على هامش الاجتماع الدوري للهيئة الإدارية نظمت الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين حلقة نقاش بعنوان: "العملية الروسية في أوكرانيا والنظام العالمي الجديد: أحادية قطبية أم عالم متعدد الأقطاب".
وقد أضاء المشاركون على جوانب عديدة حول بدء العملية الروسية في أوكرانيا ومسارها؛ طارحين مجموعة أسئلة تخص المنطقة، وتشكل نظام دولي جديد في ضوء ما ستسفر عنه نتائج هذه العملية.
أولاً: معطيات أولية حول اللقاء:
الزمان |
الخميس 12\5\2022 |
المكان |
Zoom Meeting وحضوريًا في مكتب الرابطة /معوض |
مدة اللقاء |
من العاشرة صباحًا لغاية الثانية ظهرًا |
المشاركون السادة: |
|
1 |
رئيس الرابطة د. محسن صالح. |
2 |
عضو الهيئة الإدارية د. هادي أفقهي. |
3 |
عضو الهيئة الإدارية الأستاذ. حمدي الرازحي. |
4 |
عضو الهيئة الإدارية الأستاذ غالب قنديل. |
5 |
عضو الرابطة الادارية د. مصطفى اللداوي. |
6 |
عضو الهيئة الادارية د. محمود الهاشمي. |
7 |
عضو الهيئة الادارية د. ضرار البستنجي. |
8 |
عضو الهيئة الادارية د. فؤاد إبراهيم. |
9 |
عضو الهيئة الادارية د. ادريس هاني. |
10 |
عضو الهيئة الإدارية الأستاذ إبراهيم المدهون. |
ثانياً: مجريات اللقاء:
افتتح رئيس الرّابطة د. محسن صالح الحلقة بمداخلة رأى فيها أن ما يجري قد يكون بداية تغيير يحصل في العالم، وقال: يفترض أن الثقافة الامبريالية او النيو ليبرالية الأميركية والغربية بدأت تنحسر، خاصة في ظل شعور الدول بالهوية الذاتية، وان امكانياتها قادرة وتسمح لها بأن تتشكل مع دول أخرى بثقافات متقاطعة تاريخيًا، وبحسب قواعد التحرر العالمي ربما تسمح لها بإقامة احلاف وعلاقات جديدة تضع حدًا لهذه الهيمنة المتمادية الأميركية والغربية التي طال زمن هيمنتها على منطقتنا والعالم.
مداخلة الأستاذ غالب قنديل
ما نحن فيه اليوم على الصعيد العالمي هو تشكل لواقع جديد، وتوازنات جديدة، وهو مخاض له أهمية وقيمة استراتيجية عميقة في مستقبل العالم ومستقبل منطقتنا بشكل خاص. وما جرى في روسيا وفنائها المباشر هو نموذج لطبيعة الصراعات والتناقضات الناشئة في هذا العصر بعد التحولات التي حصلت في العالم.
من الواضح أن القوة الروسية قوة صاعدة تفرض حضورها، وهي مستهدفة في فنائها لمنعها من التنامي والتوسع، والغرب القلق الذي يخشى على سيطرته وتحديدًا الإمبراطورية الاميركية لا يدخر وسيلة لمحاولة استنزاف القوى والكتل المنافسة في العالم ولاسيما في الشرق.
من هنا السعي لاستنزاف روسيا واغراقها، والسعي إلى خنق إيران ومنع تنامي قدراتها، وفي نفس الوقت الحروب المنظمة والمتمادية في مختلف ساحات الشرق، وتحديدًا ما يستهدف منها سوريا والعراق، واستمرار الخنق الدائم لفلسطين وشعبها ومقاومتها، لأن هذه البؤر تبطل عناصر التفوق الأميركي الغربي الصهيوني على نطاق واسع، وبالتالي التأثير في البيئة الدولية مرتبط بكسر الشوكة الروسية في وقت أن الغرب منصرف للتعامل مع التهديد الصيني، فالصين منافس كبير ومقتدر.
