• اخر تحديث : 2024-07-01 12:23
news-details
إصدارات الأعضاء

اسباب كثيرة تعطي الأولوية لقبول الشراكة مع الصين شعبيا وحكوميا لكننا نواجه مشكلة الادارة الامريكية التي نوهت مسبقا قبل انعقاد القمم الاقتصادية في الرياض بأن الصين تحاول أن تفرض نفسها وتستغل المنطقة اقتصاديا ولا نعرف ما لضير في ذلك، فهل المنطقة محرمة للعلاقات اقتصادية الصينية العراقية من جهة والعلاقات الصينية العربية من جهة أخرى؟

هناك مفارقة عجيبة لماذا تسمح الادارة الامريكية ولا تقف عائقا أمام المملكة العربية السعودية وهي توقع اتفاقيات وليست اتفاقية واحدة لأنها جزء من الحزام والطريق ولماذا يحرم على العراق. نحن لا نحتاج إلى دليل لنثبت أن الولايات المتحدة لتدخلها في العراق فحسب بل تحاول أن ترسم سياسة العراق الى اين يجب ان يتجه وماهي المسارات التي يجب ان يتبعها ويسلكها. والدليل الفيتو الأمريكي وتحريك الشارع العراقي الذي فرضته على حكومة السيد رئيس الوزراء الاسبق عادل عبد المهدي بزيارته للصين لتوقيعه الكثير من الاتفاقيات والتفاهمات حول اعمار العراق وربطه مع الحزام والطريق باعتباره نقطة مهمة وملتقى الطرق التجارية بريا وبحريا وسيجني العراق مليارات الدولارات ويتوفر لشبابنا العاطل مئات الفرص من العمل.

نعم العلاقات والتعاون مع الصين مرغوب اكثر من امريكا لأسباب كثيرة ومنها أن الصين لم تتدخل في الشأن الداخلي العراقي او العربي كما تفعل امريكا ولم تصوت على قرار الحرب ضد العراق في مجلس الأمن الدولي في الوقت الذي انتزعت امريكا القرار لغزو العراق، وتاريخها لا يحتوي حروب ضد الدول في العالم كما هو تاريخ امريكا الأسود والصين تؤمن بالانفتاح حول العالم وهي متوجه اقتصاديا، ولها رؤية تختلف عن امريكا عالميا للتعاون مع دول العالم وتقدم تسهيلات في البناء والاعمار وتؤمن بتعدد الاقطاب دوليا وكذلك تمول المشاريع الضخمة بدون أن تشدد على ضمانات سياسية لامتلاكها السيولة النقدية.

والأهم أن الاتفاقية معها ستعجل في البناء والاعمار على كافة المستويات وفي جميع البنى التحتية مقابل مئة ألف برميل نفط يوميا إذا ما قورنت صادرات النفط تصل إلى أربعة ملايين يوميا. الإعلام الأصفر مع بعض الأصوات التي تتآمر على العراق والمأجورة تحاول عرقلة النهوض بالعراق ومنها ميناء الفاو الكبير الذي بدأ العمل به قبل أكثر من عشر سنوات وضد الحزام والطريق ولم ينجز لحد الان والاعلام صمت أمام الاتفاقيات التي وقعتها السعودية والصين وبارك لها ذلك في الوقت الذي تقوم فيه الدنيا ولا تقعد إذا تحرك العراق خطوة واحدة نحو الصين واعمار العراق.

نحتاج إلى توحيد المواقف والخطاب الوطني من قبل الكتل السياسية والفعاليات الشعبية والدعم العربي والدولي والوقوف صفا واحدا تجاه موقف امريكا من علاقات العراق مع الصين وايقاف تدخلها في الشأن العراقي وهذا هو المستحيل (للأسف). فهل سيتجرأ السوداني ليوقع مع الصين الاتفاقيات الخاصة بطريق الحرير كما فعل سلفه عادل عبد المهدي ويواجه مصيره ام يؤجل او يعيد النظر في الاتفاقيات لتباركه السفارة الامريكية؟