيل وصفت بالتاريخية، لكن التفاصيل فيها غير واضحة".
وجاء فيه:
أشاد الرئيس دونالد ترامب بالاتفاقيات التي وقعتها الإمارات والبحرين مع إسرائيل يوم الثلاثاء ووصفها بأنها "أساس لسلام شامل" في الشرق الأوسط كله، ووصفها بأنها تتويج لإنجازات رئاسته.
مع ذلك، وعلى الرغم من الفخامة التي تميز بها حفل التوقيع الكبير في البيت الأبيض، إلا أن الوثائق الموقعة التي تم الإفراج عنها بعد ساعات، وقدمت العديد من الوعود الكاسحة - خاصة بين الإمارات وإسرائيل - تركت العديد من الأسئلة الحاسمة من دون إجابة.
إعلان "اتفاقات إبراهيم" الذي انضم ترامب إلى التوقيع عليه، وصفقة البحرين مع إسرائيل هما وثيقتان من صفحة واحدة. يعرض الأول السعي وراء "رؤية للسلام والأمن والازدهار في المنطقة"، والثاني لا يحمل سوى القليل من الاتفاق على إقامة علاقات دبلوماسية. هذا أمر مهم في حد ذاته، لكن الإعلان أقر بأن الإنجازات الأخرى ستترك لوقت لاحق.
أعده أن الجدول الزمني لفتح السفارات ووضع الأماكن المقدسة لم تتم تحديد تفاصيله.
وقال مسؤول في البيت الأبيض للصحفيين نهار الإثنين: إن اتفاقية البحرين لن تكون مفصّلة؛ لأن هذا البلد الخليجي وافق على تطبيع العلاقات الأسبوع الماضي. أما المعاهدة المفصلّة فهي مع الإمارات - وهي معاهدة تحتاج إلى التصديق رسميًا - فقد وعدت بتبادل السفراء "في أقرب وقت ممكن عمليًا". لكن لم يتم توضيح أي تفاصيل، أو جداول زمنية في أي من الاتفاقات، وشكك المحللون في فكرة أن الاتفاقات تعني السلام في المنطقة.
مثل بعض دول الخليج الأخرى، بما في ذلك السعودية، كان للإمارات والبحرين اتصالات عبر القنوات الخلفية مع إسرائيل منذ عقود، بينما لا تزال الصراعات محتدمة من ليبيا إلى سوريا إلى اليمن. ما تفعله الاتفاقات هو أنها كشفت عن العلاقات السرية، وأخرجتها إلى العلن.
قالت الزميلة في مركز سياسات الشرق الأوسط في معهد بروكينغز تمارا كوفمان ويتس: "إنه ليس سلام الشرق الأوسط بالتأكيد طالما هناك حروب أهلية مروعة في المنطقة، أعتقد أنه مبالغ في تسويقه كاتفاق سلام.
من بين الأسئلة المتبقية ما إذا كانت إسرائيل ستلتزم رسميًا بوقف ضم أجزاء من الضفة الغربية. ساعدت تهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للمضي قدمًا في الاستيلاء على الأراضي المتنازع عليها في تسريع الصفقة، إذ عرضت الإمارات اعترافًا دبلوماسيًا مقابل تنحية الضم جانبًا في الوقت الحالي على الأقل.
وقال نتنياهو في حفل البيت الأبيض: "هذا اليوم هو محور التاريخ". "إنه يبشر بفجر جديد من السلام."
هناك أسئلة أخرى عالقة، مثل دور سعي الإمارات للحصول على الجيل المقبل من طائرات F-35 الأميركية في استعدادها لتوقيع الصفقة، وما هي الوعود التي قطعتها الولايات المتحدة، ووافقت عليها إسرائيل من أجل المضي قدمًا. الاتفاقات لا تذكر مبيعات السلاح، واسرائيل رفضت في السابق السماح لدول مثل الامارات بالحصول على الطائرة المقاتلة المتطورة خوفًا من تآكل تفوقها العسكري في المنطقة.
