• اخر تحديث : 2024-05-02 20:55
news-details
إصدارات الأعضاء

الأوضاع العسكرية في الميدان الاوكراني، لا تجري كما تشتهي رياح الرئيس الاوكراني زيلينسكي ومع كل الدعم الغربي غير المسبوق والمشاركة الظاهرة والمستترة للمرتزقة والجيوش النظامية المتخفية، فإن حقيقة واحدة لا يمكن أن يحجبها كل غبار البروباغندا والدعايات المغرضة والسمجة التي تروجها وسائل الإعلام الغربية، وهي اقتراب الانهيار الاوكراني المتدحرج وعجز كل الغرب عن وقف تقدم القوات الروسية.

ومع ادراك ممثل مافيا السلاح العالمية الذي أُجلس عنوة على كرسي الرئاسة في كييف ان دوره قد شارف على نهايته ولا وجود لأي فرصة للتقدم وحتى للمحافظة على الأوضاع القائمة على الجبهة بالرغم من الدعم غير المسبوق، سارع لزيارة بولندا وهي من اكثر الدول والحكومات المتآمرة على روسيا، ومن هناك بدأت حفلات التهريج والتهديد والوعيد، ومن جملة ما صرح به الممثل المحترف زيلينسكي وما يمكن التوقف عنده، قوله أن الحدود بين البلدين ستكون شفافة إلى أقصى حدّ!!!  

كما توقع العديد، فإن ذلك سيعني فتح الحدود بشكل حرّ أمام من يرغب من الاوكرانيين بالانتقال إلى بولندا والعكس، او يمكن ان يعني دخول الشرطة العسكرية الاوكرانية إلى بولندا لملاحقة الفارين من الخدمة العسكرية وسوقهم إلى الجبهات. بالطبع الأمر ليس على هذا النحو، ولا هذا ما قصده خادم الاوليغارشية  الاوكرانية، بل هذا التصريح يُشتّم منه دعوة للجيش البولندي للمشاركة في الحرب بصورة مباشرة بدل إرسال وحدات خاصة والباسها لباس الجنود الاوكران. وحلم السلطات البولندية بالاستيلاء على الجزء الغربي من اوكرانيا ليس بسرّ ولا يضاهيه حلم اخر، خاصة وان المدعو رئيسا على حين غفلة في اوكرانيا لا يعنيه كثيرا تقسيم اوكرانيا او قتل شعبها، فهو الصهيوني بامتياز حامل الجنسية الإسرائيلية مستجد وطارىء على أرض اوكرانيا وشعبها السلافي. الأخطر هو انجرار بولندا إلى الصراع بشكل مباشر بسبب نزعة الغرور لدى قادتها الحاليين وعدم تقدير الموقف وتشجيع واشنطن ولندن لمثل هذا الخيار بهدف توريط أوروبا، ولا سيما منها الدول المشابهة لبولندا بالتطرف، كدول البلطيق والدول الاسكندنافية، فاي دخول مباشر للجيش البولندي إلى أرض المعركة سيتبعه مشاركة طائراته وكافة وحداته ما سيدفع القوات الروسية الى رفع نوعية الأسلحة التي تستخدمها وبالتالي استهداف قواعد الجيش البولندي العسكرية، ولا سيما المطارات العسكرية منها وهذا الأمر سيحتم مشاركة الناتو في الحرب.

أضف إلى هذا، هناك أمر اخر مستجد ومهم للغاية، وهو ما جرى اخيرا من ضم فنلندا لحلف الناتو التي تتقاسم مع روسيا حدودا ستكون الأطول لروسيا مع حلف الناتو (حوالي ١٣٠٠ كلم) وإمكانية تحويل فنلندا إلى منصة لتجميع جيوش الناتو وقواعد صواريخ وقبب حديدية كتلك الموجودة في الاسكا وطائرات استراتيجية اف - ٣٥ وما شاكل.... لا يمكن التقليل من هذا الامر، خاصة وان القادة الفنلنديين قد تحولوا بسحر ساحر الى صقور حرب والمعروف ان الشعب الفنلندي محب للسلام وحسن الجوار فكيف هبطت كل هذه الاحقاد دفعة واحدة على قادته!؟ ولا يتوقف الأمر عند فنلندا وحدها اذا ذكرت وسائل اعلام روسية انه جرى في السويد الطلب إلى بلديات ومراكز خدمات مختصة بتوسيع المساحات المخصصة للمدافن.

يبدو أن معركة اوكرانيا هي معركة موت او حياة للناتو، حيث بدأ قادته يتحسسون رقابهم، وخاصة بعد ان اعلن الرئيس الصيني خلال زيارته لموسكو "اننا مع روسيا سنبني العالم الجديد". وكما هو معروف فإن الحضارة الغربية هي التي سيطرت طيلة القرون الخمس الأخيرة على العالم. وتميزت هذه السيطرة بالهيمنة وسرقة الشعوب واستعمارها واذلالها وإقامة النهضة الاقتصادية والمالية في العالم الغربي على حساب افقار الدول المستعمرة وزيادة تخلفها، ولذلك فان الغرب يقاتل اليوم بكل امكانياته في اوكرانيا للمحافظة على هيمنته ومكاسبه، بعد استشعاره بانه سيحرم من هذه السيطرة والهيمنة مع ما سيرتب عليه تداعيات كارثية وعقابية.

الولايات المتحدة تدفع الاوروبيين كما الاوكرانيين لتنفيذ مهمة الموت من أجل المحافظة على الهيمنة الغربية، في حين ان الاميركيين والبريطانيين يجلسون وراء المحيط يديرون المعركة بأمان. فإذا لم يتمكن الاوكران من المهمة يكون الدور للبولنديين ودول البلطيق والدول الاسكندنافية وبعدها ألمانيا، وان حصلت حرب نووية فلا ترى الادارة الاميركية اي مشكلة، لانها ستحرص على ان تكون تكتيكية محلية تشمل هذه الدول المذكورة وحدها من دون المساس بالاراضي الروسية والأميركية، لان الأميركيين يدركون جيدا ان اي مسّ بالاراضي الروسية سيعني الرد في الأراضي الأميركية والبريطانية ولذلك سيحصرون المعركة والموت في مهمة الدفاع عن مصالحهم الاستعمارية بالدول الاوروبية التي امتطوها لهذا الغرض بالاضافة بالطبع لاوكرانيا، ولا ضير ان تدمر هذه الدول في محاولة إنقاذ الهيمنة الأميركية وان تُقتل اعداد هائلة من سكانها وجنودها، فهناك قوة مالية صناعية عسكرية ضخمة تخطط منذ زمن للتقليل من اعداد الجنس البشري ان كان بالاوبئة المستحدثة او بالحروب، وهذه الحرب النووية التكتيكية ستفي بالغرض بالنسبة للإدارة المجرمة في واشنطن.