على مدار السنوات القليلة الماضية، نجحت الأحزاب اليمينية المتطرفة في أكثر من بلد أوروبي في الوصول إلى السلطة، وذلك على نحو ما حدث مؤخرا في إيطاليا مع فوز اليمينية، جورجيا ميلوني، التي أصبحت أول امرأة تتولى منصب رئاسة الحكومة في إيطاليا منذ الحرب العالمية الثانية، وقد كانت ميلوني عضوة بارزة في "الحركة الاجتماعية الإيطالية" (MSI) التي تمثل الفاشية الجديدة في إيطاليا، وكانت تسمى من قبل الحركة الاشتراكية الإيطالية، التي أسسها بينيتو موسوليني أوائل القرن الماضي. في منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، فاز "النازيون الجدد" في الانتخابات التشريعية بالسويد، وذلك بعد أن حصل تحالف اليمين المتطرف على 176 مقعدا من أصل 349، وذلك بفضل تقدم حزب "ديموقراطي السويد" اليميني. وهو حزب وُلد من رحم الحركة النازية الجديدة في ثمانينيات القرن الماضي. وبعد أن ظل لفترة طويلة حزبا هامشيا منبوذا، دخل البرلمان بعد فوزه بنسبة 5.7% من الأصوات عام 2010، ثم ارتفعت النسبة إلى 17.5% عام 2018 قبل أن يتجاوزها هذه المرة.
خلال الانتخابات الرئاسية الفرنسية الأخيرة، حلت اليمينية المتطرفة مارين لوبان زعيمة حزب "الجبهة الوطنية" اليميني المتطرف في المركز الثاني، وذلك بعد أن دخلت جولة الإعادة مع الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون، في سابقة هي الأولى من نوعها منذ قيام الثورة الفرنسية قبل أكثر من قرنين.
ومن المتوقع أن تتسع مساحة الموجة اليمينية المتطرفة لتشمل دولا أوروبية أخرى خلال الأعوام المقبلة. وبذلك سنكون إزاء دورة تاريخية جديدة تحدث كل قرن تنزوي فيها القيم الليبرالية لصالح قيم الشعبوية الشوفينية، التي تقوم على إقصاء الآخر وترفض التعددية الثقافية والدينية والأيديولوجية كما كانت الحال بعد الحرب العالمية الأولى.
يتزامن ذلك كله مع الحرب التي تدور رحاها حاليا بين روسيا وأوكرانيا، ومن خلفها أوروبا وأميركا التي تزيد من وتيرة التوتر والانقسام داخل المجتمعات والنخب الأوروبية والمتوقع أن تزداد كلما زادت وتيرة الحرب التي لا يبدو أنها سوف تتوقف قريبا.
ولكن ما لا شك فيه هو أن ثمة تشققات وانكسارات حقيقية تواجه النموذج الليبرالي الغربي، خاصة بعدما تحول من نموذج يهدف لتحقيق الحرية والمساواة والعدالة إلى أداة لتكريس سيطرة فئات قليلة على السلطة والثروة على حساب بقية فئات المجتمع. فالتصويت لليمين المتطرف ليس بالضرورة تصويتا عن قناعة بشعارات هذا اليمين، بقدر ما أنه تصويت احتجاجي على السياسات النيوليبرالية التي اتبعتها النخب الحاكمة طيلة العقود الثلاثة الماضية، والتي نجم عنها تراجع في الطبقة الوسطى التي تمثل حجر الأساس في النموذج الليبرالي. ومن المفارقات اللافتة أن أزمة الليبرالية الغربية تتواكب مع أزمة أخرى تواجه تيارات وقوى اليسار، خاصة في أوروبا. وكأننا إزاء حالة إفلاس فكري وسياسي للتيارين اللذين تبادلا مقاعد السلطة والنفوذ في الغرب على مدى العقود الثلاثة الماضية، وهو ما يجعل مستقبل أوروبا مفتوحا على سيناريوهات مخيفة.
ما حصل في المانيا مؤخرا يجعلنا نعيد طرح السؤال هل نحن امام موجة يمينية متطرفة جديدة مشابهة لما حصل في بعض دول أوروبا، اما ان ما يحصل في المانيا هو أعمق من ذلك واشدّ خطورة؟
1. حيثيات عملية "الانقلاب" على الحكومة الألمانية
ألقت الشرطة الألمانية القبض على خلية إرهابية مشتبه بها متهمة بالتخطيط لانقلاب يميني متطرف للإطاحة بالحكومة وقتل السياسيين وإقامة نظام عسكري. وقد اشار ممثلو الادعاء الى أنّ 25 شخصًا اعتقلوا، بينهم نائب سابق في البرلمان وأمير صغير، في مداهمات في الصباح الباكر يوم الأربعاء في ألمانيا وإيطاليا والنمسا. وكشفوا عن تفاصيل غير عادية لمؤامرة قيل إنها تنطوي على تدريب على الأسلحة والتخطيط لحكومة مؤقتة ومحاولات لكسب الدعم في روسيا.