وقد وجدت الصين لها منافذ في الجهات الأربع من الكرة الأرضية؛ فقد باتت على الصعيد الاقتصادي والمستوى التكنولوجي مصدرًا لكثير من الخدمات والسلع والمنتجات التي لا يستغني عنها العالم، وما يخشاه الغرب هو تشكل حالة تجمع بين مثلث الصين وروسيا وإيران؛ وبالتالي تقلب المشهد الدولي والعلاقات الدولية، لأنها ستبلور قطبية جديدة يمكن ان تقيم علاقات شراكة، ونماذج الشراكة التي قدمتها الصين وروسيا وإيران مع الدول الأخرى تحمل عناصر جاذبة واغراء، وفيها قوة تفاضلية تختلف عن علاقة الاستتباع والهيمنة والنهب التي يفرضها الغرب على الدول الأخرى.
اعتقد أن الصراع الذي يتكالب فيه الغرب لاستنزاف روسيا ناتج عن كونها قوة تهدد فرادة القوة الغربية وسيطرتها بشكل مباشر، وميزة روسيا انها بموقعها الاستراتيجي وشبكة مصالحها وتكوينها تتمتع بدينامية عالية على الصعيدين السياسي والعسكري، وهذا بالذات عنصر اقلاق للإمبراطوريات الغربية والولايات المتحدة ولكل منظومة الهيمنة والنهب في العالم، فوجود قوة قوية قادرة ومبادرة هجوميًا امر يرعب؛ اذ يفترض إمكانية تحويل أي مكان يختاره الغرب لاستعراض قوته الى ساحة مواجهة، والمواجهة مكلفة جدًا على مستوى التحدي الروسي، والعلاقة الروسية الصينية هي مبعث مخاوف كثيرة، فتناميها وتطورها وتحولها الى تحالف كامل يمكن ان يؤدي الى قطبية شرقية كاملة تلاقي رأس الحربة الإيرانية في منطقة الشرق العربي حيث تتواجد القاعدة التي يعول عليها الغرب وهي الكيان الصهيوني، فهذا التحول في واقع الشرق سيبدل كثيرًا في معادلات القوة والتوازنات.
من هنا تتركز جهود الامبراطوريات الغربية اليوم على محاولة تكبيل قوى الشرق الصاعد ومنعها من انشاء بيئة استراتيجية جديدة وفرض وقائع جديدة؛ ولكن ذلك لا مفر منه.
مداخلة د. هادي افقهي
وقد استشرف الامام الخامنئي ان العالم يتجه نحو نظام عالمي جديد، وهذه القراءة لم تأت نتيجة تخيلات او عواطف، بل نتيجة حسابات ودراسات، وهناك تحضير لعالم متعدد الأقطاب. وفي ما يتعلق بموضوع الأزمة الأوكرانية، هناك موقف لافت اعتبر البوصلة التي تنتهجها إيران من خلال مواقفها الرسمية الديبلوماسية والإعلامية والتعامل مع هذه الازمة، وهو قول سماحة الامام الخامنئي: "نحن لسنا مع الحروب وأميركا هي التي تسببت بهذه الازمة". وفي ما يتعلق بتوجه العالم نحو كسر الأحادية القطبية فهو حاصل ولكن بصفة غير رسمية.
نشاهد الآن الدفع المتهور للأميركيين لإبقاء واستمرار الحرب، وفي مخيلتهم أنهم أوقعوا الطرف الروسي في الشرك الاوكراني، ولكن لا يمكن التكهن بنهاية هذه الحرب؛ فهناك ملامح للانشقاق الذي حصل ببعض الدول الأوروبية في ما يتعلق بموضوع الغاز والدفع بالروبل او الدولار، وهناك دول تعتمد على الغاز الروسي بنسبة 90 في المئة وليس من السهل عليها التحول الى مصادر طاقة أخرى مثل الدول الخليجية او ايران. هناك سيطرة ميدانية للروس مع تحاشي عدم حصول خسائر مدنية، فالعملية جراحية، ولكن الأميركي يريد استغلال هذه الفرصة ليسدد أكبر عدد ممكن من الخسائر المادية والمعنوية للروس.
أتصور ان هذه الازمة قد تطول، ولكن في النهاية لا يستطيع الأميركي الذي أسس لها جني كل ثمارها وتحقيق كل مآربه التي خطط لها.
