• اخر تحديث : 2024-05-15 19:58
news-details
مقالات مترجمة

يعتمد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على "دبلوماسية الطائرات من دون طيار" لتوسيع نفوذ أنقرة في القارة حيث تسيطر الولايات المتحدة والصين على معظم السوق.

منذ اختبار الطائرات التركية من دون طيار في ليبيا في العام 2019، جعل رجب طيب أردوغان "دبلوماسية الطائرات من دون طيار" محوراً استراتيجياً لتأسيس نفوذه في القارة. وبالتالي يغذي أحلامه "العثمانية الجديدة"، مع المخاطرة بإغضاب بكين وواشنطن وتل أبيب، منافسيه الرئيسيين في سوق الحرب البعيدة. ما هي الدول الأفريقية التي لديها طائرات من دون طيار؟، من يبيعهم لهم؟، ما هي الطائرات من دون طيار التي تجهز الجيوش الأفريقية؟

في غضون سنوات قليلة، أصبحت إفريقيا مختبرًا لهذه الطائرات طيار المخصصة للمراقبة والاستطلاع والهجمات، سواء كانت تنفذ المهام لجيش نظامي، أو منظمة غير حكومية، أو حتى جماعة إرهابية مثل بوكو حرام التي استخدمت هذه الأجهزة لمراقبة تحركات القوات النيجيرية منذ العام 2018.

العديد من "الضحايا العرضيين"

وهو انتشار يثير تساؤلات جدية. أولاً لأن الطيار يقود الضربات بواسطة شاشة متداخلة. وثانيًا لأن معايير تحديد الهدف: نوع الملابس، والقياسات، ولون البشرة تترك هوامش خطأ كبيرة، وتسبب العديد من "الضحايا العرضيين ". ففي تموز \ يوليو الماضي، قتل سبعة أشخاص في هجوم بطائرة مسيرة في شمال توغو. واعتذرت السلطات التي تلقت لتوها نماذج خادعة عن الخلط بين الأطفال وبين رتل من الجهاديين.

وكانت واشنطن هي التي جعلت الطائرات من دون طيار جزءًا رئيسيًا من حربها العالمية على الإرهاب عقب هجمات 11 أيلول/ سبتمبر سبتمبر. وقد تم توثيق "الأخطاء الفادحة" التي ارتكبها "بريداتور" و "ريبر" الأميركيان على نطاق واسع، من أفغانستان إلى الصومال عبر اليمن وليبيا. ومع ذلك، فإن هذا لم يمنع الولايات المتحدة - وكذلك فرنسا التي تستخدم الآن على نطاق واسع الطائرات من دون طيار في منطقة الساحل - من تصعيد انتشارها لمحاربة الإرهاب.

مواد أقل كلفة بكثير

بدأت دول القارة منذ بداية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين في تجهيز نفسها بطائرات استطلاع من دون طيار، ومعظمها طائرات إسرائيلية.  على الرغم من أن البعض، مثل المغرب، بدأ في الاستثمار في بناء أجهزته الخاصة. لكن أراد الغربيون حتى الآن الاحتفاظ بالسيطرة الحصرية على الطائرات المسلحة من دون طيار. تقول باريس وواشنطن إنهما تريدان تجنب الانتهاكات المحتملة لحقوق الإنسان. وهي حجة يعتبرها العديد من الدول الأفريقية متعالية، وأبوية، وحتى استعمارية جديدة. لكن هذا يناسب الشركات المصنعة التركية والصينية والإماراتية والإيرانية الذين يكتسبون حصة كبيرة بشكل متزايد من سوق الطائرات من دون طيار من خلال تقديم معدات أقل كلفة. وقد فازت أنقرة ـ بعد بكين ـ بالعديد من الصفقات حكومات القارة بشأن طائرات TB-2 تصميم شركة Baykar التي لم يكن أحد مؤسسيها سوى سلجوق بيرقدار صهر أردوغان. وفي نهاية كانون الأول/ ديسمبر قام وزير الدفاع المالي ساديو كامارا بزيارة قاعدة موبتي الجوية وتفقد الطائرات العسكرية التركية من دون طيار “بيرقدار TB-2” التي تم الحصول عليها كجزء من شراكة بين باماكو وأنقرة. وبعد النيجر وتوغو وبوركينا فاسو، أصبحت مالي رابع دولة في غرب أفريقيا تزود نفسها بالسلاح القاتل TB-2 في أقل من عام.