• اخر تحديث : 2024-05-02 20:55
news-details
مقالات عربية

معطيات حول فرضية الغزو الإماراتي-السعودي لقطر بين التأثر بإسرائيل والرد الروسي وموقف البنتاغون


عنوان مقال كتبه حسين مجدوبي الذي أشار إلى أن "القدس العربي" حصلت من مصادر أوروبية رفيعة على معطيات دقيقة حول فرضية الغزو الإماراتي-السعودي لقطر، وفيه:    
يجري الحديث منذ أكثر من 3 سنوات على قرار اتخذته دول الخليج بزعامة العربية السعودية بغزو قطر. ويجري تأويل وشرح فشل هذا المخطط بسبب معارضة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسبب خرق المغامرة العسكرية للنظام العالمي الجديد، في حين يتم تهميش عوامل أخرى كانت هي الحاسمة.
صاحب مقترح الغزو هو الأمير محمد بن سلمان الذي يتحكم في وزارة الدفاع بشكل مطلق مستغلا مرض أبيه، لأن الملك مازال من الجيل القديم الذي يحاول الحفاظ على بعض الأعراف الدبلوماسية ويدرك ما وقع للعراق بعد مغامرة غزو الكويت.
وآخر منبر إعلامي دولي تناول هذا الموضوع هي مجلة "فورين بوليسي" الاميركية بداية شهر أغسطس/آب الماضي، عندما تناولت المحادثة التي جرت بين ترامب والملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، وتبقى الرواية غير كاملة. 
وحصلت "القدس العربي" من مصادر أوروبية رفيعة على معطيات دقيقة حول الموضوع تشير إلى ما يلي:
في المقام الأول، صاحب مقترح الغزو هو الأمير محمد بن سلمان الذي يتحكم في وزارة الدفاع بشكل مطلق مستغلا مرض أبيه، لأن الملك مازال من الجيل القديم الذي يحاول الحفاظ على بعض الأعراف الدبلوماسية ويدرك ما وقع للعراق بعد مغامرة غزو الكويت. وأظهر هذا التوجه في كبح جماح ابنه في توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل، حيث أخذ الديوان الملكي هذا الملف من يد ولي العهد حتى لا يسير في نهج الإمارات العربية.
في المقام الثاني، وإن وافق الرئيس ترامب على غزو قطر، كان الجيش الأمريكي سيعارض بشدة وسيتخذ قرارات مضادة تصل إلى وقف الزحف العسكري السعودي-الإماراتي ومواجهته عسكريا. ويسود لدى بعض المحللين فكرة الحرية المطلقة في اتخاذ القرار العسكري لدى ترامب، لكن الواقع شيء آخر. عندما أمر الرئيس بإنزال الجيش خلال مايو الماضي في أعقاب الاضطرابات الخطيرة التي شهدتها البلاد نتيجة مقتل جورج فلويد قال البنتاغون على لسان وزير الدفاع مايك إسبر بأن الجيش لن ينزل إلى الشارع، واتخذ رئيس الأركان العسكرية مارك ألكسندر ميلي موقفا تاريخيا عندما تحدى الرئيس وأرسل برقية إلى جميع قادة الجيش في مختلف الولايات المتحدة يطلب منهم عدم تحريك الجيش ولو صدر الأمر عن الرئيس ترامب نفسه. إذ يرى الجيش الأمريكي غزو قطر إذلالا للبنتاغون ولهيبة تواجده في دولة تستضيف قواته في قاعدة تعد استراتيجية نحو الشرق الأوسط وآسيا.
في المقام الثالث، وفي ارتباط بالنقطة السابقة، يقول مصدر عسكري أمريكي سابق لجريدة “القدس العربي "لقد دفع البنتاغون بجزء كبير من قواته في أكبر عملية عسكرية بعد الحرب العالمية الثانية لمواجهة الغزو العسكري العراقي للكويت سنة 1990، ولن يسمح بتكرار حادث مماثل آخر وفي بلد يحتضن قاعدة عسكرية أمريكية وفي المنطقة نفسها، هذا مستحيل الوقوع، سكت البنتاغون بمثابة إطلاق النار على نفسه".
في المقام الرابع، تعد قطر دولة رئيسية في قطاع الغاز، ولن تسمح دولة كبرى مثل روسيا بل وحتى الصين باستحواذ السعودية على مصادر الطاقة في قطر، لأن وقتها ستتحكم في الغاز والبترول، مما سيضر بمصالح الصين وأساسا موسكو. 
وعليه، فكل مغامرة عسكرية، وفق مصدر أوروبي، كان سيعني ردًا روسيًا غير مرتقب. ويضيف المصدر الأوروبي "حذّرنا السعوديين من أنهم قد يتعرضون لرد روسي غير منتظر وعنيف لأن الغاز بالنسبة لروسيا سلاح استراتيجي أكثر من البترول ولن تترك السعودية تتحكم فيه مثلما فعلت مع النفط، وسعت موسكو إلى تشكيل أنبوب خاص بالغاز منذ سنوات كسح ولم توفق حتى الآن".
لقد تحكمت ثلاث عوامل في تفكير ولي العهد السعودي محمد بن سلمان رفقة ولي عهد الإمارات محمد بن زايد في هذه المغامرة وهو الاعتقاد بأن السعودية مثل إسرائيل لدى الإدارة الأمريكية تمتلك الضوء الأخضر للقيام بما ترغب فيه، ثم ستقع أزمة ولكن يتم تجاوزها واحتواءها لاحقا اعتقادا بمركزية الرياض في العلاقات الدولية. ثم تأثر ولي الرياض وأبو ظبي بقرار روسيا إلحاق شبه جزيرة القرم بسيادتها ضدا في أوكرانيا، علما أن الأمر يختلف في هذه الحالة بحكم أن ملف شبه جزيرة القرم هو من مخلفات تفكك الاتحاد السوفياتي وكان في السابق ضمن أراضي روسيا منذ سنة 1774 قبل إقامة الاتحاد السوفياتي.
في غضون ذلك، تستبعد المصادر الأوروبية غزوا حقيقيا لقطر بقدر ما كان هدف الغزو العسكري المحدود هو خلق حالة من الفوضى وسط المؤسسات القطرية لتغيير السلطات الحالية بسلطات بديلة تكون موالية للرياض، ولهذا كان الترويج لبعض أفراد الأسرة الحاكمة من فروع بعيدة عند بدء حصار قطر.