وفي ما يتعلق بملف النووي الإيراني، هو الآن في موت سريري سببه اميركا، فالرسالة التي يحملها انريكي مورا ليست من العيار الثقيل وعناوينها تخيب الآمال ، فعندما نسمع بحل وسط وهو رفع اسم الحرس الثوري كلاميًا فقط، لأن كل مكوناته تبقى على لائحة العقوبات، وعلى رأسها فيلق القدس المكلف بالانتقام لدم الشهيد قاسم سليماني والشهيد أبو مهدي المهندس، وهذا تصر عليه ايران وتصر عليه اميركا بأن لا تنتقم ايران لدم الشهيد سليماني، ولكن هذا موضوع خط احمر وسيادي ولا يمكن ان تستجيب له إيران، هذه المغريات مر عليها الزمن وما لم تقدم اميركا تنازلًا حقيقيًا برفع كامل العقوبات، لا أتصور أن مورا سيعود ببشائر خير او حلول تقبلها ايران مع هذا التوجه الاستفزازي الذي تقدمه اميركا. فرفع العقوبات كلها على سلم اولوياتنا، والغاؤها حق تطالب به إيران الى يوم الدين، والعقوبات بدأت تفقد بريقها وتأثيرها، خصوصًا مع وصول حكومة السيد إبراهيم رئيسي وترشيد الاقتصاد في الداخل ومحاربة الفساد.
نحن ماضون كما امر سماحة السيد الخامنئي: "لا تنتظروا مخرجات هذه المفاوضات يجب أن تقوموا بواجبكم في الداخل"، يخاطب حكومة رئيسي، ولكن يبقى الفريق المفاوض يطارد الاميركيين حقوقيًا، وقانونيًا، وسياسيًا، واخلاقيًا.
مداخلة د. فؤاد إبراهيم
هناك من يعتقد أن هذه الحرب مقدمة لتقويض النظام العالمي القديم وبناء نظام عالمي ثنائي أو متعدد الأقطاب. ولا شك هناك تداعيات كبيرة جدًا لهذه الحرب، ولكن هناك من يرسم صورة مقتضبة ومختزلة انه كما كانت حرب أفغانستان مقدمة لتفكيك الاتحاد السوفياتي، فالحرب في أوكرانيا مقدمة لتفكيك روسيا، وهذا ما يشاع في بعض الأوساط.
من تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية هي الازمة الاقتصادية التي بدأت تضرب عميقًا في أوروبا، خصوصًا على مستوى شعوبها التي تعاني على المستوى المعيشي.
احدى القنوات البريطانية تستعرض هذه الايام معاناة المواطنين على المستوى المعيشي في المقابل بدأت شركات النفط والغاز في أوروبا تجني أرباحا طائلة بسبب هذه الازمة.
لست من أنصار الخبر الذي اشيع بأن السعودية رفضت اقتراح بايدن بزيادة الإنتاج، واعتقد أن بايدن كممثل للشركات النفطية ليس معنيا بإقناع السعودية كرمى لعيون المواطن الأميركي.
الحرب في أوكرانيا هي ازمة أوروبا والغرب عمومًا، وليس ازمة روسيا او الصين، لذلك فإن الغرب بحاجة الى هذه الحرب لمعالجة ازمة بنيوية ومصيرية يعيشها الحلف الأطلسي، ويتجه ثقل العالم بحسب بعض الاستشرافات من الغرب الى الشرق، واليوم الصين في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة، وهناك ما يؤشر الى عملية تسارع في الانتقال، بحيث ان الصين قد تتربع على عرش النظام الاقتصادي العالمي بحلول العام 2030.
مهما تكن تداعيات ونتائج هذه الحرب فلن تكون من صالح الغرب، لأنه يبدو أننا نسير في تجاه عملية تبدل بنيوي في النظام الاقتصادي والاجتماعي والسياسي في العالم بأسره، وروسيا لن تكون خاسرة.
