يزور الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي دمشق غدًا الأربعاء تلبية لدعوة من نظيره السوري د. بشار الأسد. وهي أول زيارة لرئيس إيراني إلى دمشق منذ بدء الحرب الكونية على سوريا عام 2011، وتستمر يومين. ويرافقه في هذه الزيارة التي وُصِفت بأنها "بالغة الأهمية" وفد سياسي واقتصادي رفيع المستوى؛ خاصة أنها تزامنت مع انعقاد اجتماع وزراء الخارجية العرب أمس الإثنين في الأردن بمشاركة وزير الخارجية السوري د. فيصل المقداد.
لأهمية الموضوع أعدت الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين بعض المقترحات للتعامل معها في الخطاب الإعلامي.
أوّلًا. استحضار تاريخ العلاقات الخاصة والعميقة بين سوريا والجمهورية الإسلامية منذ ما قبل انتصار الثورة، والمستندة الى السيادة السورية الكاملة.
وفي هذا السياق نشر موقع المنار اللبناني ملفًا بعنوان: "عشية زيارة السيد رئيسي إلى دمشق.. ماذا في الأبعاد والدلالات؟"، وهذا ما ورد فيه:
تحمل زيارة الرئيس الإيراني السيد ابراهيم رئيسي إلى سوريا، العديد من الدلالات، خصوصاً أنها تأتي في ظل مجموعة متغيرات إقليمية ودولية تجعل من فهم سياق هذه الخطوة أمرًا ضروريًا لمعرفة أبعادها ونتائجها المتوقعة؛ خصوصًا أنها الزيارة الأولى لرئيس إيراني منذ الحرب على سوريا عام 2011. ولا بد بداية من إلقاء نظرة على تطور العلاقات الإيرانية – السورية، فهي وإن كانت سابقة على انتصار الثورة الإسلامية في إيران، فإن عام 1980 شكل نقطة تحول في العلاقة، وتصاعدت إلى أن وصلت إلى مرحلة التحالف الإستراتيجي والعسكري.
مرحلة التحالف السياسي والتعاون الثقافي (ـ (1979 ـ 1990)
في أيلول من العام 1987، انضمت إيران إلى جانب ليبيا والجزائر واليمن الجنوبي ومنظمة التحرير الفلسطينية إلى محور رفض اتفاقيات كامب ديفيد بين مصر والكيان المؤقت والولايات المتحدة، ومع الحرب المفروضة على إيران من قبل النظام العراقي السابق خريف العام 1980 بنت سوريا قناة تحاور غير مباشر بين دول الخليج وإيران. وافتتحت الجمهورية الإسلامية عام 1983 أول مركزًا ثقافيًا لها في سوريا في ضاحية المزة في العاصمة دمشق، ثم نُقل إلى قلب دمشق قبالة ميدان الشهداء. وفي منتصف الثمانينات، تم تأكيد العلاقة على أهمية انعكاس التحالف بين البلدين على موازين القوى الداخلية والنفوذ الإقليمي.
دعمت سوريا إيران خلال الحرب المفروضة، خصوصاً بين سنتي 1986 – 1988، وفي نهاية الثمانينات بات التحالف السوري مع إيران أوسع وأشمل في ظل تطورات أحداث الصراع مع الكيان الصهيوني، وصعود المقاومة في لبنان وفي فلسطين المحتلة.
مرحلة وضوح الرؤى وتبلور ملامح التحالف المقاوم (1990ـ 2000)
رفضت سوريا كما إيران مؤتمر مدريد لـ "السلام" عام 1993، وبقيت سوريا طرفاً أساسياً في الصراع مع الكيان المحتل. ووسط هذه الأوضاع، زار الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد إيران في الأول من آب 1997، والتقى نظيره الإيراني آنذاك الشيخ هاشمي رفسنجاني والإمام السيد علي الخامنئي.
