• اخر تحديث : 2024-05-02 20:55
news-details
أبحاث

ورقة بحثية: ولاية "داعش" وسط أفريقيا.. إشكالية الصعود وآلية المواجهة


لا شك أن سقوط "دولة داعش" في منطقة الشرق الأوسط في 22 مارس من العام 2019 ألقى بظلاله على محاولات عودة التنظيم من جديد، ولكن هذه المرة من خلال القارة الأفريقية، التي قد يجد فيها ملاذاً جديداً بعد الإخفاقات العسكرية التي مر بها على مدار السنوات الماضية.

كل المؤشرات تؤكد أن أفريقيا قد تكون واجهة "داعش" القادمة بعد سقوط دولته في مدينتَي الرقة والموصل قبل ثلاث سنوات، خاصة مع تراجع الولايات المتحدة في مواجهة الإرهاب داخل هذه القارة التي أصبحت جاذبة لتنظيمات العنف والتطرف؛ ربما بسبب وضعها الجغرافي الذي يسمح بذلك، وكذلك لوضعها السياسي الهش وغير المستقر، فضلاً عن وضعها الاقتصادي الذي يتسم بالضعف، وكلها أوضاع تشكل بيئة حاضنة للجماعات المتطرفة.

ويمكن قراءة اتجاه "داعش" إلى أفريقيا من زاوية هروب التنظيم من المناطق التي خسرها في الشرق الأوسط؛ فأمام مواجهة شرسة من قوات التحالف الدولي التي تشكلت في عام 2014، ومواجهة أخرى للقوات المحلية والإقليمية اضطر التنظيم للبحث عن أراض جديدة، وصادف أن أفريقيا نفسها تشهد خروج القوات الأمريكية والأوروبية، وهو ما جعلها فرصة "داعش" بعد تعثر عملياته في الشرق الأوسط.

ومنذ أن خسر "داعش" وجوده وتبددت أحلام قيام دولته المزعومة في العراق وسوريا، تحولت توجهاته إلى محاكاة تنظيم القاعدة ومنافستها في نشر خلاياه في العالم لخلق دولة افتراضية عبر أنصاره، وتقوم فكرة "داعش" في الأساس على مفهوم الأممية القائمة على الانتشار والتوسع، هذه الفكرة كانت حاضرة منذ إعلان التنظيم دولته في 29 يونيو من العام 2014، وقد صارت خياراً له بعد سقوط الدولة، حيث بات الخروج من المناطق التي كان يسيطر عليها أمراً مفروضاً عليه بعد خسارتها. ولطالما كانت المنطقة الشرقية من جمهورية الكونغو الديمقراطية معقلاً لنشاط الإرهاب، بشكل ينسحب على جيرانها في رواندا وبروندي وأوغندا.

 إن اختيار "داعش" لهذه المنطقة التي تقع في وسط أفريقيا، يرتبط بالأسباب التي ذكرناها سابقاً، مضافاً إليها، فكرة البحث عن انتصار جديد للتنظيم وسط ركام الهزائم التي مُني بها بعد سقوط دولته ومقتل 2 من “خلفائه”، فالتنظيم يحتاج إلى ما يرفع من خلاله معنويات أتباعه، ولو كان ذلك بشكل رمزي، من خلال إعلان ولاية جديدة في تلك المنطقة.

وهناك نقطتان مفصليتان كانتا وراء إعلان هذه الولاية الجديدة؛ النقطة الأولى سقوط دولة "داعش" في مارس من العام 2019، فلولا سقوط “الدولة” لما أعلن التنظيم قيام هذه الولاية، فأبوبكر البغدادي تحفظ على هذا الإعلان ثلاث سنوات كاملة حتى تم في إبريل من عام السقوط نفسه. النقطة الثانية هي تنامي نشاط "داعش" وسط أفريقيا بعد عشرات العمليات في العاصمة الأوغندية "كمبالا"، وربما ارتبط ذلك بتولي أبوالحسن الهاشمي القرشي، الملقب بأبوإبراهيم الهاشمي القرشي، شؤون التنظيم بعد مقتل أبوبكر البغدادي، وهو ما استدعاه للبحث عن انتصار جديد، فكان ذلك من خلال تنفيذ عمليات نوعية في مناطق ربما لم يدخلها التنظيم من قبل.

