• اخر تحديث : 2024-11-29 08:55
news-details
تقارير

"بوبليكو": ما مدى تأثير إسرائيل في الانتخابات الأميركية؟


خلال المرحلة الأخيرة من الانتخابات الرئاسية الأميركية عاد موضوع تأثير الجالية اليهودية بالولايات المتحدة في الانتخابات إلى دائرة الضوء.

فعلى الرغم من أن تلك الجالية تمثل 1.9% فقط من سكان الولايات المتحدة، فإنها تتمتّع بنفوذ هائل على مستوى السياسة الخارجية الأميركية، خاصة في القضايا المتعلقة بمنطقة الشرق الأوسط، ولا يُتوقع أن يتضاءل تأثيرها في حال فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن بالانتخابات.

صحيفة "بوبليكو" الإسبانية نشرت تقريرا للكاتب الصحفي أوجينيو غارسيا غاسكون يسلط الضوء على تأثير الجالية اليهودية في الانتخابات الأميركية، قال فيه إن لقاء رؤساء الوزراء الإسرائيليين بمرشحي الانتخابات الرئاسية الأميركية في السنة التي تسبق الانتخابات يعدّ من التقاليد الراسخة منذ أمد بعيد، وهو ما يعكس حجم التأثير اليهودي في اختيار رئيس الولايات المتحدة.

بيد أن عزوف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن لقاء المرشح الديمقراطي جو بايدن قبيل الانتخابات الحالية يدعو للتساؤل عن حقيقة موقف يهود الولايات المتحدة من السباق نحو البيت الأبيض بين الرئيس الحالي دونالد ترامب ومنافسه بايدن.

نتنياهو يتجاهل بايدن

أشار الكاتب إلى أنه رغم أن علاقة بايدن ونتنياهو تمتد لعقود، فإن ذلك لم يمنع المرشح الديمقراطي من أن يُدلي بتصريحات أغضبت رئيس الوزراء الإسرائيلي حين كان يشغل منصب نائب الرئيس باراك أوباما.

وقد صرّح بايدن آنذاك أنه يحب نتنياهو، لكنه لا يوافق على "الأفكار الدموية" التي يتحدث عنها رئيس الوزراء الإسرائيلي.

وعندما زار أميركا منتصف شهر سبتمبر/أيلول الماضي للتوقيع على ما بات يُعرف بـ"اتفاقيات أبراهام" لتطبيع العلاقات مع البحرين والإمارات، لم يطلب نتنياهو لقاء بايدن، ولم يتصل به هاتفيا، الأمر الذي كان المرشح الديمقراطي يتوقعه وفق مصادر إعلامية.

وأشار الكاتب إلى أن عدم تعليق المشرفين على حملة بايدن الرئاسية أو تنديدهم بانحياز نتنياهو لترامب، والتزامهم الصمت، وتجنّب الصدام مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بدل ذلك كلها أمور تدعو للاستغراب.

ونقل التقرير عن صحيفة "جيروزاليم بوست" (The Jerusalem Post) الإسرائيلية القول إن عزوف نتنياهو عن لقاء بايدن يظهر أن "إسرائيل أصبحت في السنوات الأخيرة قضية حزبية" في السياسة الأميركية.

ويرى الكاتب أن اصطفاف رئيس الوزراء الإسرائيلي مع ترامب والحزب الجمهوري في الوقت الراهن يمكن أن يتغيّر بشكل كامل في حال فوز بايدن في السباق الرئاسي، وسيتحوّل نتنياهو بعدها مباشرة إلى الاصطفاف مع الحزب الديمقراطي.

لمن ستذهب أصوات اليهود؟

أشار التقرير إلى أن أغلبية أصوات اليهود الأميركيين تذهب لصالح المرشحين الديمقراطيين، نظرا للتوافق في الرأي بشأن أغلب القضايا المحلية مثل الإجهاض، والحق في حمل السلاح، والصحة، وحقوق المثليين.

وووفقا للكاتب، فإن من المنتظر أن يستمر هذا التوجه في الانتخابات الحالية، رغم تماهي ترامب مع مطالب نتنياهو، ورغم الانتقادات التي يوجهها بايدن في بعض الأحيان لإسرائيل، بما في ذلك رفضه قرار ضم الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية من جانب واحد، حيث اعتبر أن قرارا كهذا يقوّض حل الدولتين.

وأشار التقرير إلى أن استطلاعا للرأي أجراه "مركز بيو للأبحاث" (Pew Research Center) أظهر تصويت 71% من اليهود الأميركيين لمصلحة هيلاري كلينتون في انتخابات 2016، مقابل 24% فقط لمصلحة دونالد ترامب، كما أظهر استطلاع آخر للرأي أجراه معهد يهودي في سبتمبر/أيلول الماضي أن 67% من اليهود الأميركيين يعتزمون التصويت لمصلحة بايدن، مقابل 30% يعتزمون التصويت لترامب، وفقا للكاتب.