في لقاء متلفز على قناة العهد الفضائية جمعنا بثلاثة شخصيات فكرية من قطر والكويت ومصر.
عنوان الحلقة كان عن (مؤتمر ابو ظبي) الاخير الذي حضرته الامارات وعمان والبحرين ومصر والاردن وغابت عنه السعودية والكويت، الضيفان من قطر والكويت هاجما حكومة مصر باعتبار انها فشلت في الملف الاقتصادي وباتت مصر على حافة (المجاعة) ووصل الامر بالحديث عن بيع (اصول مشاريعها الاقتصادية) بما في ذلك (السويس)!
لا نعرف ماذا ناقش (مؤتمر ابو ظبي) ولم يفصح أحد عما دار به، لكن الصورة (البائسة) التي صدرها الاعلام الاماراتي للإعلام والتي لا يوجد سواها اظهرت بؤس وضعف الرئيسين (عبدالله والسيسي) وهما يجلسان في حال من الخنوع.! المشهد واضح ان هذين (الشحاذين) جاءا ليستجديا من (دول الخلي).
سبق هذا (الاجتماع) في ابو ظبي تصريح للبنك الدولي يناشد فيه دول الخليج بدعم مصر بمبلغ (14) مليار دولار سواء قرضا ميسرا او استثمارا او اي وسيلة اخرى.
السعودية اعلنت عن موقفها المسبق دون ذكر الاسم ومثلها الكويت بانهما غير جاهزين لهذه (الدعوة)، البنك الدولي دعا دول الخليج لهذه المهمة لأنه يريد استعادة مبالغ القروض الى مصر والتي تجاوزت الـ (200) مليار دولار، وقد حان موعد تسديد (المستحقات)، والاقتصاد المصري عاجز عن ذلك، بسبب فشل السياسة الاقتصادية للحكومة المصرية وخطئها بإنشاء مدينة ثانية (الجمهورية الجديدة) للاستغناء قدر المستطاع عن القاهرة القديمة، لكن بسبب (فقر الشعب) وعدم تمكنه لشراء عقار بهذه (المدينة) بقيت خالية من السكان، ولم تستطع الحكومة تسديد المبالغ المقترضة من البنك الدولي او الشركات ..
دول الخليج وجدتها فرصة للإيقاع بمصر وانتزاع (مصادر قوتها) في بعدها السكاني وموقعها واقتصادها وبعدها العسكري ايضا لتبدو دولة (ضعيفة)، فعاجلت للطلب من مصر ببيع (مصادرها الاقتصادية).
الغرب من جهته ومنذ ثلاثة أشهر يتحدث بتقارير مطولة عن (واقع الاقتصاد المصري) وطوابير البحث عن (رغيف الخبر) وعن قروض البنك الدولي. وعجز التسديد وفشل الاستثمارات الحكومية، في نفس الوقت بدأ المطالبة بإبعاد (الجيش)عن (المعادلة الاقتصادية).
السبب في (ابعاد الجيش) وتحميله مسؤولية (انتهاكات حقوق الانسان) واضح يريدون (دول ضعيفة) وقد ادى الجيش المصري (واجبه) بإبعاد (الاحزاب الاسلامية) عن واجهات الحكم وهم بين (معدوم ومعتقل ومحكوم).
المشروع (الغربي) يقضي بصناعة (دول ضعيفة) بالمنطقة (دون اسنان) كما تقول ادبياتهم، وسوف تشارك (دول الخليج) بهذا (الاضعاف) عبر المال والتآمر، فيما الريادة للإمارات في ذلك.
لم تبق دولة (متماسكة) في المغرب العربي سوى (الجزائر) وقد لاح التخطيط بإدخالها في حرب مع (المغرب) وقد بانت ملامح ذلك عبر المناورات المباشرة بين القوات المغربية والاميركية ورفع منسوب التسليح للمغرب ودفعه للمزيد من التطبيع مع اسرائيل والتعاون العسكري معها.
بعد صناع دول (فاشلة) في مصر والاردن وادخال الجزائر في حرب بدعوى (الصحراء المغربية) تكون دول الخليج هي (الضحية) الاخيرة وستجد نفسها في معادلة اما (قبول اسرائيل) كراعية للأمن والاقتصاد او (انتهاء عصر الملوك والامراء) ولا شك ان هؤلاء (الحكام) يذهبون (سراعا) نحو اسرائيل والمشروع الابراهيمي.
السؤال: الى اي حد يمكن نجاح هذا المشروع بالمنطقة؟ الجواب: هذا يتوقف على الحرب الاوكرانية الروسية ونتائجها وصراع الطاقة وعلى فاعلية المقاومة وصمودها وصبرها..