حافظ الاسد الامام الخامنئي طهران
مرحلة ثبات المحددات والمواجهة المشتركة 2001) ـ 2011)
بعد وفاة الرئيس حافظ الأسد عام 2000، استمر التحالف الإيراني-السوري، وثبتت الرؤى والأهداف والمواقف من عملية التسوية السياسية للصراع العربي الإسرائيلي. وفي العام 2001، زار الرئيس بشار الأسد طهران، والتقى السيد الخامنئي، ورئيس الجمهورية آنذاك السيد محمد خاتمي. وتوجه التعاون الثنائي بتوقيع اتفاقيات عدة، توجت في حجيران عام 2006، بتوقيع اتفاق للتعاون العسكري ضد التهديدات المشتركة التي يشكلها كيان الاحتلال والولايات المتحدة. كما تكررت زيارة الرئيس الأسد إلى طهران علم 2007، في عهد الرئيس أحمدي نجاد، الذي زار دمشق أيضاً عام 2010.
الرئيس الأسد ـ أحمدي نجاد دمشق
وفي هذه المرحلة، بدأت تتبلور ملامح محور المقاومة والممانعة، ورسمت ملامح مكاسب استراتيجية عامة تتجاوز المكاسب الداخلية الضيقة لكلا الطرفين وذلك عبر بناء نفوذ مواجهة المشاريع الأمريكية- الإسرائيلية، لا سيما مشروع الشرق الأوسط الجديد في تفتيت المنطقة وتقسيم دولها، من احتلال العراق 2003، إلى عدوان تموز 2006، وصولًا إلى الحرب على سوريا 2011.
وقبل أشهر قليلة من اندلاع الحرب، تم توقيع اتفاقية للغاز الطبيعي بقيمة 10 بلايين دولار مع سوريا والعراق لبناء خط أنابيب للغاز، يبدأ من إيران ويمر في سوريا ولبنان، ويصل إلى أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط.
مرحلة توثيق التحالف في ظل حرب الإرهاب ((2011ـ 2019)
سريعاً كانت الاستجابة الإيرانية لطلب الدولة السورية في تقديم الدعم اللازم وعلى المستويات كافة، مع بدء الأحداث المسلحة في سوريا، إيمانًا بأهمية الحفاظ على موقع سوريا في التوازنات الإقليمية، وضرورة تقويض مساعي تحجيم دورها الإقليمي. وفي هذه الفترة، تم التوقيع على اتفاق تجارة حرة رمزي عام 2011، لمحاولة التقليل من تأثير العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبعض دول الجامعة العربية. وفي كل مرحلة الحرب الكونية على سوريا، استمر الدعم الإيراني، على المستوى العسكري والسياسي والاقتصادي رغم كل الظروف الصعبة وتداعياتها. وتوج مسار التعاون هذا، في القضاء العسكري على التنظيمات الإرهابية في سوريا، وعلى رأسها داعش، واستعادة السيطرة على معظم الأراضي السورية.
مرحلة التحالف ضد الحصار الاقتصادي الأمريكي وتعزيز التعاون (2020ـ 2023)
وقام التحالف بين إيران وسوريا على مبدأ احترام سيادة الدولة السورية وقرارها ووحدة أراضيها. وفي كانون الثاني 2019، تم توقيع على 11 اتفاقية ومذكرة تفاهم وبرنامجًا تنفيذيًّا لتعزيز التعاون بين البلدين في المجال الاقتصادي والعلمي والثقافي والبنى التحتية والخدمات والاستثمار والإسكان وذلك في ختام اجتماعات الدورة الـ 14 من أعمال اللجنة العليا السورية – الإيرانية المشتركة التي عقدت في دمشق.
وفي 25 شباط 2019، زار الرئيس بشار الأسد، والتقى المسؤولين وعلى رأسهم الإمام السيد علي الخامنئي، والرئيس الشيخ حسن روحاني.
وفي نيسان 2021، كسر هذا التحالف الحصار الأمريكي عن سوريا عبر ناقلات النفط الإيرانية والمواد الغذائية، كما تم تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين عبر الاستثمارات الإيرانية في البنى التحتية السورية ووسائط النقل. وسعت إيران إلى تأمين كميات من الغاز الطبيعي لسوريا.
