نشر موقع "المونيتور" مقالا للكاتب جاريد زوبا تناول فيه ما كشفه جنرال أميركي كبير عن عمل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على الاستفادة من البنتاغون لإعادة بناء الثقة بهدوء مع الرياض عقب النزاع العلني، وفي ما يلي نص المقال المترجم الى العربية:
كشف القائد الأعلى للقوات الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال مايكل إريك كوريلا للصحفيين في مؤتمر عبر الهاتف أن المسؤولين العسكريين الأمريكيين يعملون وراء الكواليس لمساعدة نظرائهم في السعودية على وضع رؤية طويلة الأجل للأمن القومي للمملكة، حتى مع استمرار توتر العلاقات بين الحكومتين.
وقال كوريلا: "السعوديون مهتمون جدًا بالخطط الاستراتيجية معنا". وأوضح كوريلا: "يسافر مخططونا الاستراتيجيون إلى المملكة بانتظام للعمل مع المسؤولين العسكريين السعوديين لبناء أفكارهم من أجل رؤية استراتيجية طويلة المدى".
وأضاف أن السعودية تستعد لإطلاق استراتيجية دفاع وطني واستراتيجية عسكرية وطنية العام المقبل للمرة الأولى في تاريخها. وقال الجنرال إن وثائق الاستراتيجية التي لم يؤكدها المسؤولون السعوديون علنًا ستعمل على تقنين "رؤية المملكة الاستراتيجية للأمن القومي والأمن الإقليمي". ووصف كوريلا القرار بأنه "خطوة حاسمة" في خطط ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للتحديث العسكري.
لماذا الأمر مهم: تستفيد إدارة بايدن من خبرة البنتاغون لمساعدة المملكة على تحقيق أهدافها الأمنية في محاولة لإعادة بناء الثقة، حتى عندما يقول البيت الأبيض إنه يعيد تقييم العلاقات الأميركية مع الرياض.
ذكر موقع "المونيتور" سابقًا أن إعلان تشرين الأول / أكتوبر عن أن أوبك + ستخفض إنتاج النفط أثار توبيخًا نادرًا من البيت الأبيض، لكنه لم يعطل الاجتماعات المنتظمة والتدريب الثنائي بين جيشي البلدين.
في أيار\ مايو الماضي، أعرب كولين كال ثالث أعلى مسؤول في البنتاغون عن دعمه الكامل لأهداف التحديث الدفاعي لولي العهد، على الرغم من أنه ليس من الواضح ما الذي قدمته واشنطن حتى الآن. كما أوقف بايدن مبيعات الأسلحة الدفاعية للسعودية ودول مجلس التعاون الخليجي الأخرى بعد فترة وجيزة من توليه منصبه ردًا على انتقادات واسعة النطاق بشأن سلوك جيوشها في الحرب الأهلية في اليمن. وسعى بن سلمان إلى إحراج بايدن علنًا من خلال إنتاج النفط، ومن خلال الترحيب بالزعيم الصيني شي جين بينغ أكبر خصم استراتيجي للولايات المتحدة.
وفي الوقت نفسه، كان المسؤولون العسكريون في القيادة المركزية الأميركية يقودون حملة دبلوماسية هادئة لبناء تحالف دفاعي إقليمي غير رسمي يمكن أن يساعد دولًا مثل السعودية والإمارات على الدفاع بشكل أفضل ضد الهجمات الصاروخية التي تشنها إيران مع تقليل اعتمادها على الوجود العسكري الأميركي.
الخطوة التالية: تمضي قيادة كوريلا قدمًا في خططها لتشكيل فريقي عمل تجريبيين إضافيين: فرقة العمل الجوية 99 وفريق المهام التابع للجيش 39 ليبرهن لكبار الضباط في الشرق الأوسط الإمكانات التي توفرها التكنولوجيا غير المأهولة المتاحة تجاريًا والمرتبطة بـ الذكاء الاصطناعي.
وناقش قائد القيادة المركزية الأميركية هذه الخطوات والخطط الخاصة باختبار أسلحة مضادة للطائرات من دون طيار مع قائد القوات المسلحة الملكية السعودية فياض بن حامد الرويلي الشهر الماضي. وأكد كوريلا "إنها علاقة قوية بشكل لا يصدق".