علق موقع "CGTN" الأميركي على حادثة شيكاغو الأخيرة، في ذكرى الاستقلال، في افتتاحيته، وأشار إلى أنّ أميركا اليوم "في حالة انقسام عميقة، وتبدد الوقت في الصراعات على الحكم". فيما يلي النص المنقول إلى العربية:
في 4 تموز/يوليو، تم إطلاق النار مرة أخرى على الأميركيين، لكن هذه المرة، تعرضوا لإطلاق النار من قبل الأميركيين أنفسهم.
خلال موكب الرابع من تموز/يوليو في "هايلاند بارك" في ولاية شيكاغو، فتح رجل النار بغزارة من بندقية حربية على حشود مواطنيه المشاركين بالحفل، ما أدى إلى مصرع 6 أشخاص وإصابة أكثر من 36 آخرين بجروح متفاوتة.
وصف شاهد عيان كان يقف في مكان قريب لموقع إطلاق النار، المشهد التالي لوكالات الأنباء: "لقد ساد الهرج في المكان، وتدافع الأطفال يحلقون في الهواء، الناس يغوصون بحثاً عن ملجأ، وآخرون أغطت وجوههم الدماء وارتموا فوق بعضهم بعضاً".
هرج ومرج بحق، وهو يتكرر في كثير من الأحيان، ولا تزال عمليات إطلاق النار الأخيرة في أوفالدي، وتكساس، ونيويورك، حية في ذاكرة الناس. وفي شيكاغو، قُتل 17 شخصاً وأصيب أكثر من 100 بالرصاص خلال احتفالات الرابع من تموز/يوليو في العام الماضي.
إطلاق النار وقع بعد نحو أسبوع من توقيع الرئيس جو بايدن على مشروع قانون مراقبة بيع السلاح، ليشكل صفعة على وجه المؤسسات السياسية والسياسيين الأميركيين، الذين يوغلون في نزاعاتهم السياسية والصراعات على السلطة، ويعزلون العامة عن عملية صنع القرار في أعلى قمة في الحكم. وفي حين يتحدث هولاء عن حقوق الإنسان في العالم، تعتقد أكثر من نصف النساء الأميركيات في الوقت نفسه، أن حياتهن أصبحت أسوأ من ذي قبل. وكذلك إدارة بايدن أعلنتّ أن مكافحة تغير المناخ أولوية، ولكنها قلصت بالمقابل سلطة "وكالة حماية البيئة الأميركية".
الصراعات القانونية المتعددة والمتنوعة ليست سوى انعكاس للصراع الأوسع بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري. ولقد أدت الهوامش الضئيلة في مجلسي الكونغرس إلى زيادة حدة القتال السياسي بينهما. وعلى مدى السنوات العديدة الماضية، ركزت حكومة الولايات المتحدة بشكل كبير على خوض المعارك مع العالم بدلاً من إصلاح نفسها.
من دونالد ترامب إلى جو بايدن، أنفقت الإدارة الأميركية المتعاقبة الكثير من الوقت والطاقة على الصين وروسيا والأهداف الجيوسياسية الأخرى، مما ترك الأميركيين يعانون من جهل الحكومة وقوتها، وفقاً لصحيفة "باتريوت ليدغر" الأميركية، أن الولايات المتحدة هي أكثر الاقتصادات ذات الدخل المرتفع تفاوتاً في العالم، وعدم المساواة، عند أعلى مستوى منذ 50 عاماً.
من جانب آخر، يُرجح أن يواجه الأميركيون الأفارقة أكثر من البيض للشرطة بمقدار الضعف. وتُظهر بيانات وزارة العدل الأميركية أن الأميركيين الأفارقة أكثر عرضة للسجن بثلاث مرات من الأشخاص البيض. كما أنّ دوامة التضخم التصاعدية الحالية لا يمكن السيطرة عليها تقريباً، وتتسبب في تصاعد شرس لأسعار الطاقة والمواد الغذائية بسرعة مهولة.
هذه مجرد لقطات للعدد الكبير من المشاكل التي تواجهها الولايات المتحدة، التي داومت على عدم إيجاد حلول في بعض الحالات لسنوات. وأميركا اليوم في حالة انقسام عميقة، وتبدد الوقت في الصراعات على الحكم.
ستحدث الفوضى في شيكاغو في 4 تموز/يوليو مرة أخرى، وستزداد سوءاً مرة تلوى أخرى. وبالنسبة للأميركيين، سيقضون حياتهم في الخوف من أن يصابوا بالرصاص الفعلي، والسياسي.