وتعرض هذه الدراسة نبذة مختصرة عن طبيعة النشاط الإرهابي في القارة الأفريقية. كما تبحث في أسباب صعود تنظيم داعش وسط القارة، وتحالفاته التي أقامها مع بعض الجماعات المتطرفة هناك، بالإضافة إلى البحث في مدى قدرة قوات مكافحة الإرهاب الأفريقية على مواجهة التنظيم.

أولاً: نبذة مختصرة عن النشاط الإرهابي قي القارة الأفريقية

تعد قارة أفريقيا من أهم القارات التي تشهد نشاطاً ملحوظاً لجماعات العنف والتطرف، وذلك لأسباب عديدة تتعلق بأوضاعها السياسية والاقتصادية والاجتماعية كما سبقت الإشارة. فهناك أكثر من 5000 أفريقي من جنسيات مختلفة ينشطون مع الجماعات الإرهابية في القارة وفي مناطق النزاعات المسلحة الأخرى، والتي يصل عددها إلى نحو 64 منظمة وجماعة إرهابية ينتشر معظمها في شرق القارة.

 وتتزايد وتيرة العمليات الإرهابية داخل قارة أفريقيا أو تنقص، وفق الظرف السياسي والأمني الذي يحكم شكل هذه العمليات وطبيعتها، والتي تتراوح ما بين خمسين ومئة عملية في الشهر الواحد، فعلى سبيل المثال، شهد شهر إبريل عام 2022 انخفاضاً ملحوظاً في عدد العمليات الإرهابية، في القارة الأفريقية جنوب الصحراء بواقع (42) بعد أن كانت (54) عملية في مارس الماضي.

وبرغم هذا التفاوت في عدد العمليات الإرهابية التي تشهدها القارة الأفريقية، فإن عدد ضحايا هذه العمليات يعد الأعلى بين مختلف قارات العالم، فبحسب تقرير مؤشر الإرهاب لعام 2020 الذي أصدره معهد الاقتصاد والسلام ومقره مدينة سيدنى الأسترالية، بالتعاون مع مركز مكافحة الإرهاب والتطرف بجامعة ميريلاند الأمريكية في نوفمبر 2020، سقط في منطقة دول أفريقيا جنوب الصحراء نحو 41% من القتلى على مستوى العالم، في هجمات إرهابية منسوبة لتنظيم «داعش» الإرهابي. كما أشار تقرير صادر عن مركز السلام والتنمية وحقوق الإنسان إلى أن إقليم شرق أفريقيا هو الأكثر دموية خلال شهر يناير من العام 2021، بعد أن سقط خلاله 368 قتيلاً (57.2 بالمئة من إجمالي ضحايا الهجمات المسلحة خلال الشهر)، بما يعكس خطورة التنظيمات المتطرفة في القارة السمراء.

ثانياً: تنظيم داعش في وسط أفريقيا

يعود جزء مهم من العمليات الإرهابية في القارة الأفريقية إلى تنظيم داعش والجماعات المسلحة المحلية التي أعلنت مبايعتها له، ولعل أبرز هذه الجماعات “قوى تحالف الديمقراطية” الذي ينشط في أوغندا والكونغو، وحركة الشباب الموزمبيقية، حيث أسهمت مثل هذه الجماعات في ترسيخ وجود تنظيم “داعش” في القارة الأفريقية، وجعلته قادراً على تنفيذ العديد من العمليات الإرهابية، وخاصة في وسط القارة.

يضاف إلى ذلك، أن هناك بعض المجموعات التي انشقت عن جماعات إرهابية أخرى على صلة بتنظيم “القاعدة”، قد انضمت لداعش، حيث توجد في القارة العديد من الجماعات والتنظيمات، أبرزها جماعة “بوكو حرام” في نيجيريا، و”القاعدة في المغرب الإسلامي”، وحركة “الشباب المجاهدين” الصومالية، وحركة “أنصار الدين” السلفية الجهادية في مالي، وحركة “التوحيد والجهاد” في غرب أفريقيا.

وقد لعب “تحالف القوى الديمقراطية” دوراً مهماً في تنامي قوة تنظيم داعش وسط القارة الأفريقية، فهو من أهم التنظيمات التي تنشط في أفريقيا عموماً وفي منطقة الوسط على وجه الخصوص، ولعله مصدر قوة “داعش” وسط أفريقيا وأحد أهم الأسباب التي دفعت التنظيم للاعتراف بالولاية له وسط القارة، حيث يُشكل عمود الولاية ومركزها الرئيسي.