وفي 8 أيار 2022، زار الرئيس بشار الأسد طهران، والتقى الإمام السيد علي الخامنئي، والرئيس السيد ابراهيم رئيسي. وفي 27 نيسان 2023، وقعت مذكرة تفاهم شاملة في سوريا بشأن تعزيز التعاون في مختلف القطاعات بين البلدين، تمخضت بعد جلسات عدّة للجنة الاقتصادية السورية الإيرانية المشتركة في دمشق، دامت يومين بمشاركة ممثلي الجانبين في قطاعات الاقتصاد والتجارة والإسكان والنفط والصناعة والكهرباء والنقل والتأمينات.
في عمق العلاقة ومستقبلها
على الرغم من محاولات المجتمع الدولي والعربي قطف ثمار الصمود السوري دولة وشعبً، من بوابة إبعاد سوريا عن حليفها الإيراني، لا تزال دمشق الحليف الاستراتيجي لطهران، وتسجّل يومًا بعد يوم المزيد من الثبات والممانعة والقدرة على تغيير المعادلات في الوقت المناسب.
وتؤكد جل المعطيات، أن التحالف الإيراني السوري بمنأى عن التشوهات التي يحاول أن يرمي بها البعض هذه العلاقة في محاولات فاشلة لزرع الخلاف. فالتجربة على أرض الواقع وفي مختلف الميادين، وعلى مدى أكثر من عقد تشير إلى تماسك هذا التحالف والتمسك بالثوابت المشتركة والتوافق على الصمود في خندق واحد مع الحفاظ على مبدأ عدم التدخل في السياسات الداخلية والقرارات السيادية. ويشكّل التحالف بين البلدين قوة يعتدّ بها في مشروع محور الممانعة وحفظ المصالح العليا الاستراتيجية للبلدين. وتسجّل التطورات الإقليمية مؤخرًا، وفي طليعتها الاتفاق السعودي الإيراني، نقطة تحول استراتيجية ستظهر تأثيراتها تباعًا في مستقبل دول المنطقة، ويبقى التحالف الثنائي الإيراني السوري نقطة توازن هذا التحوّل التي ستحدد اتجاه التأثيرات ومداها في المنظور غير البعيد.
أبعاد زيارة السيد رئيسي إلى دمشق ودلالاتها
وإذا ما تم وضع هذه الزيارة في السياق الإقليمي، بما ما يرتبط بسوريا، فهي تأتي في خضم الانفتاح العربي المتزايد على سوريا، وبعد الزيارات المتبادلة لوزراء خارجية سوريا والسعودية، وأيضاً في ظل السعي التركي إلى الانفتاح على الحكومة السورية، وطي صفحة الحرب التي انهاها الجيش السوري وحلفاؤه ببسط سيطرته على معظم الأراضي.
وبالنسبة إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فزيارة الرئيس الإيراني، تأتي بعد الاتفاق الإيراني السعودي على إعادة استئناف العلاقات بينهما، والسعي لخفض التصعيد في مختلف الساحات، وبعد فشل الحرب التي شنها المحور الأمريكي على إيران، وثبات الجمهورية الإسلامية على موقفها فيما يخص المفاوضات النووية.
وما يعطي هذه الزيارة أبعاداً إضافية أنها تأتي في حين تسعى الصين إلى تعزيز لحضورها في المنطقة وانفتاحها المتصاعد على غرب آسيا والقضايا الحيوية فيها، كما تأتي قبيل الانتخابات التركية التي لن تنحصر آثارها على المستوى الداخلي التركي، بل إن نتائج هذه الانتخابات ستطال العديد من متغيرات المنطقة.
ولعل البعد الأهم، هو تزايد التنسيق بين أطراف محور المقاومة في موضوع مواجهة الكيان المؤقت، وتعزيز قواعد الاشتباك ضمن مسار وحدة الساحات، وهذا ما تبلور بشكل كبير في رمضان الماضي، مقابل تضعضع العلاقات الأمريكية مع مختلف دول المنطقة عمومًا، ومع السعودية بشكل خاص، وسط انكفاء أمريكي متزايد، وتوجيه اهتمامه لمناطق أخرى في العالم. فهذه الزيارة، تحمل بعد إقليمي لجهة الرسائل إلى مختلف الأطراف الإقليمية من أن منطق الحوار وتعزيز العلاقات بين دول المنطقة هو الأساس، هذا ما تنادي به الجمهورية الإسلامية، كما توجه رسالة إلى الأمريكي، بأن مساعي تثبيت محور المقاومة والتشبيك ما بين أطرافه في مسار التطور، خصوصا على المستوى السياسي والاقتصادي والانمائي، بهدف احتواء الحصار الاقتصادي.
