• اخر تحديث : 2024-05-02 11:58
news-details
إصدارات الأعضاء

ما الجدوى من علاقة العراق مع مصر والاردن؟


ما الذي يحدث؟ فجأة ودون أدنى تحضيرات نجد المسؤولين الاردنيين والمصريين في بلادنا، وسرعان ما يجتمعون بقادتنا ثم يغادرون بعد ان يعقدوا مؤتمرا صحفيا، تتكرر فيه ذات التصريحات عن الاقتصاد والربط الكهربائي والتنسيق بالمواقف السياسية وجملة (ملغومة) اعادة العراق الى (مكانته)!

العلاقة بين هذه البلدان الثلاث اخذت عناوين مختلفة (القمم الثلاث) و(مجلس تنسيق اعلى مشترك) و(دورية التنسيق) وتشكيل (8 لجان) للنقل والاستثمار والاعمار.

رؤساء هذه الدول عقدوا ثلاث قمم في القاهرة في اذار 2019 وعمّان في اب عام 2020 ثم في بغداد اواخر حزيران 2021، وكان الحديث جميعه يدور بذات الميدان اعلاه ولم يتفهم المواطن العراقي اي شيء يذكر عن هذه (الجلبة) من الزيارات وكأنّ سرا يختفي خلف ذلك.

ولكي نوضح الصورة فاذا كانت اللقاءات لغرض التنسيق بالمواقف السياسية والاقليمية كما اكده اليوم الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية العراقية فتعالوا نحاكم هذين البلدين (مصر والاردن) وسياساتهم الخارجية.

مصر والاردن اول من طبع مع العدو الصهيوني ومازالت علاقاتهم طبيعية معه وسفارات متبادلة وزيارات متبادلة وتنسيق عال في كافة الشؤون.!

علاقة الاردن ومصر متميزة مع الولايات المتحدة، وهما شريكان لها بالمنطقة وفي اي قرار تتخذه، بل واداتها بالمنطقة.

اذن ما الذي يدفع العراق بإقامة علاقة -وبهذا التميز- مع دولتين منخرطتين بالمشروع الاميركي الذي خنق العراق وشعبه؟

في المجال الامني فان الاردن ومصر طالما كانتا سببا في دمار العراق ودعم المشروع الاميركي باحتلال العراق وفي دعم الارهاب والإرهابيين، وقتل العراقيين واغلب القيادات الارهابية وردت لنا من الاردن ومصر وكذلك الانتحاريين، فيما مازالت الاردن تأوي الناقمين على البلد والساعين لخراب العراق ويكفي شاهدا ان قادة (منصات الفتنة) مازالوا في كنف الاردن.

في الجانب الاقتصادي فان الاردن تعاني من ازمات اقتصادية متواصلة، وارتفاع بمستوى البطالة وباختصار فهي بلد تعيش على المساعدات الاميركية. اما مصر فقد باتت اسيرة البنك الدولي بعد ان اقترضت المليارات بدعوى الاستفادة منها استثماريا لكنها استثمارات في مجال العقارات وليست ذات نفع مما صعب الايفاء بالديون، والذي يزور مصر (الان) سيجد انها دولة (الشحاذين) يهيمن عليها العسكر وتشيع الرشاوى والفساد، وارتفاع غير مشهود بالبطالة.!

وهذا تقرير من احدى الصحف الرسمية المصرية يقول (ظهر المسح أن 75% من قرى مصر لا يوجد بها صرف صحي، ورغم ضآلة النسبة التي يوجد بها صرف صحي في قرى مصر، فإن 52.6% من القرى التي يوجد بها صرف تعاني من انسداد في شبكاتها).

وفي تقرير حديث لوكالة الجزيرة نت (ويُعد انتشار الفقر والتفاوت الاجتماعي بالعاصمة القاهرة التي يبلغ تعداد سكانها 20 مليون نسمة، والاكتظاظ الشديد بالأحياء الرئيسية، من العوامل التي دفعت الالاف من العائلات للسكن في المقابر!).

في مجال الطاقة فان المسافة من مصر للعراق بعيدة وبالطائرة الوقت لساعتين دون توقف ولابد من المرور عبر الاردن التي لا تمتلك حدودا مع مصر الا عبر ميناء العقبة في البحر الاحمر المشترك، فكيف نمد (انبوب نفط) كما يقال وكيف نستورد الكهرباء؟

هذا (الملف) فرضته علينا (امريكا)! والذي جوهره (ان يتكافل عملاء امريكا في المنطقة فيما بينهم) هذا اولا وثانيا (محاصرة اعداء امريكا) اي إيران الصين روسيا فلسطين ودول المقاومة بشكل عام!