ويُزعم أن بعض المشتبه بهم خططوا لاقتحام البرلمان الألماني بجماعة مسلحة صغيرة. وقالت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيسر إن "التحقيقات تعطينا لمحة عن حقيقة التهديد الإرهابي. مما نعرفه حتى الآن، فإن الجماعة الإرهابية المشتبه بها التي تم الكشف عنها اليوم مدفوعة بأوهام الانقلاب العنيف ونظريات المؤامرة."
تم تفتيش عشرات الممتلكات فيما وصف بأنه أكبر غارة لمكافحة الإرهاب في تاريخ ألمانيا، شارك فيها أكثر من 3000 ضابط شرطة. ويُزعم أن المجموعة ضمت جنودًا سابقين وبذلت جهودًا خاصة لتجنيد عناصر من الشرطة والجيش يؤمنون بالأفكار اليمينية المتطرفة.
ترددّ في الأوساط السياسية الألمانية أنّ عملية الانقلاب هي مستوحاة من أيديولوجية Reichsbuerger (مواطني الرايخ) ، وهي حركة ترفض شرعية الدولة الألمانية بعد عام 1945. وقال ممثلو الادعاء إن المتآمرين تأثروا أيضا بنظريات مؤامرة " QAnon " ويعتقدون أن ألمانيا تديرها "دولة عميقة".
كان أحد زعماء العصابة المزعومين هو الأمير هاينريش الثالث عشر، وهو سليل نبلاء ألمان يقال إنه أجرى اتصالات مع روسيا. وقال ممثلو الادعاء إن وسيطًا مزعومًا، وهي امرأة روسية تُدعى فيتاليا، قُبض عليها أيضًا. لكنّ تأكد فيما بعد أنه لا يوجد دليل على استجابة الروس لهاينريش بشكل إيجابي. يُزعم أن هاينريش قاد اجتماعات سرية للمجلس الحاكم للجماعة حيث تم وضع خطط مفصلة لنظام عسكري. وقال ممثلو الادعاء الفيدراليون إنها قلدت حكومة حقيقية من خلال تعيين أشخاص في حقائب العدل والصحة والشؤون الخارجية. وقالت وسائل إعلام ألمانية إن مشتبهًا آخر يدعى بيرجيت إم دبليو هو بيرجيت مالساك وينكمان، وهو النائب السابق عن حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف، قد تم القبض عليه واتهامه بالمشاركة في عملية الانقلاب.
أشار ممثلو الادعاء الى أنّ الذراع شبه العسكرية للجماعة ذهبت إلى حد حيازة الأسلحة وممارسة الرماية والاستعداد لتشكيل ميليشيات. وفي بيان رسمي ذكر أنّ "أعضاء المنظمة يعرفون أن نواياهم لا يمكن تنفيذها إلا باستخدام الوسائل العسكرية والعنف ضد المسؤولين الحكوميين". التنظيم يعرف أن الناس سيقتلون، لكنه يقبل ذلك لأنه يعتبره خطوة ضرورية لتغيير النظام على جميع المستويات".
في المجموع، تم اعتقال 22 من الأعضاء المشتبه بهم وثلاثة من المؤيدين لجماعة إرهابية يمينية متطرفة في مداهمات في 11 ولاية. كما داهمت القوات الأمنية أكثر من 100 عقار في أنحاء البلاد. وذكرت التقارير أن العملية بدأت في السادسة صباحًا في منزل في منطقة وانسي السكنية في برلين. بعد دقائق، تم اقتحام نزل صيد في الشرق. وذكرت صحيفة دير شبيغل، أنه تم تفتيش ثكنات وحدة من القوات الخاصة.
يُزعم أن الخلية كانت تضع خططًا "بكثافة متزايدة" منذ نوفمبر / تشرين الثاني على الأقل من العام الماضي. ويشار الى أنّ حركة Reichsbuerger تعتقد أن الإمبراطورية الألمانية قبل الحرب لم يتم حلها بشكل صحيح أبدًا وأن ألمانيا لا تزال تنتظر التحرر من الحلفاء في زمن الحرب. وتقول وكالة الاستخبارات المحلية الألمانية إن مشهد Reichsbuerger يتداخل مع هامش النازيين الجدد ويتضمن عناصر معادية للسامية.
