• اخر تحديث : 2024-07-01 12:23
news-details
مقالات مترجمة

مسؤول كبير في البيت الأبيض ذهب إلى سوريا لإجراء محادثات حول الرهائن


عنوان مقال كتبه ديون نيسنباوم وجاريد مالسين في صحيفة "وول ستريت جورنال" الاميركية، وفيه:

سافر مسؤول كبير في البيت الأبيض مؤخرًا إلى دمشق لإجراء محادثات سرية مع نظام الأسد، وهي المرة الأولى التي يلتقي فيها مسؤول أميركي رفيع المستوى في سوريا مع الحكومة المعزولة منذ أكثر من عقد، وفقًا لمسؤولي إدارة ترامب وآخرين على اطلاع على المفاوضات.

قال المسؤولون إن نائب مساعد الرئيس ترامب والمسؤول البارز في مكافحة الإرهاب في البيت الأبيض كاش باتيل ذهب إلى دمشق في وقت سابق من هذا العام في محاولة لتأمين إطلاق سراح أميركيين على الأقل يُعتقد أن الرئيس بشار الأسد احتجزهما. ورفض المسؤولون المطلعون الكشف عن من التقى باتيل خلال رحلته.

جرت آخر محادثات معروفة بين البيت الأبيض والمسؤولين السوريين في دمشق في العام 2010. ففي العام 2012 قطعت الولايات المتحدة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا احتجاجًا على حملة الأسد القمعية الوحشية ضد المتظاهرين الذين يطالبون بإنهاء نظامه.

يأمل المسؤولون الأميركيون أن تؤدي الصفقة مع الأسد إلى إطلاق سراح الصحفي والضابط السابق في مشاة البحرية أوستن تايس الذي اختفى أثناء تغطيته في سوريا عام 2012، والمعالج السوري الأميركي مجد كمالماز الذي اختفى بعد أن تم إيقافه في نقطة تفتيش تابعة للحكومة السورية في العام 2017. يُعتقد أن الحكومة السورية تحتجز أربعة أميركيين آخرين على الأقل، لكن لا يُعرف الكثير عن هذه الحالات

ورفضت المتحدثة باسم وزارة الخارجية التعليق، ولم يرد مسؤولو البيت الأبيض على طلبات التعليق. ولم ترد البعثة السورية لدى الأمم المتحدة على الفور على طلب للتعليق على الزيارة.

كتب السيد ترامب في آذار\ مارس رسالة خاصة إلى الأسد يقترح فيها حوارًا مباشرًا حول السيد تايس، وجرّب مسؤولو الإدارة مجموعة متنوعة من الطرق للتفاوض على صفقة.

في الأسبوع الماضي، ووفقًا لأشخاص شاركوا في المحادثات التقى المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض روبرت أوبراين لمناقشة قضية الأميركيين المحتجزين في سوريا. عمل السيد إبراهيم كوسيط حيوي بين الولايات المتحدة وسوريا. ففي العام الماضي، ساعد في تأمين الإفراج عن الأمريكي المحتجز لأكثر من شهرين سام جودوين.

تفاخر السيد ترامب في الأشهر الأخيرة في التجمعات الانتخابية بجهود إدارته، وظهر في المؤتمر الجمهوري شريط فيديو للقاء ترامب مع الأميركيين الذين كانوا قد احتجزوا في الهند وإيران وسوريا وتركيا وفنزويلا.

في الأسبوع الماضي، ساعد باتيل في صفقة أدت إلى إطلاق سراح أميركيين اثنين احتجزتهما قوات الحوثي المدعومة من إيران في اليمن مقابل عودة أكثر من 200 من الموالين للحوثيين. وتحاول إدارة ترامب أيضًا الضغط على فنزويلا للإفراج عن ستة محتجزين منذ العام 2017. واعتُقل أميركيان آخران في أيار\ مايو بعد دخولهما فنزويلا للمشاركة في محاولة انقلاب للإطاحة بالرئيس نيكولاس مادورو.

وبحسب أشخاص مطلعين على المفاوضات لم تصل المحادثات مع نظام الأسد بعيدًا، وقد طالب نظام الأسد مرارًا وتكرارًا الولايات المتحدة بسحب قواتها من سوريا.

 

وفي السياق نفسه، كتب المحامي الأردني ايهاب الظاهر: "ماذا سمِع مِن القيادة السورية المسؤولان الأميركيّان في زيارتهما السرّية لدمشق؟ "

كشفت صحيفة وول ستريت جورنال يوم أمس عن زيارة سرّية قام بها مسؤولان أميركيّان إلى دمشق من دون أن تذكر تفاصيل كثيرة عن هذه الزيارة باستثناء أنها من أجل الإفراج عن مخطوفَين أميركيّين على الأقل، وما لم تكشفه الصحيفة عن تفاصيل هذه الزيارة سأكشفه لكم هنا على شكل نقاط.

