اختتم الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، جولته الآسيوية، والتي جاءت في الأسبوع الأخير من مايو 2025، وشملت كلاً من فيتنام وإندونيسيا وسنغافورة، في محاولة لتعزيز استراتيجية باريس في جنوب شرق آسيا، وطرح فرنسا كبديل في هذه المنطقة وسط تصاعد وتيرة التنافس الأمريكي الصيني؛ الأمر الذي يُثير العديد من التساؤلات بشأن أبعاد وأهداف جولة ماكرون الآسيوية، وتقييم مدى نجاحها في تحقيق هذه الأهداف، وتداعياتها على مُستقبل النفوذ الفرنسي، وكذا الأوروبي، في منطقة المحيطين الهندي والهادئ (الإندوباسيفيك).
تعاون ثنائي:
عكست جولة ماكرون في جنوب شرق آسيا، ملامح الاستراتيجية الفرنسية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. وفي هذا السياق، يمكن عرض أبعاد جولة ماكرون الآسيوية على النحو التالي:
1. تعزيز الشراكة مع فيتنام: وصل الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون إلى فيتنام، في 25 مايو الماضي، في أول محطة له في جولته بجنوب شرق آسيا، وقد التقى خلالها بالرئيس الفيتنامي، لونغ كونغ، ورئيس الحزب الشيوعي الفيتنامي، تو لام، ورئيس الجمعية الوطنية، تران ثانه مان، وهم يشكلون أعلى ثلاثة مسؤولين في هانوي (عاصمة فيتنام).
وتُعد هذه الزيارة هي الأولى لرئيس فرنسي منذ أكثر من عقد؛ ما عكس مساعي فرنسا لتعزيز علاقتها مع مستعمرتها السابقة، لا سيما وأنها تأتي في أعقاب إعلان باريس وهانوي في أكتوبر 2024 عن تطوير علاقتهما إلى شراكة استراتيجية شاملة، وتُعد فرنسا واحدة من تسع دول عمدت فيتنام إلى إقامة شراكة استراتيجية شاملة معها منذ نهاية عام 2022، في محاولة لتنويع شراكاتها الاستراتيجية.
وقد شهدت زيارة ماكرون لفيتنام توقيع 14 اتفاقية تعاون بين البلدين، رغم أن هناك تقارير غربية أخرى أشارت إلى توقيع باريس وهانوي على 30 اتفاقية تعاون مشتركة، بقيمة إجمالية تجاوزت 10 مليارات دولار، في العديد من المجالات كالطاقة النووية والدفاع والنقل والأقمار الاصطناعية، وكان من أبرز هذه الاتفاقيات ما يتعلق بتوقيع صفقة كبرى لشراء 20 طائرة إيرباص من طراز (900-330) من قبل شركة الطيران الفيتنامية "فيت جيت"، بقيمة بلغت 7.9 مليار دولار.
2. توطيد التعاون الدفاعي مع إندونيسيا: وصل الرئيس الفرنسي إلى العاصمة الإندونيسية جاكرتا، في ثاني محطة له بجولته الآسيوية، حيث التقى بنظيره الإندونيسي، برابوو سوبيانتو، الذي تربطه بباريس علاقات وثيقة، فقد شهد التعاون العسكري بين فرنسا وإندونيسيا، التي تُعد أكبر اقتصاد في منطقة جنوب شرق آسيا، تنامياً ملحوظاً خلال السنوات الماضية، بدايةً من عام 2019، عندما كان سوبيانتو يتولى منصب وزير الدفاع. وقد أبرمت جاكرتا، في يناير 2024، صفقة لشراء 42 مقاتلة فرنسية، من طراز داسو رافال، بالإضافة لغواصتين فرنسيتين، من طراز "سكوربين إيفولد"، وكذلك 13 رادار اعتراض أرضي من طراز تاليس.
وجاءت زيارة ماكرون لجاكرتا بغية تعزيز التعاون العسكري بين البلدين، وهو ما أكده وزير الدفاع الإندونيسي، سيجعفري شمس الدين، الذي ألمح إلى أن زيارة الرئيس الفرنسي تستهدف تعزيز التعاون الدفاعي بين البلدين. وفي هذا السياق، أشرف الرئيسان الفرنسي والإندونيسي على توقيع أكثر من 12 اتفاقية تعاون عسكري، بما في ذلك أنظمة أسلحة استراتيجية، لا سيما الطائرات المقاتلة والغواصات، وألمح ماكرون إلى أن هذه الاتفاقيات يمكن أن تفتح المجال أمام طلبات جديدة لشراء طائرات رافال وسكوربين وفرقاطات خفيفة، بالإضافة للتدريبات العسكرية المشتركة، خاصةً في ظل اتجاه إندونيسيا إلى تطوير وتحديث ترسانتها العسكرية وتعزيز الصناعات الدفاعية المحلية. كما أجرى ماكرون، خلال زيارته لإندونيسيا، محادثات مع الأمين العام لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، كاو كيم هورن.