مؤامرة الانقلاب المزعومة "تظهر التهديد الحقيقي للديمقراطية في ألمانيا - الجماعات اليمينية المتطرفة وReichsbuerger الذين يحلمون بانقلاب"، كما قالت نائبة عن حزب الخضر، سابين جروتزماخر.
2. الدلالات:
- استخدام مصطلح "انقلاب لتغيير الحكم"، هو وصف استخدمته الحكومة الألمانية (وزارة الداخلية) وهو توصيف لا يرتقي لوزن المانيا اليوم في 2022، كدولة فاعلة في الاتحاد الأوروبي او في حلف الناتو.
- يعتبر بعض المتابعين انه لم يكن انقلابا بالرغم من أنّ التنظيم المتهم بهذه العملية وهو تنظيم الرايخ، وهو يتميز عن بقية التنظيمات والحركات اليمينية المتطرفة بأنه، لديه جناح عسكري، وهو حاصل على الخبرات والتدريب والتنظيم، وهذا ما يشكّل خطورة كبيرة، لكن يبدو أنها "عملية إرهابية: بامتياز، كانت تخطط لاجتياح البرلمان لما يمثله من رمزية.
- هذا التنظيم لا يعترف بشرعية الحكومة ولا يعترف بالدستور ولا بالقانون الأساسي الألماني الذي يعتبرون انه كتب على يد الولايات المتحدة الامريكية والحلفاء، لذلك هم يرفضون الحكومة ويريدون العودة الى الإمبراطورية الألمانية لسنة (1871).
- هي عملية إرهابية كانت تستهدف البرلمان وربما اغتيال بعض الشخصيات السياسية، وهي قبل شهور كانت تخطط لاغتيال وزير الصحة، وهي عملية كانت نافذة للوصول الى مداهمة اشترك فيها 3000 شرطي وتم من خلالها اعتقال 25 شخص.
- قد يكون رفض استخدام الحكومة الألمانية لمصطلح "العملية الإرهابية" بدل "الانقلاب"، الهدف منه هو الاستثمار الإعلامي لتعزيز مكانة الحكومة لأنها تعاني كثيرا من الانتقادات الداخلية بسبب فشلها في العديد من الملفات: خاصة فيما يتعلق بإمدادات الأسلحة الى أوكرانيا، وملف الطاقة وارتفاع أسعار الغاز، وكذلك لدورها المتراجع كمؤثر في الاتحاد الأوروبي، وفي الناتو، إضافة الى انتشار وتواجد القواعد العسكرية الامريكية المفروضة على المانيا.
- يعتبر تنظيم الرايخ ان المانيا لا تزال الى حد الان تحت الوصاية الامريكية-الأطلسية.
- الحكومة تحاول الاستثمار في هذه القضية من خلال ربطها بروسيا في الوقت الذي ليس بوارد الان ان تنتهك روسيا أي قواعد دبلوماسية.
- هذه الحكومة هي واحدة من أضعف الحكومات في تاريخ المانيا، كونها حكومة ائتلافية، هناك تناقضات بين مختلف مكوناتها، خاصة بين "الخضر" (المسيطر على وزارة الخارجية) والمستشارية، لذلك نلاحظ ان هنالك اعتراضات داخلية، وصراعات سياسية كبيرة تواجهها الحكومة.
- فيما يتعلق بمدى انكشاف هذا التنظيم في المانيا: لابد من الإشارة الى انه في المانيا هناك "اليمين المتطرف" و"اليمين القومي"، لكنهما في كل الأحوال يعتبران من الجماعات المتطرفة وان اختلفت الأساليب، حيث يخرج من رحم الحركات اليمينية القومية توجهات متطرفة خطيرة ضد بقية المكونات في المجتمع الألماني.
- هذا التنظيم يعتبر الأكثر خطورة لأنه مسلّح من جهة، ولأنه نجح في اختراق مؤسسات الامن والدفاع، ولديه مصادر كثيرة للحصول على الذخيرة من الداخل (المخازن التابعة لوزارة الدفاع ووزارة الداخلية).
- الاستخبارات الألمانية لم تتابع هذا التنظيم الا بعد 2016، ولم تكتشف الحكومة خطورته الا في 2020-2021 مع ازمة كورونا والتحركات التي قادها هذا التنظيم ضد سياسات الاغلاق.