أولًا ـ أستطيع التأكيد بكل ثقة وحزم أنّها لم تكُن الزيارة الأولى لمسؤولين أميركيين رفيعي المستوى إلى دمشق خلال الأشهر والسنوات الماضية، وأستطيع تأكيد 3 زيارات سابقة من دون أن يعني ذلك أن لا يكون هناك زيارات أخرى لا نعلم عنها؛ وسأكتفي بذكر ما دار في الزيارة الأخيرة من دون الخوض في ما دار في الزيارات السابقة، لأنّ النقاشات والمباحثات فيها تشبه ما دار في هذه الزيارة ...

ثانيًا ـ الزيارة كانت في شهر آب الماضي، وقام بها كلٌ مِن روجر كارستين، وكاش باتل، وهُما مسؤولان كبيران في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، وكان اللقاء مع اللواء علي مملوك مدير الأمن الوطني

ثالثًاـ قبل أن أكشف لكم ما دار في هذا الاجتماع، أستطيع أن أؤكد لكم أنّ نتيجته كانت تحت عنوان " الصدمة والذهول عند المسؤولين الأميركيين " بسبب ما سمعوه من القيادة السورية .....

سبب الصدمة أنهم سمعوا من دمشق نفس ما سمعه كولن باول من الرئيس بشار الأسد عام 2003 بعد احتلال بغداد، حين رفض جميع التهديدات والعروض المُغرية من واشنطن، عندما ظنّوا حينها أن الأسد بات مرعوبًا بعد احتلال بغداد 

رابعًا ـ سأختصر ما عرضه الوفد الأميركي وهو: أن تُساعد دمشق في الإفراج عن المخطوفين الأميركيين في سورية مُقابل تخفيف الحصار والعقوبات الأميركية على سورية، تمهيدًا لإلغائها، ورفع الفيتو الأميركي على الدول العربية التي ترغب بإعادة العلاقات مع دمشق، وعودتها إلى الجامعة العربية، وعدم منع واشنطن لأي دولة أو شركة ترغب بإعادة الإعمار في سورية، وإمكانية عودة العلاقات الدبلوماسية بين واشنطن ودمشق مستقبلا.

خامسًا ـ كانت صدمة الوفد الأميركي لا تُوصف حين جاء رد اللواء مملوك مُختصرًا وحاسمًا جدًا، بأن دمشق غير مستعدّة لبحث أي موضوع قبل الانسحاب الأميركي الكامل من شرق الفرات، ومن كل شبر تحتلّه في سورية، وأن لا تعاون مع واشنطن قبل ظهور بوادر حقيقية وملموسة لبدء الانسحاب الأميركي.

سادسًا ـ تسرّبت معلومات أنّ الوفود الأميركية كلّما حاولت التطرُّق إلى موقف سورية من التطبيع والانبطاح العربي تحت أقدام نتنياهو يكون الردّ السوري مُختصرًا وحاسمًا جدًا أيضًا: " موقفنا ثابت منذ عشرات السنوات لم ولن يتغير، لا سلام ولا تطبيع مع 'إسرائيل' قبل انسحابها من كامل الأراضي العربية المُحتلّة، وإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم ..."..

سابعًا ـ أعتقد أن توقيت الزيارة ونتائجها تشرح وتُفسّر الكثير من الأحداث التي رافقتها، مثل إقرار قانون قيصر، وتشديد العقوبات الأميركية على سورية، وتكثيف الغارات الإسرائيلية على سورية في تلك الفترة 

وتُفسّر لنا أيضًا حالة الهستيريا التي أصابت المسؤولين الصهاينة وترامب، وأهم مظاهرها اعتراف ترامب بمحاولته اغتيال الرئيس بشار الأسد، وأيضًا تصريح رئيس شعبة الأبحاث في الجيش الإسرائيلي الجنرال دورو شارون حين قال بكل وقاحة وعنجهية " عدوّنا هو بشار الأسد وليس الشعب السوري، والمجتمع الدولي ارتكب خطيئة كُبرى بإبقائه على الديكتاتور بشار الأسد حيّاً" .....

مشكلة أميركا وإسرائيل الأزلية مع الرئيس بشار الأسد أنهما لم يتعوّدا على التعامل مع رؤساء عرب يمتلكون ما يمتلكه الأسد بشار مِن كرامة وكبرياء وعنفوان ورجولة وثبات على المبادئ .... لذلك اعتقدوا بعد عشر سنوات من الحرب الكونية أنّ الأسد سيتراجع ولو قيد أنمُلة عن مواقفه ومبادئه، فجاء الجواب واضحًا " هذا الشبل بشار من ذاك الأسد حافظ "   ........

والآن أستطيع القول بكل ثقة أن انتظروا أن تسمعوا مني قريبًا عن مفاجآت كُبرى عن لقاءات سرّية لمسؤولين أتراك مع مسؤولين سوريين، سواء تلك التي حصلت بالفعل، أو تلك التي ستحصل قريبا بوساطة روسية إيرانية   ......