مداخلة الأستاذ. حمدي الرازحي
في ما يتعلق بالأوضاع الراهنة التي يعيشها العالم في ظل الازمة الروسية الأوكرانية، وأثرت بمفرداتها على كل مناطق العالم بشكل أو بأخر، فإن ظهور اقطاب جديدة سوف يتصدر المشهد قريبًا شئنا أم أبينا بغض النظر عن التحليلات التي قد تكون في أغلبها مجرد قراءة لسطحيات الأمور؛ فالعالم اليوم يتحرك بشكل متسارع نحو تعددية قطبية جديدة خارج الهيمنة الاستكبارية الأميركية؛ الا ان ذلك يطرح العديد من التساؤلات: هل هناك توجهات جدية لظهور قطب او تكتل عربي – إسلامي مناهض في ظل ظهور التكتلات والاقطاب الجديدة؟، وهذا ما نأمل ان يتحقق.
صحيح أن محور المقاومة استطاع أن يحقق حضورًا فاعلًا، وأن يوم القدس العالمي وحد الجهود والجهات والتوجهات بشكل كبير جدًا حول محورية التصدي لوجود "إسرائيل" ككيان مؤقت في الوطن العربي والإسلامي، لكن هناك العديد من الملفات الساخنة التي يجب الالتفات اليها كتشكيل محور مقاوم قوي واستراتيجية منهجية تؤسس لقيام كيان قطبي فاعل ومؤثر محليًا ودوليًا.
وهناك العديد من الرؤى والاطروحات التي تتعاطى مع الملف الروسي الاوكراني وتأثيراته، سواء على المستوى الأوروبي، أو دول الجوار، أو غرب اسيا، غير أنه لا يوجد دراسات موضوعية منهجية تؤصل لحلول جذرية استباقية لما قد يترتب على ذلك من تأثيرات على وجود الكيانات العربية والإسلامية كدول مستقلة في ظل الصراعات البينية.
مداخلة د. ادريس هاني
لا يمكن أن ننتظر من روسيا وقيادتها أن تغمض عينيها بينما هناك تحدٍ حقيقي مرصود بشكل يومي، فروسيا دولة عظمى تخففت من حمل الاتحاد السوفياتي، وربما سيكون اداؤها اليوم أقوى من تأثيرها وهي ضمن الاتحاد السوفياتي، واليوم روسيا منسجمة ولم تسقط، وانما حصلت وعكة واستعادت قوتها، فهي دولة متقدمة صناعيًا واقتصاديًا.
والاحتكاك بين روسيا والغرب الذي نسي أن روسيا قوية، ونحن امام شيء اسمه القصور الذاتي الذي تعمل عليه القوى الامبريالية. فيما يقوم بوتين بدور بالوكالة عن العالم كله، لان الخير كله في العلاقات الدولية هو في تعدد الأقطاب، اما وحدة القطبية فهي وبال على القطب نفسه المتقطب، وليست وبالا على العالم.
مداخلة د. محمود الهاشمي
حتى هذ اللحظة لم نشهد موقفًا صريحًا من الأطراف التي هي في خصومة مع اميركا، ولا بد من الوقوف أمام الاستكبار العالمي المتمثل بالولايات المتحدة، وهناك كم من الأسئلة: من الذي استدعى صاحبه للحرب؟، هل روسيا هي التي استدعت اميركا ومن يمثلها (الرئيس الاوكراني) أم أن اميركا طوقت روسيا وجعلتها مكرهة على هذه المنازلة؟، ولماذا منازلة عسكرية، والكل يعلم أن روسيا تمتلك الأسلحة المتطورة وكذلك الخصم يمتلك مثل هذه الأسلحة؟، وإذا كانت الحرب بين أوكرانيا وروسيا تدور بين الغرب والشرق، فنحن مع من نقف ؟، و هل فيها من يمثلنا نحن العرب، المسلمون، المقاومة؟، وأين موقع الدول المناهضة لأميركا الصين وروسيا وإيران؟، هل تقف متفرجة على المشهد، وإذا ارادت ان تقف فإلى أي حد تقف في حيادتيها او عدم حيادتيها؟ ، والى أي حد نقف مع روسيا وننتصر لها؟، الى أي حد تكون الفائدة إذا ما انتصرت روسيا؟، هل نحن في منطقة الشرق الأوسط من صالحنا ان تتنصر روسيا؟ ، لماذا هذا التوقيت؟ وهل من صالحنا هذا التوقيت بأن تبدأ المعركة بين روسيا والولايات المتحدة؟، هل من صالحنا الزمن؟