- من الضروري هنا طرح سؤال حول مدى تورط الاستخبارات الألمانية بالدرجة الأولى وغيرها (أمريكية وبريطانية) في افساح المجال لهذا التنظيم للتنامي والتغلغل داخل مفاصل المؤسسات خاصة الأمنية والدفاعية. مما يجعلنا امام شكل من اشكال التهاون وربما التواطؤ اعتبارا لما كان يطرح دائما من ارتباط بين الحركات اليمينية المتطرفة في أوروبا بشكل عام والاستخبارات الامريكية والبريطانية التي تعتبر في نظر البعض الراعي الأساسي لهذه الحركات والداعم لها.
- في ظل ما تعيشه أوروبا وتحديدا المانيا حاليا من مخاض صعب في خياراتها وسياساتها وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية عليها من الممكن ان تكون هذه العملية الانقلابية جزء من خطة متكاملة تقودها أطراف اطلسية (أمريكية بريطانية تحديدا) هدفها اضعاف الحكومة الألمانية وربما الى ما هو ابعد من ذلك، اسقاط المانيا واخضاعها تماما للهيمنة الامريكية، فلتبقى المانيا الدولة الراعية لتنوع أوروبي موجود، لكن الأهم ان تكون دولة ضعيفة وان يدمر اقتصادها وامنها من اجل مصالح سياسية واستراتيجية أمريكية وبريطانية.
- تنظيم الرايخ اليميني المتطرف لديه خلايا داخل المؤسسات الأمنية والدفاعية وحتى داخل الناتو لديه كتائب، وقد تمّ منذ حوالي ثلاثة شهور فكّ هذه الكتائب المرتبطة باليمين المتطرف وهي قوات النخبة في داخل الجيش الألماني، إضافة الى الاستخبارات، وهذا يعتبر فضيحة بامتياز لألمانيا وكذلك للناتو.
- عودة اليمين المتطرف الى السياسة الإقليمية الألمانية، وبالتأكيد هذا ساعد ويساعد في انتشار هذه التنظيمات وخروجها الى العلن ربما في محاولات أخرى لنشر الفوضى واسقاط مؤسسات الدولة الفيديرالية.
3. التداعيات
- تنامي خارطة انتشار النازيين الجدد في المانيا كما في بقية دول أوروبا مما يشكّل خطورة اليوم ليس فقط على المانيا، بل على كل دول أوروبا وشعوبها. أثار غزو القوات الروسية لأوكرانيا القلق والارتباك في صفوف اليمين المتطرف والنازيين الجدد في ألمانيا، بين ما ينبغي عليهم من دعم الرئيس الروسي، أو تأييد القوميين من اليمين المتطرف الذين يقاتلون في الجانب الأوكراني. ويُعتبر النازيون الجدد في أوكرانيا نسخة مكررة لأولئك في أوروبا وأميركا ودول غربية أخرى، الذين يأخذون أشكالاً مختلفة في طريقة عملهم ومواقفهم، فيبتعدون عن الخطاب والمظاهر المتطرفة كلما اقتربت، ويعتمدون على نشر الكراهية والترويج للعنف وإلغاء الديمقراطية وإعادة النازية من جديد. ويمثل النازيون الجدد عشرات المجموعات اليمينية المتطرفة، التي تم حظرها في العقود الماضية في ألمانيا. أطلق مصطلح " النازيون الجدد" على الأشخاص التابعين للاشتراكية الوطنية التي تأسست بعد الحرب العالمية الأولى في ألمانيا، ويمكن تعريفها بأنها حزب أو حركة أو جماعة متطرفة تملك الكثير من الأفكار المستبدة والمماثلة والمرتبطة بشكل مباشر بأفكار وممارسات وأفعال الحزب النازي- الذي يُعرف باسم الحزب القومي الاشتراكي العمالي الألماني- وهي من الجماعات اليمينية المتطرفة، والتي تحمل أفكاراً معادية للسامية وتعادي أيضاً الديمقراطية وتعادي الشيوعية. وجدير بالقول إنَّ الحزب النازي بشكل عام تمّ تأسيسه بعد الحرب العالمية الأولى وتحديداً بعد هزيمة ألمانيا في الحرب، وبدأت شعبيته بالانتشار في عشرينيات القرن العشرين.
- تنامي عمليات التجنيد والاستقطاب والتي ارتفع منسوبها بعد الحرب الروسية-الأوكرانية.
