• اخر تحديث : 2024-05-02 20:55
news-details
مقالات عربية

السيد رئيسي وضع النقاط على حروف الحضارة العالمية الجديدة


يحط السيد رئيسي، رئيس جمهورية إيران الإسلامية، في نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية لإلقاء كلمة رئيس دولة عضوا في الأمم المتحدة في دورة الجمعية العامة السنوية، حيث يتحدث رؤساء من كل دول العالم.

السيد رئيسي لا يلقي كلمة الجمهورية الإسلامية فحسب إنما يقدم جردة حساب بقائمة حقوق الأمة الإسلامية والشعوب المستضعفة في العالم. من فلسطين إلى اليمن واميركا اللاتينية وصولا طبعا إلى سوريا والعراق وشعوب الخليج. هذه الشعوب التي تماهت مع صبر وصمود الجمهورية، تجد الآن من يتحدث باسمها ويطالب بحقوقها التي ازهقها واستباحها التوحش الغربي الأمريكي.

صمود وصبر وحكمة القيادة والشعب في إيران منح السيد رئيسي قوة الكلمة الصادحة بالحق والقوة.

في المجال الأول، حق الجمهورية بحماية انجازاتها على الصعيد النووي وضرورة ان تلتزم الوكالة الدولية للطاقة الذرية الحياد والعدالة بالدول الموقعة على قوانين وأنظمة الوكالة وتلتزم بالمعايير المتوازنة. بمعنى ان هناك دولا مارقة ومحتلة تمتلك مئات القنابل والرؤوس النووية والوكالة لا تنبس ببنت شفة حول انشطتها المدمرة للبشرية والسلام والامن العالميين، كالولايات المتحدة واداتها في منطقة غرب اسيا الكيان الغاصب.

ثانيا، على الولايات المتحدة والغرب ان يقلع عن انتهاك سيادة الدول من خلال الاحتلال العسكري او الحصار الاقتصادي او دعم الإرهاب العالمي كـ "داعش" او غيرها، أو الوجود الأميركي في العراق وسوريا واشعال الفتن وتمويل وتسليح الدول التي تعتدي وتعيش فسادا، كما العدوان على اليمن وعلى الشعب الفلسطيني، أو كما يحاول الغرب واميركا إشعال الفتن في العراق ولبنان وليبيا والسودان وغيرها.

يذهب السيد رئيسي إلى الأمم المتحدة ليقول لأميركا والدول الاوروبية، توقفوا عن اللجوء إلى حصار الدول وقطع لقمة العيش عن المستضعفين. ها قد جربتم معنا وفشلت فشلا ذريعا. تفاوضوننا على حقوقنا وأنتم تفيدونا ان نذعن!! وهذا لن يحصل. نريد ضمانات.

نريد العدالة لنا ولشعوب المنطقة، ولن نرضخ لا للتهديد ولا الوعيد. ولن نتوقف عن مساندة أصحاب الحق، لأن العدالة بالنسبة للجمهورية لا تتجرأ. في فلسطين، كما في اليمن ولبنان وسوريا والعراق والخليج...

ان رفع العقوبات عن الجمهورية الإسلامية وغيرها من دول المنطقة والعالم هو امر جوهري لعلاقات دولية تقوم على احترام خيارات الدول والشعوب لأن الاحادية القطبية قد دمرت الثقة بين الشرق والغرب الأمريكي الهوى والطاعة والثقافة.

يتألق السيد رئيسي بما حققته الجمهورية من إنجازات رغم الحصار الأمريكي والغربي وعدم تنفيذ بنود الاتفاق النووي لناحية الاقتصاد والمال، مع ان الجمهورية التزمت بكافة بنوده، الا بعد أن خرجت أميركا من الاتفاق مع ترامب، وعدم تطبيق الاوروبيين للبنود المالية خاصة الإفراج عن الأموال المجمدة، أو حتى إيجاد آلية للتبادلات المالية.

الآن تغير العالم. السيد رئيسي يذهب ويرافقه الوفد الايراني للمفاوضات النووية بشخص رئيسه باقري كني.

كما يحمل معه رمزية وعضوية منظمة شنغهاي، خاصة بعد مؤتمر سمرقند. هذه المنظمة التي ترعب الغرب واميركا. ما يقوله قادة هذه المنظمة، خاصة الروسي والصيني وطبعا الايراني، تجعل الغرب يتزعزع ويتيقن ان عالما متعدد الاقطاب قد حصل، ولم يعد تنظيرا ميتافيزيقيا. هذه الدول توافقت على التعامل بعملاتها الوطنية، لم يعد للدولار الأمريكي تلك المكانة المهيمنة. إيران لديها من الثروات ما يجعل أمريكا والدول الغربية تجثو على ركابها من أجل اتفاق ما بالنسبة للطاقة، خاصة بعد النار التي اشعلوها في اوكرانيا لتقطيع أوصال روسيا وفشلوا.

السيد رئيسي وضع النقاط على حروف الحضارة العالمية الجديدة، وإيران أكبر شريك في هذه الحضارة الشعبية المتقدمة. شراكة إيران لما تملكه من تاريخ عقلي وديني تقدمي. لا العقل والدين الموغلين في الارهاب، حيث أميركا والغرب. يطرحون السلام ويمعنون في التدمير والعدوان.  السيد رئيسي يرفع صورة شهيد محور المقاومة الحاج، الفريق قاسم سليماني، قائد فيالق التحرر في المنطقة والعالم. كيف لأمريكا ان تدعي زورا انها تحتل وتغزو من أجل السلام وهي تقتل قائد حارب الإرهاب الذي نظمه وغذاه ودعمه الأمريكي؟؟ على أميركا ان تحاكم المجرمين الذين قاموا بهذه الجريمة النكراء.

وجود إيران في منظمة شنغهاي وفي المنظمة الدولية ضمانة عالمية لحرية الشعوب المستضعفة وصوت يهتك مخططات العدو التاريخي للشعوب: الولايات المتحدة الأمريكية والغرب والأدوات في العالم.

دماء الشهداء حفظت قيم الثورة وأركان الدولة، الشهيد سليماني ومحسن فخري زادة وملايين من الشهداء والصديقين شكلوا مرحلة جديدة من التاريخ البشري، دوى صداه في اروقة الأمم المتحدة والعالم. انه فجر عالمي يبلغ.

اخيرا، إذا كان حزب الله ومقاومته الغراء في بلد صغير، لبنان، قد قتل حلم الكيان في "إسرائيل الكبرى" او العظمى! ويشكل خطرا وجوديا على هذا الكيان الغاصب، فإن الجمهورية الإسلامية بصبرها وصمودها، قد قضت على الاحادية القطبية إلى الأبد.