تشير الصفقات إلى تحول في سياسات الشرق الأوسط. لقد ولدوا جزئياً من اتفاق بين الدول الحاضرة على أن الشاغل الأساسي في المنطقة لم يعد القضية الفلسطينية؛ بل التهديد الذي تمثله إيران.
توحدت دول الخليج وإسرائيل في معارضتها لقرار إدارة أوباما التوقيع على اتفاق في العام 2015 يرفع العقوبات عن إيران مقابل الحد من برنامج الجمهورية الإسلامية النووي. ورحبوا بقرار ترامب بعد ثلاث سنوات بالتخلي عن الصفقة، وبدء حملة من عقوبات "الضغط الأقصى" ضد طهران.
قال المسؤول الكبير السابق في الموساد الإسرائيلي الذي قاد عمليات الاستخبارات والعمليات الخارجية حاييم تومر: "كانت الرغبة موجودة، وكان التعاون ينمو وينمو تحت الطاولة، المصالح موجودة منذ سنوات عديدة، لكن الانفتاح يعود بالتأكيد إلى حقيقة أن ترامب كان يضغط".
والسؤال هو ما إذا كانت الوحدة الجديدة ستردع إيران أم ستقودها إلى تسريع برنامجها النووي، مما يثير توترًا أكبر في المنطقة. منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، بدأت إيران في تخزين اليورانيوم المخصب بما يتجاوز المستويات المنصوص عليها في الاتفاقية.
وقد سلط حفل يوم الثلاثاء الضوء على المدى الذي وصلت إليه الأطراف، ومدى تغير ديناميكيات المنطقة: في غضون دقائق، كانت شرفة ترومان في البيت الأبيض موقعًا لإلقاء الخطب باللغات الإنجليزية والعبرية والعربية لمسؤولين من دول كانت حتى تلك اللحظة تُنكر رسميًا حق إسرائيل في الوجود قائلة إن الوقت قد حان للتوافق.
هذه الصفقات هي الأولى من نوعها منذ أكثر من ربع قرن، منذ أن وقع الأردن اتفاقية سلام مع إسرائيل في البيت الأبيض في العام 1994. وكانت الدولة الأخرى الوحيدة التي قامت بذلك هي مصر قبل عقدين من ذلك التاريخ.. وبينما لم تؤد هذه الاتفاقيات إلى تفاعل فعلي كبير مع إسرائيل، فإن الأمل هذه المرة هو أن تنخرط الإمارات والبحرين في تبادلات تجارية وغيرها من التبادلات المهمة.
وتوقع المدير التنفيذي لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى روبرت ساتلوف: أن "يكون هناك ضغط كبير لإدخال مضمون حقيقي في الاتفاقات في وقت مبكر... نطاق مجالات التعاون المحتمل - تكنولوجيًا واقتصاديًا وتعليميًا – من الأشياء التي تم تحديدها في معاهدات السلام بين مصر والأردن، ولم يتم تطويرها حقًا".
من الواضح أنها كانت لحظة مجد بالنسبة لترامب، حيث جاءت قبل أقل من 50 يومًا من الانتخابات. نتنياهو ووزيرا خارجية البحرين والإمارات العربية المتحدة أشادوا بالرئيس الأميركي ووصفوه بأنه "صديقنا العزيز"، وقالوا إن الولايات المتحدة "منارة في تاريخ البشرية لجميع محبي السلام في كل أنحاء العالم".
لكن هذا الشعور لم يكن عاماً، فقد شجب القادة الفلسطينيون الاتفاقيتين باعتبارهما خيانة لقضيتهم. وأصدر مكتب الرئيس محمود عباس نهار الأحد بيانًا قال فيه إن السلام والازدهار لن يتحقق لأحد في المنطقة من دون حل عادل للقضية الفلسطينية، وتحقيق كامل حقوق الشعب الفلسطيني على النحو الذي نصت عليه في قرارات الشرعية الدولية".
وكان هناك حدث رمزي مشابه، لكنه أكثر خطورة حدث في الوقت الذي كانت تجري فيه مراسم البيت الأبيض: تم إطلاق صواريخ على إسرائيل حول مدينة عسقلان، مما يؤكد أن الطريق إلى سلام إقليمي حقيقي طويل.