• اخر تحديث : 2024-04-30 13:50
news-details
إصدارات الأعضاء

ينكشفُ فسادُ الفكر والروح الوطنية عندما يلجأ إلى الإقناع شخصاً بإثارة العواطف "المجردة عن الوعي"، وبث الشائعات الكاذبة، والمبالغة في قراءة الأحداث، أو تزوير وقائعها، والعزف على وتر الباطل ليصدر لنا نغمة نشازاً تخدش الاسماع.

تابعت التغريدات وهي الأكثر خصوصية للمشتركين والأكثر تعبيرا عن مكنونات أصحابها بما يحملون من افكار صريحة وواضحة سواء كانت معتدلة او طائفية او وطنية او تدعو للوئام او تدعو للصدام، وغالبا ما قرأت لمستويات فكرية وحزبية وشخصيات اعلامية لتقدير بعض المواقف والأحداث في محاولة جديدة وتأكيد اخر في محاولة حرفها عن اتجاهها الصحيح مع وجود ارواح زهقت للدفاع عن حياة الآخرين، نقرأ لهؤلاء ترسبات للحقد والكراهية والتأكيد على التقسيم الطائفي بتعابير مختلفة بعد ان اقبر الطائفيون والارهابيون لكن هؤلاء لازالوا يتنفسونها.

حينما نتحدث عن الطارمية خاصرة بغداد الرخوة بهذا الوصف الجغرافي الذي تقع فيه هذه المنطقة فأهمية استقرارها وامنها يمنح أهمية وأمناً مستداماً لمحافظة بغداد التي عانت كثيرا بفعل وجود إرهابيين ينطلقون ويختبئون فيها وهذا الوصف ليس شاملا لأهالي المدينة. وعدم وجود تعاون مع القوات الامنية معلوماتيا من قبل الاهالي ساعدها لان تكون قاعدة يتحرك فيها الإرهاب بأريحية وقد سجلت عمليات قنص لضباط قادة ومراتب وامراء ألوية وتفجيرات لأرتال ومدنيين واحزمة ناسفة لاستهداف القوات الامنية التي ترابط حسب الواجبات الملقاة على عاتقها وهذا ما حدث في زيارة الامام موسى الكاظم (ع).

ولم تهدأ انطلاق العمليات الارهابية من الطارمية مع ان الوضع في محافظات العراق أصبح امناً. في ذكرى استشهاد الإمام الكاظم (ع) يمر الزائرين من كافة محافظات العراق الى مناطق بغداد المختلفة والمتنوعة عقائدهم وثقافتهم وتوجهاتهم بدون معرقلات ومن تلك المناطق هي الاعظمية حيث يربطها بالكاظمية جسر ويمد بينهما وشائج التواصل في كل المناسبات واستجابة لنداء الجوامع فيها قدمت هذه المدينة شهيدها البطل رحمه الله عثمان العبيدي لإنقاذ الغرقى في أحد سنوات الزيارة وهي اليوم تسهم في استقبال الزائرين وهم يعبرون الجسر باتجاه الكاظمية.

الاعظمية وغيرها لم تنطلق منها ما يرهب الزوار كما هي الطارمية، ولم تقتل او تنتقم من القوات الامنية كما ينطلق الارهابيون من الطارمية وفي شتى المناسبات وهذه ليست المرة الأولى. يطالعنا الضاري امين عام المشروع الوطني في تغريدته ليقول ارجو ان لا يكون هناك عقابا جماعيا للطارمية واخر يقول الطارمية تواجه ضغوطات واخر يغرد بحقده على القوات الامنية ولم يكلف أحد نفسه ليستنكر اولا هذا العمل الإرهابي الذي راح ضحيته ضباطاً ومراتباً لحماية أبناء شعبهم ويترحم على ارواح الشهداء ليحدثنا بعدها عن مخاوفه، بينما نحن نقف إزاء ذلك مكتوفي الكلام، فأية إدانة منا يتم تأويلها طائفياً.

للناس دين وعقائد وطقوس وشعائر من كافة الملل والاديان يعبرون فيها عن الولاء والتمسك بمنهاجهم وشريعتهم، فإذا كنت مختلف معهم فهذا لا يجيز لك قتلهم ايها النتن وتمزيقهم اشلاءً لأنك لا تؤمن او تعتقد بما يعتقدون.

الرحمة والمغفرة والجنان للشهداء من الضباط والجنود الذين ضحوا بأرواحهم من أجل حماية الزائرين المتوجهين إلى ضريح الامام موسى بن جعفر (ع) في ذكرى استشهاده.