وتعتزم باريس وجاكرتا الارتقاء بالشراكة الدفاعية إلى مستوى استراتيجي، كما يستهدف ماكرون من خلال تعزيز علاقته بإندونيسيا تنويع وصول باريس إلى المعادن الحيوية لإنتاج الهواتف الذكية وأشباه الموصلات، خاصةً وأن جاكرتا تُعد منتجاً رئيساً لهذه المعادن.
3. دعم التنسيق مع سنغافورة: اختتم ماكرون جولته الآسيوية بزيارة إلى سنغافورة، التقى خلالها برئيس الوزراء السنغافوري، مارتن وونغ، وأكد خلال هذا اللقاء أن بلاده تختلف عن الولايات المتحدة والصين، رغم استمرار التعاون مع البلدين.
وخلال زيارته لسنغافورة، ألقى ماكرون الكلمة الافتتاحية في قمة حوار "شانغريلا" للأمن، الذي يستضيفه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في سنغافورة، وهو يُعد أكبر منتدى للأمن والدفاع في آسيا؛ إذ بدأ منذ عام 2002 وشكل منصة رئيسة سنوية لعقد اجتماعات رفيعة المستوى بين وزراء الدفاع من مختلف دول العالم، بما في ذلك وزراء دفاع الولايات المتحدة والصين. ورغم حضور وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيغسيث، للاجتماعات الأخيرة لحوار "شانغريلا" التي استضافتها سنغافورة؛ فإن الصين عمدت إلى إرسال وفد أدنى مستوى هذا العام، يتكون من عناصر من جامعة الدفاع الوطني التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني؛ وهو ما عكس تصاعد حدة التوترات بين واشنطن وبكين.
وشارك ماكرون في قمة حوار "شانغريلا"، ليكون أول قائد أوروبي يقوم بإلقاء الكلمة الافتتاحية لهذا المنتدى، وأكد الرئيس الفرنسي خلال هذه القمة أن الانقسام بين الولايات المتحدة والصين بات يشكل الخطر الرئيس الذي يواجه النظام الدولي الراهن، داعياً إلى ضرورة تحقيق استقلال استراتيجي وتجنب انحياز أوروبا وآسيا إلى أي من القوتين العظميين.
كذلك، وجه ماكرون تحذيراً ضمنياً إلى الصين، حيث ألمح إلى احتمالية اتجاه حلف الناتو للتوسع في جنوب شرق آسيا إذا لم تبذل الصين مزيداً من الجهود لمنع كوريا الشمالية من المشاركة في الحرب الروسية الأوكرانية، وذلك على الرغم من رفض باريس السابق لفكرة توسع حلف الناتو في آسيا؛ إذ قادت في عام 2023 حملة لمنع الحلف من افتتاح مكتب اتصال له في اليابان.
أهداف باريس:
أتت جولة ماكرون في منطقة جنوب شرق آسيا لتحقيق جملة من المصالح الفرنسية المُتشابكة، يتمثل أبرزها فيما يلي:
1. تعزيز صورة فرنسا كشريك موثوق: كشفت بعض التقارير الغربية عن تطلعات الرئيس الفرنسي خلال جولته الآسيوية إلى الترويج لفرنسا، وكذا الاتحاد الأوروبي، كشريك أكثر موثوقية، ومن دون شروط بالنسبة للدول الآسيوية، مقارنةً بالأساليب الأمريكية والصينية التي تبدو أكثر حدة لكسب النفوذ في هذه المنطقة. ويتسق هذا الطرح مع بعض التقارير التي أشارت إلى أن فرنسا، والاتحاد الأوروبي، يسعيان حالياً إلى تعزيز علاقاتهما التجارية مع آسيا، في ظل حالة عدم اليقين التي تُسيطر على الاقتصاد العالمي بسبب التعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.