ويعود تأسيس “التحالف” إلى تسعينيات القرن الماضي في أوغندا، حين قامت جماعة التبليغ بزعامة جميل موكولو بمحاولة الاستيلاء على مسجد كمبالا القديم، وعلى الرغم من أن هذه الجماعة لم تكن تتبنى فكراً جهادياً عنيفاً في ذلك الوقت فإنها كانت ذات ميول سلفية أصولية. وقد استطاع موكولو التحالف مع جناح مسلح يسمى “المسلمون الأوغنديون المقاتلون من أجل الحرية”، بيد أن هزيمة هذه الجماعة على يد الجيش الوطني عام 1995 اضطرها إلى اللجوء إلى الكونغو. وبرعاية من نظام الإخوان المسلمين الحاكم في السودان – آنذاك – تمكن موكولو من العودة والتحالف مع “الجيش الوطني لتحرير أوغندا” وإعادة تسمية الجماعة المسلحة لتصبح “تحالف القوى الديمقراطية”.

وقد حمل التحالف السلاح ضد الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني بدعوى مواجهة اضطهاد الحكومة للمسلمين، وهو ما كان ذلك بمثابة التحول الحقيقي للحركة. وقد ظهر بقوة في عام 2014، وأصبح موسى سيكا بالوكو قائداً له في العام 2015 بعد اعتقال سلفه موكولو. وفي العام 2016 أعلن التحالف مبايعته لتنظيم “داعش”، الذي لم يقبل هذه البيعة إلا بعد ثلاث سنوات وتحديداً في شهر إبريل من العام 2019، بعد أن ثبت لدى التنظيم ولاء التحالف التام له، فضلاً عن حاجة التنظيم في هذا التوقيت للتمدد بعد سلسلة من الخسائر التي مني بها بعد سقوط دولته في مارس 2019، كما سبقت الإشارة.

وتتبلور الأسباب التي دفعت "التحالف" إلى مبايعة "داعش" في حاجة التنظيم إلى الموارد المادية للتحرك وتنفيذ العمليات، فالتنظيمات المحلية والإقليمية في أفريقيا تجد معاناة في ظل الوضع الاقتصادي الذي ربما لا تستطيع معه تنفيذ عملياتها الإرهابية، ومن ثم يوفر لها الارتباط بتنظيم كبير لديه إمكانات مادية ولوجستية، القدرة على التحرك وتنفيذ العمليات الإرهابية. وقد وفر انضمام “التحالف” لـ “داعش” مورداً مالياً مستقراً، وقدرات إعلامية كبيرة استفاد منهما كثيراً في تنفيذ العشرات من العمليات الإرهابية تحت راية تنظيم "داعش"، سواء في أوغندا أو في جمهورية الكونغو المجاورة، إذ أوضح مؤشر الأمن في شمال كيفو بالكونغو أنه منذ عام 2018، وهو العام نفسه الذي تحدث فيه أبوبكر البغدادي لأول مرة عن ولاية وسط أفريقيا، حتى عام 2021، شنت “تحالف القوى الديمقراطية” حملة متصاعدة من العنف ضد المدنيين، حتى أنه خلال الفترة بين يناير 2019 ويونيو 2020، قُتل نحو 793 مدنياً، على الرغم من أن جماعات المجتمع المدني المحلية تشير إلى أن العدد الفعلي للضحايا أعلى من ذلك بكثير.

كما لعبت حركة الشباب الموزمبيقية، التي تعرف محلياً باسم "أنصار السنة والجماعة" دوراً مهماً في دعم تنظيم داعش في وسط أفريقيا، وترفض هذه الحركة علمانية الدولة، وتطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية. وخلال الفترة ما بين عامي 2010 و2015، تأثرت الحركة بالأفكار الإسلامية المتشددة من قبل الدعاة القادمين من شرق أفريقيا، ولاسيما تنزانيا وكينيا والصومال، فتبنت نهجاً عنيفاً ابتداء من عام 2015 وقامت بأول عمل إرهابي كبير في أكتوبر 2017 عندما هاجمت مركز الشرطة والمباني الحكومية الأخرى في موسيمبوا دي برايا؛ ما أسفر عن مقتل 17 شخصاً. على أن هدف الحركة الخاص، وهو الإطاحة بالحكومة وتأسيس دولة الخلافة الإسلامية، لم يتضح إلا في يناير 2019.

