الدول العربية، والأمة العربية، والوطن العربي، والبلدان العربية كلها اسماء نقرأها على الخارطة منذ أن وعينا دروس التاريخ والوطنية والجغرافيا ومفترض أن توحي لنا هذه التسمية بان هذه الأمة متكاملة اقتصاديا متعاونة على البر والتقوى ومجتمعة ضد العدوان تساعد بعضها البعض وتقف إلى جانب بعضها في حل المشاكل والصعوبات والازمات والتحديات والدليل هو عقد المؤتمرات والقمم السنوية ولكن دون جدوى.
حرب بلد ضد بلد وحصار وتدمير البنى التحتية ضد بلد اخر ومؤامرات ضد بلدان أخرى وارهاب وقرارات عربية مجففة بحق دول، ويصطف البعض مع الأعداء ضد الإخوة الاشقاء إلخ. عرب ضد عرب والوقائع والتواريخ تثبت ذلك؛ الارهاب ضد الشعب العراقي والمفخخات والاحزمة الناسفة والعبوات والتنظيمات الإرهابية من أخوة عرب، ولم تعترض الأمة العربية على تواجد القوات الاجنبية.
اما سوريا فساهم بعض من حكام العرب بتدميرها في محاولة لإسقاط النظام السوري وساعد بالأموال في نشاط المنظمات الإرهابية والعدو الصهيوني يقصف سورية ولم تعترض الأمة العربية على تواجد القوات الاجنبية.
في لبنان تركت لمصيرها وسحبت يد العون منها وهي تعاني وضع اقتصادي متردي بعد ان تدخل الأشقاء سلباً في تشكيل الحكومة أعواما وتم ايقاف الاستثمارات والتمويل وسحب والاموال منها وبقت صامدة ضد استفزازات العدو الصهيوني ولم تعترض الامة العربية. اليمن وما إدراك ما اليمن؛ ثمانية أعوام من المواجهات والحرب والحصار وسرقة الثروات واحتلال الأراضي والموانئ والجزر وتحطيم البنى التحتية والأمراض والشعب صامد لأنه يحب الحياة ويدافع عن وجوده وكرامته وسيادته واستقلاله.
وبحجة (إعادة الشرعية) امتدت الحرب ثمانية سنوات دفع الشعب اليمني ثمناً غالياً لذلك. واليكم إحصائية جرائم العدوان الأمريكي السعودي خلال ثمانية سنوات: الخسائر البشرية: 48,349 إجمالي الشهداء والجرحى 18,140 شهيد و30,254 جريح و4,079 شهيد من الأطفال و4,790 جريح من الأطفال و11,603 شهيد من الرجال و22,476 جريح من الرجال و2,458 شهيدة من النساء و2,988 جريحة من النساء اما خسائر البنية التحية فهي: 15 مطار و16 ميناء و346 محطة ومولد كهرباء و617 شبكة ومحطة اتصال و3,095 خزان ومحطة مياه و2,105 منشأة حكومية. وفيما يخص خسائر المنشآت الاقتصادية: 7,293 طريق وجسر و409 مصنع و390 ناقلة وقود و12,088 منشأة تجارية و466 مزرعة دجاج ومواشي و10,279 وسائل نقل و485 قارب صيد و1,020 مخزن أغذية و427 محطة وقود و704 سوقو 1,040 شاحنة غذاء واما خسائر المنشآت الخدمية: 603,110 منزل و182 منشأة جامعية 1,714 مسجد و384 منشأة سياحية 417 مستشفى ومرفق صحي و1,265 مدرسة ومرفق تعليمي و11,350 حقل زراعي و141 منشأة رياضية و258 موقع أثري و61 منشأة إعلامية. (مركز عين الإنسانية).
هذا حالنا نحن العرب لا نجد ما نتسلى به سوى قتل بعضنا البعض وتدمير بعضنا البعض. فمتى تستفيق هذه الأمة من سباتها ليلتئم شملها وتعيد مجدها وتفرض نفسها وتتكاتف فيما بينها. أمة موحدة في الرؤية والاقتصاد والتكامل الأمني والتنموي بعيداً عن تدخل الغرب الذي دمرها وتحكم بعقول حكامها.