- ارتفاع عدد المتطرفين اليمينيين في المؤسسات الأمنية والعسكرية (في الشرطة الفيديرالية والجيش الألماني). فقد كشف تقرير عن التطرف في قوات الأمن الألمانية عن أكثر من 350 حالة يمينية متطرفة مشتبه بها بين 2017 وأبريل 2020 في الدولة والشرطة الفيدرالية في ألمانيا في أعقاب سلسلة من الفضائح حول شبكات اليمين المتطرف داخل القوات. وطُلب من حوالي 300 ألف عنصر من قوات الأمن ملء استبيانات مجهولة للتقرير، على أمل كسر ما وصفته النقابات والخبراء بثقافة الصمت. وشمل هؤلاء المتخصصون في مجال الأمن من جميع أنحاء الشرطة والأجهزة الأمنية الأخرى، مثل وكالة الاستخبارات المحلية BfV. وعلى الرغم من أن التقرير بدا وكأنه يدافع عن الحكومة، التي دحضت المزاعم بأنها سمحت بثقافة التطرف اليميني في الشرطة، أقر السيد سيهوفر بأن حالة واحدة لا تزال أكثر من اللازم. وقال "كل قضية هي وصمة عار.. لأنها تلوث صورة الأجهزة الأمنية برمتها". وردد توماس هالدينوانغ، رئيس وكالة الاستخبارات المحلية في BfV ، هذا الشعور. وقال "كل حالة من هذه الحالات هي قضية أكثر من اللازم". اللافت انه، تعرضت أجهزة الأمن الألمانية للاشتباه في تسلل اليمين المتطرف الى أعضاءها في السنوات الأخيرة. ذكر التقرير بالتفصيل كيف تم العثور على 319 من الأعضاء المشتبه بهم داخل قوات الشرطة على مستوى الولاية، مع 58 من الأعضاء المشتبه بهم على المستوى الفيدرالي، وفقًا لصحيفة فرانكفورتر ألجماينه. في سبتمبر / أيلول، الماضي تم إيقاف 29 ضابطا من قوة الشرطة في ولاية شمال الراين وستفاليا بسبب مشاركتهم في مجموعات دردشة خاصة حيث تم تبادل صور الزعيم النازي أدولف هتلر ولاجئ في غرفة الغاز. قال وزير داخلية الولاية الغربية، هربرت رول، إن الصور الـ 126 التي تمت مشاركتها عبر خمس مجموعات دردشة عبر تطبيق WhatsApp على الهواتف الخاصة بين عامي 2013 و2015 كانت "الأسوأ" و "البغيضة". كان على الحكومة الألمانية بالفعل اتخاذ إجراءات ضد التطرف داخل القوات المسلحة. في يوليو، تم حل وحدة النخبة من القوات الخاصة الألمانية رسميًا بعد أن تبين أن بعض أعضائها لديهم آراء متطرفة. صادرت الشرطة أسلحة ومتفجرات وذخيرة خلال مداهمة لممتلكات خاصة لرقيب كوماندوز رائد في ولاية ساكسونيا الشرقية. اكتشف المحققون كيلوغرامين من المتفجرات البلاستيكية و AK-47 ، بالإضافة إلى كتاب أغاني SS وتذكارات نازية أخرى. أجرت الاستخبارات العسكرية المضادة في ألمانيا تحقيقات حول حوالي 600 جندي يخشى تورطهم في التنظيمات اليمينية المتطرفة.
- ارتفاع منسوب الصراع السياسي بين الأحزاب اليسارية(الاشتراكية) الألمانية من جهة وبين الأحزاب القومية (ذات الميول اليمينية) التي تتهم الحكومة الحالية بالفشل والاستسلام لإرادة القوى الخارجية المسيطرة في الناتو.
- ازدياد حالة الارباك والفوضى داخل المانيا أكبر اقتصاد في أوروبا بسبب ارتفاع الأسعار والتهديد بانقطاع التيار الكهربائي هذا الشتاء. إضافة الى تورطها في الحرب الروسية الأوكرانية وعدم قدرتها في نظر بعض الأحزاب الألمانية (حزب البديل من أجل ألمانيا الذي دعا إلى إنهاء العقوبات المفروضة على موسكو بعد غزو أوكرانيا وقال إنه يتعين على ألمانيا تفعيل خط أنابيب نورد ستريم 2 من روسيا) على مواجهة الازمة في مجال الطاقة.
- استغاثة الشعب الألماني التي سترتفع وتيرتها للمطالبة بتغيير السياسة في أخطر أزمة تواجهها المانيا منذ عقود.
- تكرر هذه العمليات والمحاولات الانقلابية تحت غطاء يميني متطرف من اجل اسقاط المانيا في بحر الفوضى والتمرد وتدمير مقدراتها الاقتصادية كأكبر اقتصاد في أوروبا قادر على النهوض ببقية الدول الأوروبية في ظل الازمة الحالية.
- استكمال المشروع الأطلسي بقيادة أمريكية بريطانية الساعي الى اضعاف أوروبا واخضاعها للتبعية الامريكية المطلقة.