ويبلغ عدد مقاتلي "داعش" في موزمبيق التابعين لحركة الشباب ما بين 600 و1200 عنصر، وتعتمد الحركة في التجنيد أساساً على السكان المحليين، كما تجند أيضاً المقاتلين من تنزانيا وجزر القمر، حيث تمتلك إمكانات هائلة في تنزانيا التي يستخدمها الإرهابيون ملجأ في مناسبات عدة.

ويمكن التأكيد هنا على نتائج عدة أهمها: 

- أن النشاط العملياتي في وسط أفريقيا لا يؤكد فقط وجود تنظيم "داعش"، بل تمدده أيضاً، بعد أن نجح في تكوين وتشكيل شبكات له، باتت قادرة على تنفيذ عمليات إرهابية واسعة النطاق.

- أن الجماعات والتنظيمات المحلية نجحت في تشكيل روابط وشبكة علاقات مع تنظيم "داعش"، وأبرزها تحالف القوى الديمقراطية الذي ينشط في أوغندا والكونغو وحركة الشباب الموزمبيقية.

- أن "داعش" كان يضع عينيه على كل من الكونغو الديمقراطية وموزمبيق، ومن ثم فقد وسع نشاطه في هذه المنطقة، وهو ما بدا واضحاً من خلال رسائله منذ عام 2019، التي أوضحت رغبته في التمدد إلى مناطق أوسع وأكثر انتشاراً داخل قارة أفريقيا وبخاصة وسط هذه القارة.

ولا شك أن وجود تنظيم "داعش" في وسط أفريقيا يقتضي بذل جهود محلية وإقليمية ودولية لمواجهته، فهناك من لا يعترف بوجود التنظيم بدعوى أنه قد يترتب على ذلك الاعتراف آثار سياسية سلبية قد تؤدي في نهاية المطاف إلى استجابات سياسية عسكرية لمكافحة الإرهاب؛ ما قد يؤدي إلى تفاقم الأزمات في إقليم مضطرب. لكن إنكار الدليل الواضح على وجود روابط بين "داعش" وجماعات مسلحة انضمت إليه وبايعته – أمر يقف حائلاً أمام تبني سياسات ملائمة، ويتجاهل الأدلة الحاسمة التي يمكن أن تساعد في منع إراقة المزيد من دماء المدنيين. وعلى أي حال، فإن مواجهة هذا التهديد ستكون حاسمة لحماية شعوب المنطقة وإحباط جهود "داعش" للبقاء والتمدد عبر بوابة أفريقيا.

ثالثاً: جهود مكافحة الإرهاب في أفريقيا.. رؤية تقييمية

هناك بعض الجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب في القارة الأفريقية، حيث تتصدى قوات حكومية من نيجيريا والدول المحيطة بحوض بحيرة تشاد لحركات الإرهاب في هذه المنطقة، بينما تتصدى قوات من موزمبيق والكونغو الديمقراطية وأوغندا للخلايا الإرهابية، ومنها تلك التابعة لتنظيم "داعش في" وسط القارة، كما يشارك الجيش الصومالي مع قوات إثيوبية وكينية في التصدي لأنشطة حركة "الشباب" المتطرفة الموالية لتنظيم «القاعدة».

وبرغم الجهود المبذولة فإنها مازلت غير كافية، وليست على المستوى المطلوب، كما أنها ليست بالقدر الذي يوازي خطر التنظيمات المتطرفة في القارة، ولا بتمددها الملحوظ، ويرجع ذلك إلى مجموعة من المعوقات من بينها ضعف إمكانات دول القارة، سواء لمواجهة حركات التطرف والإرهاب، أو لمواجهة التطرف بصفة عامة.