وفي هذا السياق، ذهبت بعض التقارير الفرنسية إلى النظر لجولة ماكرون باعتبارها محاولة لطمأنة كافة دول جنوب شرق آسيا، والتي تشكل ركيزة أساسية بالنسبة للمصالح الفرنسية والأوروبية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ (الإندوباسيفيك)، فقد اهتم ماكرون خلال جولته بتأكيد أهمية التعددية والشراكات والتعاون، وهي الرؤية ذاتها الي تتبناها باريس إزاء منطقة المحيطين الهندي والهادئ منذ الاستراتيجية التي أصدرتها عام 2019؛ وهو ما مكَّن ماكرون من تقديم بلاده كشريك موثوق، خاصةً في ظل النشاط المتنامي للبحرية الصينية في بحر الصين الجنوبي ومضيق تايوان، وكذلك الحرب التجارية الشاملة التي شنتها الولايات المتحدة، ما جعل دول المحيطين الهندي والهادئ في حاجة لطريق ثالث أكثر توازناً؛ وهو ما يسعى ماكرون للترويج له.
ولعل هذا ما يفسر انتقاده لديناميكيات القوة التي تتبناها الولايات المتحدة والصين، فرغم أن دول جنوب شرق آسيا اعتادت التوازن في علاقتها بواشنطن وبكين؛ فإن هذا التوازن لم يعد فعَّالاً في ظل ملامح الحرب الباردة الجديدة؛ لذا يروج ماكرون لفرنسا باعتبارها "قوة السلام والتوازن" و"الطريق الثالث" الأكثر موثوقية مقارنة بواشنطن وبكين.
2. دعم المصالح الفرنسية: تتماشى جولة ماكرون في جنوب شرق آسيا أيضاً مع رغبة فرنسا في حماية مصالحها الاستراتيجية في هذه المنطقة، خاصةً في ظل وجود نحو 1.65 مليون مواطن فرنسي يعيشون في الجزر الفرنسية في المحيطيْن الهندي والهادئ، ناهيك عن مصالح باريس الاقتصادية في المناطق المحيطة بهذه الجزر، فضلاً عن مساعيها لحماية الوصول إلى الموارد العالمية المشتركة في هذه المنطقة، في ظل مطالبات الصين التوسعية في بحري الصين الجنوبي والشرقي.
وفي هذا الإطار، يلاحظ أن جولة ماكرون لجنوب شرق آسيا ركَّزت بشكل كبير على البعد الاقتصادي والتجاري؛ وهو ما انعكس في توقيع العديد من العقود عالية القيمة مع الدول الثلاث التي زارها، فقد ضم الوفد الفرنسي كثيراً من ممثلي قطاع الأعمال؛ حيث باتت مختلف الدول تسعى لتنويع المصادر وسلاسل الإمداد وتقليل الاعتماد على دولة معينة.
3. توسيع الحضور الفرنسي في الإندوباسيفيك: استهدف ماكرون خلال جولته الآسيوية تعزيز الحضور الفرنسي في القارة الآسيوية، ولعل هذا ما انعكس في دعوته إلى تشكيل تحالف جديد بين بلاده ودول منطقة المحيطين الهندي والهادئ من أجل مواجهة القيود والآثار الناجمة عن تصاعد حدة التنافس الأمريكي الصيني، مُؤكداً وجود مصلحة مُشتركة بين آسيا وأوروبا لمنع تفكك النظام الدولي القائم حالياً. ولعل هذا ما يفسر حرص ماكرون على محاولة تبديد سوء الفهم حول الموقف الأوروبي إزاء الصراعات المختلفة، لا سيما في أوكرانيا وغزة، نافياً أي معايير أوروبية مزدوجة إزاء هذه الصراعات.
وفي هذا الإطار، ركز ماكرون خلال جولته الآسيوية على الترويج لخبرة فرنسا في مجال الطاقة النووية المدنية في منطقة جنوب شرق آسيا، ولا سيما في فيتنام وإندونيسيا، فثمة اتجاه راهن في هانوي وجاكرتا لتبني هذا النوع من الطاقة، ولكن تواجه باريس منافسة من قبل قوى أخرى في هذا المجال، لا سيما روسيا.
4. تعويض خسائر فرنسا في القارة الإفريقية: يعكس التوجه الفرنسي الراهن إزاء القارة الآسيوية أحد ارتدادات التراجع الملحوظ في النفوذ الفرنسي داخل القارة الإفريقية، التي طالما شكلت ساحة النفوذ الرئيسة لباريس، فقد شهدت السنوات الأخيرة انتكاسة كبيرة للحضور الفرنسي داخل كثير من مستعمراتها السابقة ومناطق نفوذها التقليدية في إفريقيا، ورغم تعدد محاولات الرئيس الفرنسي لإعادة بلورة استراتيجية جديدة تستعيد من خلالها باريس دورها القيادي في القارة الإفريقية؛ فإن هذه المساعي لم تفض إلى تحقيق أي تقدم؛ لذا يبدو أن ماكرون بدأ يبحث في القارة الآسيوية عن ساحة جديدة لاستعادة الدور الفرنسي، وتعويض خسائر باريس في إفريقيا.
