ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أنه وبعد مضي 24 ساعة على إقلاع الطائرة الإسرائيلية سراً من أراضي السودان عائدةً إلى "إسرائيل"، والتي كان على متنها وفد من مسؤولين إسرائيليين وأميركيين، "يبدو أن اتفاق التطبيع بين "إسرائيل" والسودان خلف الزاوية". وفيما يلي نص المقال المترجم:
في الأيام القريبة، من المتوقع أن يُعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن "إسرائيل" والسودان توصلتا بعد مفاوضات مستمرة إلى اتفاق لا-حرب وتطبيعٍ كامل.
الخطة هي إقامة اتصالٍ هاتفي أو فيديو بين ترامب ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ورئيس المجلس السيادي المؤقت في السودان عبد الفتاح البرهان، من أجل الإعلان عن العلاقات.
رئيس الحكومة السوداني، عبد الله حمدوك، أكّد أمس أنه مستعد للمضي في اتفاق التطبيع، لكنه اشترط هذا بموافقة البرلمان المؤقت، ما يمكن أن يعرقل الخطوة.
وفد المسؤولين من "إسرائيل" ومن الولايات المتحدة، الذي عاد من الخرطوم في يوم الأربعاء، أنجز التفاصيل الأخيرة للاتفاق.
يشار إلى أن الوفد الإسرائيلي ترأسه "ر"، رئيس شعبة الشرق الأوسط وأفريقيا في مجلس الأمن القومي، الذي أدار الاتصالات.
كما يتبين أن إدارة ترامب، التي تدفع إلى تحقيق الاتفاق بأسرع ما يمكن، وقبل الانتخابات الرئاسية الأميركية، طلبت من السودانيين موافقتهم الكاملة كي لا يكون هناك وضع يعارض فيه جزء من القيادة الاتفاق.
كما حذرتهم "لا تلعبوا سياسة داخلية على حسابنا. إخراجكم من قائمة الدول الداعمة للإرهاب هو مسألة دراماتيكية جدًا".
وفي "إسرائيل" يشيرون إلى عدة مميزات لتحقق الاتفاق، أهمها "ضربة للهيمنة الإقليمية لإيران".
وزير الاستخبارات إيلي كوهِن قال إن "السودان بلد مهم في المنطقة. إخراجه من قائمة الإرهاب الأميركية سيمكننا من التوقيع على اتفاقٍ إضافي وبدء تعاون كثير ومهم سيُسهم كثيراً لإسرائيل".
وهنالك أيضاً اعتبار إضافي من وراء الاتفاق، "مسألة اللاجئين والمتسللين السودانيين في إسرائيل"، بحيث قدر مسؤول إسرائيلي أن هناك تفاهم لفظي بأن تستقبل السودان عدة مئات من اللاجئين سنوياً.
الاتفاق نُسج بعد سنوات من الاتصالات السرية، من سنة 2017 التقى مندوب إسرائيلي في تركيا مسؤولين سودانيين، بينهم أيضاً رئيس المخابرات في السودان، وبحثوا تدفئة العلاقات بين الجانبين.
وفي موازاة ذلك، أقام الموساد اتصالات خاصة به، في آب/أغسطس، نُشر في وسائل إعلام أجنبية أن رئيس الموساد التقى بنائب رئيس المجلس السيادي للسودان، الجنرال محمد حمدان دقلو.
والهدف هو أن "إسرائيل" حاولت إقناع السودانيين بالتوقف عن تهريب الأسلحة الإيرانية التي تمر عبرهم، وكذلك ترتيب إعادة لاجئين ومتسللين سودانيين والسماح لرحلات عبر مطار بن غوريون ومنه بالمرور في أجواء السودان.
الانعطافة في الاتصالات حصلت في العام الماضي بعد إسقاط عمر البشير واستبداله في انقلاب من قبل مجلس سلطة مؤقت.
في شباط/فبراير الماضي، اجتمع نتنياهو في أوغندا برئيس المجلس الجنرال البرهان، من أجل تهيئة الأرضية للاتفاق.
فيما دفعت الولايات المتحدة والإمارات في الوقت نفسه من وراء الكواليس السودانيين إلى توحيد الصفوف خلف الاتفاق.
الجدير بالذكر أنه وفي وقتٍ مبكر من هذا الأسبوع أعلن ترامب أنه أمر بإزالة السودان عن قائمة الدول الداعمة للإرهاب وتقديم مساعدة إنسانية لها، مقابل موافقتها على دفع تعويضات لضحايا الهجمات على السفارتين الأميركية في كينيا وتنزانيا في سنة 1998، التي خططت لها القاعدة من قواعدها في السودان.
الدكتور حايم كورن، الذي كان أول سفيرٍ لـ"إسرائيل" في جنوب السودان، زعم أن لـ"إسرائيل" إمكانية إقامة علاقات حقيقية وكاملة مع السودان أفضل بكثير من تلك القائمة مع مصر، قائلاً "لا أرى أي مانعٍ لهذا. ليس لدينا حدود مشتركة أو تاريخ مشحون، والشعب السوداني ناضج لهذا. لدينا شهرة طيبة في البلد".
كذلك، قدّر مصدر أمني كبير أنه "في ظل كل الكلام الذي نسمعه في الشرق الأوسط مع الإمارات، البحرين، وعمّا قليل السودان – عمّا قليل ستخرج السعودية أيضاً من العتمة".