بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي على غزّة، والذي عُرف بعملية "الفجر الصادق" في الكيان المؤقت، صدرت مجموعة من التحليلات العبرية لتتناول أبرز ما جاء في نتائج العمليّة.
ربط المحلّلون الإسرائيليّون بين العدوان وتحسين نتائج الانتخابات المقبلة في الكيان المؤقت، ووجدوا أنه على الأخير إيجاد سبل جديدة لفحص مدى استقرار الجبهة الداخليّة. انتقد محلّلون آخرون حصول العدوان في الوقت الذي يتم فيه تجاهل أزمات المستوطنين، بما في ذلك غلاء المعيشة.
عسكريًّا، أشاد المحلّلون بأداء جيش الاحتلال خلال المعركة، فيما لفت آخرون إلى ارتفاع تكاليف العدوان الحالي مقارنةً مع معركة "سيف القدس". لكن مع ذلك، اعترف المحلّلون بأن الجهاد الإسلامي أثبت بالفعل أن لديه القدرة على التعافي بسرعة، وقد فعل ذلك في العام الماضي بعد عملية "سيف القدس".
فجر يوم سياسي جديد، نحاما دوك، israelhayom، 7 آب 2022:
في نهاية عمليّة "الفجر" سيتعيّن على قادتنا الاجتماع ومحاولة تقييم المسار السياسي مرة أخرى، لإلقاء نظرة على الموقف الحازم لمواطني "إسرائيل"، إذ إن الجبهة الداخليّة تظهر حصانة ممتازة. لكن إذا كنا نتحدّث عن فجر يوم جديد، فقد حان الوقت لدراسة السبل التي من شأنها أن تمنع الفحص المتكرّر لاستقرار الجبهة الداخليّة، وإيجاد سبل العيش هنا بسلام، حتى لو كان ذلك في الوقت الحالي. يبدو بعيدًا ومستحيلًا.
فجر سياسي جديد: من غلاء المعيشة إلى عمق القتال، تسفي زراخيا، calcalist، 7 آب 2022:
لقد أحدثت عملية "الفجر" التي بدأت في نهاية الأسبوع تغييرًا ملحوظًا في نظام الانتخابات، بدلًا من الحديث عن تكلفة المعيشة، يتم توجيه الاهتمام العام والسياسي إلى عمق القتال. رغم وقف إطلاق النار الذي نوقش أمس، إلا أن أجندة نظام انتخابات 2022 أصبحت أمنيّة.
من ناحية أخرى، فإن السيناريو الذي بموجبه سيكون هناك تدهور في القتال، ولا قدّر الله إصابة المدنيين الإسرائيليين، يمكن أن يلحق ضررًا خطيرًا بالصورة السياسيّة للابيد وغانتس، وبالتالي سيؤثر ذلك على العمليّة الانتخابيّة.
العملية في غزة تقترب من نهايتها، وفي اسرائيل نتنقل بين الرضا والمرارة، haaretz، 8 آب 2022:
يبدو أن العمليّة تنتهي بأفضل طريقة لـ "إسرائيل" ولابيد وغانتس، بعدما أثبت الاثنان أنهما قادران على إدارة أزمة أمنية بحذر، ولم يعطيا ناخبي اليمين الناعم أي سبب للخوف من حكومة يقودانها.
حتى النجاحات تحتاج إلى التحقيق، رون بن يشاي، ynet، 8 آب 2022:
القيادة السياسيّة لم تتجاذب أطراف الحديث، والجيش جهّز المفاجآت وأبقوها سريّة، لكن الجهاد الإسلامي لم يهزم بعد، وعمليّة "الفجر" لم تكن ممارسة للحرب القادمة. حقّق الجيش الإسرائيلي تقدمًا مثيرًا للإعجاب في الحفاظ على شرعيّة الهجوم في قطاع غزة وتنفيذ الضربات النارية.
لم يكن أمام زعيم الجهاد في طهران، زياد النخالة، وكبار قادة التنظيم في قطاع غزة ودمشق، سوى قبول نسخة إعلان وقف إطلاق النار التي قدمها لهم الوسطاء المصريون، على الرغم من ذلك. لم يرد فيها أيّة تنازلات إسرائيلية. في الواقع، كان هذا استسلامًا غير مشروط للجهاد، والذي كانت حماس وسكان قطاع غزة هم المستفيدون الرئيسون منه.
عملية "الفجر" استنفدت نفسها، يوني بن مناحيم، zman، 8 آب 2022.
كانت حركة الجهاد الإسلامي تبحث عن إنجازات في الصراع العسكري مع "إسرائيل" عندما بدأت بإطلاق مئات الصواريخ على "إسرائيل" ردًا على اغتيالات كبار العناصر من ذراعها العسكري. ثم اكتفت حركة الجهاد الإسلامي بالرسالة التي أرسلتها مصر رغم معرفتها أنها ليس لها قيمة حقيقية، لكنهم وجدوا فيها سلمًا للنزول من الشجرة التي صعدوا إليها.
إن استمرار سحق القوة العسكريّة للجهاد الإسلامي أمر مهم، لكن الجهاد الإسلامي أثبت بالفعل أن لديه القدرة على التعافي بسرعة. لقد فعل ذلك في العام الماضي بعد عملية "حارس الأسوار"، وله ظهر قوي وهو إيران التي تسانده بالمال والسلاح.
أيضا بسبب ارتفاع الأسعار: يوم قتال في عملية الفجر كلف أكثر من حارس الأسوار، ynet، 8 آب 2022:
في عمليّة "حارس الأسوار"، قُدّر يوم قتال جيش الدفاع الإسرائيلي بحوالي 120 مليون شيكل. ومع ذلك، بسبب الإجراءات الحديثة والمكلفة المستخدمة في عملية "الفجر"، تم تجنيد عدة آلاف من جنود الاحتياط (هناك تصريح بتوقيع وزير الدفاع بيني غانتس لتجنيد 25000 جندي). بالإضافة إلى تضخم يقارب 5٪ منذ عملية "حارس الأسوار"، فإن التكلفة التقديرية لقتال يوم واحد لوحدات الجيش الإسرائيلي والقوات الجوية تصل الآن إلى ما يقرب من 160-150 شيكل.
يتّضح أنه ما دامت عملية عسكرية محدودة زمنيًّا ولا تصل تكلفتها إلى مليارات الشيكلات، فلا بد أن يتحمل الجهاز الأمني نفقات العملية. كان هناك مجال لتحويل الميزانيات الخاصة إلى جيش الدفاع الإسرائيلي فقط، إذا زادت النفقات بشكل كبير، ولهذا الغرض هناك احتياطي للميزانية في ميزانية الدولة.