انعكاسات مُحتملة:
هناك جملة من الانعكاسات المحتملة التي يمكن أن تتمخض عن جولة ماكرون الأخيرة في منطقة جنوب شرق آسيا، يمكن عرضها على النحو التالي:
1. تصاعد الانخراط الأوروبي في الإندوباسيفيك: يتوقع أن تشهد الفترة المقبلة مزيداً من التحركات الأوروبية، ولا سيما الفرنسية، إزاء تعزيز الحضور في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. ويبدو أن مؤشرات هذا الانخراط بدأت بالفعل من خلال تنامي المشاركة الأوروبية في سلسلة من الأنشطة العسكرية الثنائية ومتعددة الأطراف، فضلاً عن تسارع وتيرة إبرام اتفاقيات التعاون والشراكات الدفاعية مع بعض الشركاء الآسيويين، في ظل مساعي الاتحاد الأوروبي لتعزيز استقلاليته عن الولايات المتحدة، والبحث عن أسواق جديدة واعدة، فضلاً عن تزايد القلق من إمكانية اندلاع أزمة مُماثلة للحرب الأوكرانية في آسيا.
2. نموذج جديد لمقاربة عدم الانحياز: يبدو أن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، يسعى لبلورة نموذج جديد لمقاربة عدم الانحياز التي قادتها بعض الدول خلال حقبة الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، ولعل هذا ما انعكس في خطاب ماكرون على هامش قمة حوار "شانغريلا" للأمن، حيث ألمح الرئيس الفرنسي إلى أنه على الرغم من انقضاء عهد عدم الانحياز؛ فإن المشهد الدولي الراهن بات يتطلب نوعاً من التحالفات الجديدة من قبل القوى الآسيوية والأوروبية، بعيداً عن القطبين المتنافسين، كما أعرب ماكرون عن أمله في تعميق التعاون بين الهند ودول جنوب شرق آسيا والدول المشاركة في اتفاقية التجارة الحرة للشراكة الشاملة والتقدمية عبر المحيط الهادئ.
3. تصاعد الخلاف الأمريكي الأوروبي في الإندوباسيفيك: في إطار المساعي الأوروبية، خاصةً الفرنسية، لتعزيز حضورها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، يبدو أن هذه التحركات ستواجه معارضة أمريكية؛ الأمر الذي قد يفضي إلى مزيد من الخلافات والتصدعات في علاقة بروكسل وواشنطن؛ وهو انعكس في اجتماعات مؤتمر "شانغريلا" للأمن، فقد ألمح وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيغسيث، إلى أنه لا مكان للقوى الأوروبية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، داعياً الدول الأوروبية إلى التركيز على الأمن الأوروبي مع ضرورة تعزيز ميزانياتها العسكرية.
وقد دفع ذلك الرئيس الفرنسي للإشارة إلى أن باريس لا تزال تشكل فاعلاً رئيساً في منطقة المحيطين الهندي والهادي، كما أشارت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس إلى أن أمن أوروبا يرتبط بشكل وثيق بمنطقة المحيطين الهندي والهادئ. وفي هذا السياق، رجحت بعض التقارير الغربية احتمالية تصاعد الخلافات الأمريكية الأوروبية بشأن منطقة المحيطين الهندي والهادئ، في ظل تلويح بعض الدول الأوروبية إلى أنها لن تتأثر بالتحذيرات الأمريكية.
وفي هذا السياق، كشفت بعض التقديرات عن تنامي العلاقات الدفاعية بين شركات الدفاع الأوروبية والدول الآسيوية، لافتةً إلى أن بعض الشركات الأوروبية، ولا سيما إيرباص ودامن ونافال غروب وثاليس، لديها حضور واسع وطويل الأمد في منطقة جنوب شرق آسيا، كما عمدت بعض الجهات الأوروبية الأخرى إلى ترسيخ حضورها في هذه المنطقة خلال العقد الأخير، خاصةً شركة فينكانتيري الإيطالية وساب السويدية.
وفي الختام، عكست جولة ماكرون الآسيوية بعض ملامح الاستراتيجية الفرنسية البراغماتية والواقعية إزاء منطقة المحيطين الهندي والهادئ بشكل عام؛ حيث تسعى فرنسا لتوظيف التصعيد الراهن في علاقة الولايات المتحدة والصين لتقديم نفسها، والاتحاد الأوروبي، كبديل أكثر موثوقية للدول الآسيوية؛ لذا يتوقع أن يسعى ماكرون خلال الفترة المقبلة لتوسيع التحالفات الأوروبية الآسيوية، وتعزيز التعاون المشترك مع الدول الآسيوية في مختلف المجالات.