قال ما يقرب من 40 عضوًا في الكونغرس إنهم "لن يترددوا" في إنهاء "مشاركة الولايات المتحدة في أي ضربات جوية جديدة أو أي عمل عسكري آخر داخل اليمن".
بعثت مجموعة من 38 عضوا في الكونغرس الأميركي بقيادة عضو الكونجرس ديبي دينجيل وعضو الكونغرس مارك بوكان رسالة إلى إدارة بايدن تحث واشنطن على الضغط على السعودية وحلفائها لرفع الحصار عن اليمن، إذ انتهت الهدنة التي تم التفاوض عليها وأدت إلى مخاوف من عودة القتال في السنوات الماضية.
وقد تم إرسال الرسالة في 30 أيلول /سبتمبر أي قبل أيام من انتهاء وقف إطلاق النار المدعوم من الأمم المتحدة من دون تمديد. وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن، هانز جروندبرج إن الجهود المبذولة لتمديد وتوسيع وقف إطلاق النار لستة أشهر أخرى لم تكن ناجحة قبل الموعد النهائي يوم الأحد.
وقد نصت رسالة الكونغرس على أن "التقدم نحو اتفاقية هدنة موسعة أمر ملح بشكل متزايد"، ومع ذلك، كان تركيزها النهائي على إنهاء الحصار الذي تفرضه السعودية حليفة الولايات المتحدة. وكتب المشرعون: "نطلب بكل احترام أن تستخدم النفوذ الأميركي والعلاقات مع السعودية والإمارات والمجلس التشريعي اليمني لرفع الحصار بالكامل"، مضيفين أنهم يريدون من الولايات المتحدة المساعدة "في الحفاظ على الوحدة التي ستدعم بشكل أفضل الجهود نحو توسيع الهدنة، وفي النهاية إنهاء الحرب التي تقودها السعودية في اليمن ".
بعد تجديد الهدنة مرتين، انتهى الاتفاق يوم الأحد من دون أن تتمكن الأطراف المتحاربة من الموافقة على شروط وقف إطلاق النار الموسع. ودعا المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ يوم الأربعاء جماعة الحوثي إلى إبداء مزيد من المرونة بشأن الهدنة التي اقترحتها الأمم المتحدة، قائلاً إن الجماعة "فرضت مطالب قصوى ومستحيلة" على آلية مقترحة لدفع أجور القطاع العام.
قد يرقى الحصار إلى حد التعذيب
منذ العام 2015، فرضت السعودية وحلفاؤها حصارًا على اليمن، ومنعوا السفن والطائرات من دخول البلاد ومغادرتها. وذكرت تقارير عديدة بما في ذلك تقارير البنك الدولي أن الحصار ساهم في ارتفاع أسعار المواد الغذائية وعرقل الوصول إلى مياه الشرب النظيفة، والمساعدات الإنسانية، والخدمات الطبية المنقذة للحياة. وقد ساعدت الهدنة في التخفيف من بعض آثار الحصار، حيث سمح التحالف الذي تقوده السعودية بدخول ما يقرب من مليون طن متري من الوقود في الأشهر الأربعة والنصف الأولى وفقًا لجروندبرج. لكن أعضاء الكونجرس قالوا إن الجهود لم ترق إلى مستوى الرفع الكامل للحصار، ومع انتهاء وقف إطلاق النار، فإن أي تقدم معرض لخطر التراجع.
وقال المشرعون في رسالتهم: "هذه الخطوات المبكرة للتخفيف من أسوأ تجاوزات حصار التحالف الذي تقوده السعودية لا تزال غير كافية على الإطلاق في مواجهة أسوأ أزمة إنسانية في العالم". كما وجد تقرير نشرته المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب الشهر الماضي أن الحصار الذي فرضه التحالف الذي تقوده السعودية "يمكن اعتباره تعذيباً" لما تسببه من خسائر إنسانية في اليمن.
وقالت ورئيسة المؤسسة اليمنية للإغاثة وإعادة الإعمار عائشة جمعان في بيان أرسل إلى موقع "ميدل إيست آي": "الحصار السعودي هو المساهم الرئيس في انتشار المجاعة والأمراض ويعتبر جريمة حرب، ولا يجوز أن يكون الشعب اليمني رهينة مفاوضات السلام أو الهدنة، ويجب رفع الحصار دون قيد أو شرط".
التذرع بقرار قوى الحرب
قدم الكونغرس تشريعات عديدة تهدف إلى إنهاء الدعم الأميركي لحرب التحالف الذي تقوده السعودية ضد اليمن. وجاء أحدثها في حزيران\يونيو عندما قدم تحالف المشرعين من أعضاء الكونغرس من الحزبين قرارًا جديدًا لقوى حرب اليمن، ومن شأنه أن يضع حداً لكل الدعم المتبقي للحرب ويعزز تعهد الرئيس الأميركي جو بايدن العام الماضي بإنهاء المساعدة.
القرار، الذي تم تقديمه في مجلس النواب مصحوبًا بمشروع قانون مصاحب في مجلس الشيوخ، سينهي المشاركة العسكرية الأميركية في الضربات الجوية التي يشنها التحالف الذي تقوده السعودية، بما في ذلك إنهاء تبادل المعلومات الاستخباراتية والدعم اللوجستي مثل الصيانة وتوفير قطع الغيار.
إن مشاريع القوانين موجودة حاليًا في كل من مجلسي النواب والشيوخ، وفي انتظار التصويت عليها. وكان بايدن بعد أسابيع من توليه منصبه في العام 2021 قد أعلن أن واشنطن ستنهي دعمها للعمليات الهجومية في الحرب التي تقودها السعودية ضد اليمن، مما يمثل تحولًا كبيرًا في السياسة الخارجية عن إدارة ترامب.
تم استقبال الإعلان في البداية بشكل إيجابي من قبل التقدميين ودعاة السلام. ومع ذلك، سرعان ما ظهرت أسئلة حول ماهية "الدعم الهجومي"، وماذا سيحدث للجوانب الرئيسة لعمليات الضربات الجوية للتحالف، مثل صيانة الطائرات، التي قدمتها الولايات المتحدة. وانتقد المشرّعان الديمقراطيان ديفازيو ورو خانا، اللذان وقعا رسالة أيلول/ 30 سبتمبر لغة الإدارة الغامضة في مقابلة مع موقع "ميدل إيست آي" في كانون الثاني /يناير.
طلب المشرعون في رسالتهم إلى الإدارة من بايدن تهديد التحالف الذي تقوده السعودية بأنه "لن يتردد" في إنهاء "المشاركة الأميركية في أي غارات جوية متجددة أو أي عمل عسكري آخر داخل اليمن". وقال المدير التنفيذي لمجموعة جاست فورين بوليسي إريك سبيرلنغ في بيان أرسل إلى MEE.: "تُظهر هذه الرسالة المهمة أن أعضاء الكونغرس يقفون بحزم ضد استخدام العقاب الجماعي لعشرات الملايين من اليمنيين كورقة مساومة في المفاوضات".