اذن ما مصلحة العراق بالانخراط بالمشروع الاميركي؟

امريكا حتى تسهل عمل (عملائها) سخرت ابناءنا في تشرين وكان ما كان من فواجع ليأتوا بحكومة لا رأس لها ولا ذنب!! كما قسمت (الشيعة) الى (نصفين) وصنعت بينهما عداوة لا مثيل لها الى الحد الذي يكشف أحدهما سر الاخر حتى ما عاد لهما من سر، ومازالت احدى الفئات تتراجع عن (شيعيتها)حتى يأخذنا الظن ان جمهورها بعد عامين لن يشاركوا بـ (مسيرة الاربعين) ويفتون بـ (حرمة المشاركة بها).

اذن فهذه الفئة غير منزعجة من الانخراط بالمشروع الاميركي والعلاقة مع دول (التطبيع) واعلان العداوة مع (إيران)! بالمقابل فان الاقليم والمناطق الغربية سائرون على ذات الجادة.

قد يبدو المشهد معقدا حيث تأتلف قوى المشروع الاميركي (داخليا بالعراق) مدعومة بالدول الصديقة لأميركا في المنطقة من المطبعين وغير المطبعين، وبغطاء اميركي اوربي، وكأننا في حصار!

المشروع (هذا) لم يتوقف عند حدود منجز (تشرين) بل (الان) تحولت محافظة السليمانية واربيل الى ورشة لاستقدام أكبر عدد من النساء العراقيات من مناطق الجنوب والوسط واقامة الدورات بما يسمى (تمكين المرأة) مستفيدين من اهمالنا للمرأة وخاصة من الارامل والمطلقات، وتشرف المدعوة (هناء ادوارد) على هذه الفعاليات وبدعم مالي اميركي كبير، من نقل واسكان ودعم معنوي، وقريبا سنشهد مشاركة اعداد هائلة من هذه النساء بالمظاهرات المقبلة.

القائمة التي وردت فيها اسماء المحتجين على الهجمة ضد (سرمد الطائي) هي من ستتولى ادارة التظاهرات والمنطلق من اماكن (نعرفها) على شارع ابي نؤاس ببغداد!!

المال الخليجي سيكون فاعلا وكذلك جذور (تشرين) فيما ما المح اليه الشيخ قيس بالتدريب على السلاح الذي يحظى به شباب يتدربون في (اربيل).

والسؤال: ماذا بأيدي الشيعة (المقاومين)؟

1. الاحزاب الشيعية (المقاومة) وجمهورها!

2. الحشد الشعبي وجمهوره.

3. العشائر العراقية في الجنوب والوسط وفي المناطق الغربية ايضا.

4. طبقة المثقفين الموالين لـ (المقاومة) ولقيم الوطن.

5. الأكاديميون وطلبة الجامعات.

6. طبقة الاغنياء والمستثمرين.

7. اصحاب المحلات التجارية.

8. اصحاب الشركات.

9. النساء المؤمنات وربات البيوت والمتعلمات.

10. جميع فئات التعليم والتدريس.

11. جميع صنوف القوات الامنية مع استثناءات محدودة ومعلومة.

12. العمق الدولي الصين إيران روسيا.

13. العمق الاستراتيجي للمقاومة.

14. جميع الشعوب المناصرة للقضية الفلسطينية والمقاومة.

15. جميع قوى اليسار بالعالم.

سؤال: كيف نقرأ مشهد الخصوم؟

1. ان امريكا تعاني من تحديات داخلية وانقسامات.

2. الصين قطب دولي واعد.

3. روسيا قبلت المنازلة مع امريكا والصين بالطريق.

4. اليسار بدأ يتصاعد في اميركا اللاتينية ويهيمن على القرار.

5. اصرار إيران على ضرورة رفع العقوبات عن الحرس الثوري في محادثات فينا دليل القوة اولا وثانيا انها اقتربت من مشروع انتاج سلاح نووي.

6. اسرائيل أدركت خطورة وجودها.

7. المقاومة اكدت ان فلسطين تحررها (الحرب الاقليمية) بمعنى (لن تقاتل غزة لوحدها في المنازلة المقبلة)