نعم من صالحنا الزمن فهناك عملية صعود للمقاومة وللعمق الاستراتيجي للمقاومة، هناك حصار لإسرائيل واختناق تعاني منه، فنحن الى أي حد نستطيع ان نستفيد من هذا الزمن وان نحوله الى صالحنا؟
علينا ان نقر ان اميركا منقسمة، فهل قرأت روسيا المشهد العالمي، ودخلت هذه المنازلة في الظرف الدقيق الذي تحرج فيه الولايات المتحدة، أو تقصر من عمر تفردها في العالم؟ هل هذا الاتفاق تم مع الصين أم أنها انفردت لوحدها بهذا الموضوع؟
مداخلة د. ضرار البستنجي
اعتقد أن هذه الازمة ـ سواء لجهة التوقيت والتفاعلات والارهاصات ـ كشفت الكثير من عورات النظام العالمي، وثبت عدم وجود إدارة عالمية حقيقية؛ فالدول التي يفترض أنها جزء من منظومة مهمة في العالم (الدول الأوروبية) تابعة، وان تمايز مواقف البعض منها لاحقًا.
كيف تعامل الاعلام مع العملية الروسية في أوكرانيا سواء لجهة الاعلام العربي او الغربي، هذه العملية كانت مدروسة، وكانت هناك قراءتان بأن الروسي تورط في أوكرانيا وأنه أعد العدة بشكل مطلق لعمليته في أوكرانيا.
لايزال الرأي العام والأفكار والمبادئ والمواقف والتأثير به له أهمية حتى في العقل الأميركي، وهذا على خطورته يبشر بأن قيمة أدواتنا المتواضعة (القلم والكلمة) لاتزال كبيرة في إطار المعركة الكبرى اليوم التي يشكل الملف الاوكراني واحدًا من فصولها.
من الواضح أن الهيمنة الاميركية والقطبية الواحدة تلقت ضربة، لكن هل شاهدنا ارهاصات أو مشاهد حرب باردة حتى نستبشر كثيرًا؟، لم نر شيئًا، بالعكس رأينا الأميركي يحاول الذهاب الى الجزائر أو فنزويلا، بمعنى هناك خلطة عجيبة غريبة، ولا يوجد ثوابت للمشهد الدولي كما كان يفترض أن تذهب فيه الأمور أثناء الوضع الطبيعي.
لا شك أن لنا مصلحة في أي تهشيم يصيب القطبية الواحدة في العالم، بل ولنا مصلحة في لو أن ذهبت الأمور باتجاه حرب باردة؛ فمعسكرنا يعتبر الروسي حليفًا، ومصلحتنا لن تتأتى لا في البيانات ولا الاعتصامات.
والسؤال هو: كيف يمكن ان نستفيد من تعدد القطبيات، أو تهشم نظام القطب الواحد؟، وكيف يمكن أن يكون شكل إدارة العالم طالما أن سنوات طويلة من حكم الأميركي أو القطبية الواحدة الأميركية لم تثبت وجود شكل اداري للمنظومة الدولية؟
يجب أن يكون لدينا في محور المقاومة فهمًا دقيقًا لكيفية بناء حالة اقتصادية رديفة تواجه النمط الأميركي الذي يسود العالم، بالإضافة الى الملف الثقافي الإعلامي.
مداخلة الأستاذ إبراهيم المدهون
أينما نظرنا في الحرب الأوكرانية الروسية فهي في مصلحة محور المقاومة. ما أود قوله هو أن روسيا لا يمكن ان تكون حليفًا؛ فهي ليست كأميركا صحيح، ولكن لا يجب النظر الى روسيا او أي دولة كما هي إيران التي تحمل القضية الفلسطينية كقضية مبدئية ولا تتنازل عنها وقدمت الغالي والنفيس، بل يجب دائمًا قراءة مواقف روسيا من زاوية أنها دولة لها مصالح.