• اخر تحديث : 2024-11-22 10:05
news-details
إصدارات الأعضاء

انسحاب التيار الصدري..مناورة ام تكتيك


لا يمكن ان ننكر ما للتيار الصدري من تأثير شعبوي وتأثير سياسي على حد سواء، وهو رقم صعب في المعادلة السياسية وفي تشكيل الحكومات، وغالبا ما يكون الفائز المتصدر للانتخابات لكنه في هذه المرة اخذ منحى اخر وموقف يختلف عن سابقاتها من المواقف.

 فقد أصر السيد مقتدى الصدر على حكومة الاغلبية السياسية بينما يؤكد خصومه على التوافقية ووصل الامر اخيرا الى الانسحاب والاستقالة من العملية السياسية. ومتابعة لهذه المواقف المتغيرة من العملية السياسية غالبا ما يلجأ التيار الصدري الى خيار الانسحاب من العملية السياسية ومقاطعة الانتخابات منذ العام 2003.

نستعرض معاً تواريخ انسحابات التيار الصدري والعودة وبالأرقام: ٢٠١٣/٨/٥ يعلن انسحابه من العملية السياسية.. ٢٠١٤/٢/١٦ يعلن انسحابه من العملية السياسية.. ٢٠١٦/٣/١٠ يعتزل الحياة السياسية ويغلق مكتبه الخاص.. ٢٠١٨/٦/٢٣ يعلن انسحابه وغلق مكاتب التيار الصدري. ٢٠٢٢/٦/١٢ الصدر يوجه بتقديم استقالات أعضاء الكتلة الصدرية إلى رئيس البرلمان وابان حكومة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، أمر التيار الصدري، وزراء الكتلة الصدرية، بالانسحاب من الحكومة العراقية كما وأعلن وزراء كتلة الاحرار، التي تمثل التيار الصدري، عن تقديم استقالاتهم إلى رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، بسبب تعثر عملية تشكيل حكومة تكنوقراط، وفقاً لوصفهم.

 لكن غالبية مواقف التيار الصدري، انتهت بالعدول عن القرارات والعودة للمشاركة في العملية السياسية تغيرت بوصلة الرؤية السياسية للسيد مقتدى الصدر بعد فوزه في الانتخابات بدرجة 180 وغير منهجه في التقارب مع المكونات الحزبية الاخرى الكردية (الحزب الديمقراطي الكردستاني) والسنية (السيادة) بعيدا عن المكون السياسي الشيعي الذي يضم الاطار التنسيقي الذي يحتوي الفتح والنصر والقانون والعصائب والمجلس الاعلى وتيار الحكمة السيد مقتدى الصدر له موقف ورؤية، الموقف: انه ليس على وفاق مع دولة القانون وبالذات السيد المالكي مما صعب الامر والتقارب مع الاطار رغم محاولاته بعزل دولة القانون الا انه لم ينجح.

 اما الرؤية: فهو السعي لحكومة اغلبية وطنية بعيدا عن التوافق وحدد من يكون في المعارضة مما عقد المشهد السياسي وواجه مشكلة في تشكيل الحكومة واختيار رئيس الجمهورية لكون خصومه يمتلكون الثلث المعطل.

واستمرت المبادرات دون جدوى وتأزمت الامور وذهبت الى التعقيد والتأزيم ووصل الحال الى اعلان السيد مقتدى الصدر اتباعه في البرلمان من تقديم استقالاتهم وانه في حل مع التحالف الثلاثي فهل قرر النزول للشارع كورقة ضغط يرهب بها الخصوم او الانسحاب مناورة سياسية لكسب التأييد الشعبي للتأثير على المنظومة السياسية وافشالها ليعود أكثر صلابة في فرض شروطه لتشكيل الحكومة. الايام حبلى بالمفاجئات وستخبرنا بما لا نعلم.