بالإضافة إلى ذلك، لا يبدي المجتمع الدولي الجدية اللازمة، سواء في محاربة التنظيمات المتطرفة أو في تقديم الدعم لدول القارة للقيام بهذه المهمة. ويرجع ذلك لعدة أسباب؛ أولها، أنه لا يريد الاعتراف بوجود تلك التنظيمات في الدول الأفريقية لما قد يترتب على ذلك من التزامات لا يرغب العديد من الدول والمنظمات الدولية في تحملها، وثانيها أن هذه الدول لا تشعر بأي تهديد مباشر بسبب وجود تلك التنظيمات في دول القارة الأفريقية، وثالثها أن هناك انطباعاً دولياً أن خطر "داعش" يتركز في منطقة الشرق الأوسط، وبالتالي يتم توجيه كل الجهود لمواجهة التنظيم في هذه المنطقة دون الاهتمام كثيراً بمواجهة فروعه في أفريقيا، برغم تنامي قوة هذه الفروع وتهديدها أمن العديد من الدول الأفريقية واستقرارها؛ ولذا يبدو نشاط المجتمع الدولي لمواجهة الإرهاب في أفريقيا ضعيفاً مقارنة بنشاطه في أماكن أخرى من العالم.

غير أن التحولات التي شهدتها ظاهرة الإرهاب في أفريقيا تؤكد الحاجة إلى إعادة صياغة استراتيجيات جديدة لمكافحة الإرهاب، وفي هذا الصدد يمكن الإشارة إلى ما يأتي:

- هناك حاجة إلى أن تتفق الدول الأفريقية على تعريف ظاهرة الإرهاب، وألا تسمح بتهرب الدول غير المتضررة من مسؤولياتها.

- وضع استراتيجيات أكثر نجاعة في مواجهة جماعات العنف والتطرف، وليس مجرد الاعتماد على مواجهات غير مدروسة، على أن يراعى في هذه الاستراتيجيات طبيعة التنظيمات المتطرفة في أفريقيا، وخطرها وحجم التحديات التي تعوق عملية المواجهة.

- أن تعتمد هذه الاستراتيجيات إلى جانب الأدوات العسكرية والأمنية، على معالجة الأزمات التي تسمح بنمو الجماعات الإرهابية داخل القارة الأفريقية، بحيث لا تتحول أراضي القارة إلى مفرخة للعناصر الإرهابية التي لن تتورع عن هدم أي مقومات للتنمية والتقدم في دول القارة.

- استمرار عمل التحالف الدولي لمواجهة “داعش” وأن يكون مركز عملياته في أفريقيا؛ نظراً لنجاح التنظيم بشكل كبير في التمركز بالقارة السمراء.

- طرح مبادرات تساعد في مواجهة التنظيمات المتطرفة في القارة بأكملها، وأن يكون ذلك بتنسيق وترتيب بين القارة والمجتمع الدولي، الذي سيتضرر بطبيعة الحال من وجود الإرهاب وتمدده.

- لا بد من قيام المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته تجاه القارة فيما يتعلق بمواجهة الإرهاب، سواء من خلال تقديم دعم عسكري مباشر أو تقديم المعلومات الاستخباراتية أو دعم ميزانيات التسليح التي يستهدف منها مواجهة تمدد هذه التنظيمات.

خاتمة:

تمثل القارة الأفريقية بيئة صالحة لتصاعد الأعمال الإرهابية خلال الفترة المقبلة، في ظل توافر العوامل التي تساعد على نمو نشاط التنظيمات المتطرفة، سواء المرتبطة بالقاعدة أو المرتبطة بداعش أو المحلية التي ليس لها امتداد بالخارج. وفي المقابل، مازالت جهود المجتمع الدولي في مواجهة خطر التنظيمات المتطرفة في أفريقيا متدنية ودون المستوى، ولذلك لأسباب عديدة سبقت الإشارة إليها.

ولذلك لابد من إعادة ترتيب أوراق المواجهة وإعادة النظر في الاستراتيجيات الخاصة بمواجهة الإرهاب والتطرف في قارة أفريقيا؛ فإذا كان المجتمع الدولي وجه أولوياته لمواجهة "داعش" في منطقة الشرق الأوسط من خلال التحالف الدولي عام 2014 حتى سقوط دولته، فليس أقل من توجيه الدعم نفسه لمواجهة خطر "داعش" ونظيراتها من جماعات العنف والتطرف في قارة أفريقيا. وفي هذا الصدد، يمكن للمجتمع الدولي أن يتبنى خطة طويلة الأمد لمواجهة الإرهاب في أفريقيا، تشرف عليها الأمم المتحدة، على أن تُضَمّن الخطة عناصر في مجالات مختلفة، مثل الصحة والتعليم وغيرهما.