وفي الاطار نفسه، نشر موقع KHAMENEI.IR الإعلامي تقريراً بعنوان :"إيران وسوريا، حكاية أربعة عقود من العلاقات الإستراتيجية رفاق الشدائد والمحن"، ويُلقي الضوء على تاريخ العلاقات الاستراتيجيّة بين إيران وسوريا، ويعرض محطات من قبيل دعم انتصار الثورة الإسلامية ومساعدة إيران في الحرب المفروضة، وتعزيز العلاقات الاستراتيجية مع وصول الرئيس بشار الأسد على الرغم من التهديدات الأميركيّة والتعاون الثنائي في مجال مكافحة الإرهاب وفي خضمّ الأزمات الطبيعيّة، وورد فيه: دائماً كان للجمهورية الإسلامية الإيرانية والجمهورية العربية السورية علاقات إستراتيجية وثيقة مع بعضهما بعضاً. لا يعود تاريخ هذه العلاقات إلى الأمس أو اليوم، إنما إلى سنوات طويلة، أي منذ أكثر من أربعة عقود حين انتصرت الثورة الإسلامية. في ذلك الوقت، كان حافظ الأسد رئيساً لسوريا.
دعم انتصار الثورة ومساعدة إيران في الحرب المفروضة
كان حافظ الأسد من جملة أوائل الرؤساء الذين رحبوا بانتصار الثورة الإسلامية، ثم دعم الجمهورية الإسلامية خلال الحرب التي فرضها نظام صدام حسين. في هذا الصدد، كتب موقع قناة الجزيرة: "شهدت العلاقات السورية الإيرانية تحالفاً إستراتيجياً منذ نجاح الثورة الإسلامية في إيران في 1979... سوريا دعمت إيران في الحرب مع العراق لتكون بذلك أحد البلدان العربية النادرة التي اتخذت هذا الموقف". بالإضافة إلى دعمه الصريح للجمهورية الإسلامية الإيرانية وإدانته عدوان نظام صدام حسين، قدم الرئيس السوري الراحل أيضاً المساعدة في التدريب العسكري للقوات الإيرانية. يقول محسن رفيق دوست، وهو وزير حرس الثورة الإسلامية إبان الحرب المفروضة، في مذكراته حول هذا الأمر: "اقترح حافظ الأسد تدريب مجموعة من القوات الإيرانية في سوريا لتعلم كيفية استخدام صواريخ "سكود"، فأرسلنا الشهيد طهراني مقدم وأربعين عنصراً آخرين إلى معسكر التدريب في سوريا". في ذلك الوقت، كان الأسد قد رتّب الأمور لتزويد إيران بصواريخ سكود.
زيارة الإمام الخامنئي إلى سوريا بصفته رئيساً الجمهورية
مع مرور ست سنوات على انتصار الثورة الإسلامية، لم يكن قد سافر أي من رؤساء جمهورية إيران الإسلامية بعد إلى مدينة أو دولة أجنبية. لم تترك حساسية أحداث الحرب المفروضة وفوقها الأزمات الداخلية التي استنزفت الواحدة تلو الأخرى طاقة الحكومة والشعب كافة لمكافحة معارضي الثورة فرصة للزيارات الدولية. في مثل هذه الظروف، كانت أول رحلة خارجية لرئيس في تاريخ إيران بعد الثورة هي عندما ذهب الإمام الخامنئي، بصفته رئيساً، إلى دمشق بدعوة من الأسد. جرت هذه الرحلة في 6/9/1984.
الزيارة الأولى لحافظ الأسد إلى إيران
في 23/9/1990، أجرى الرئيس السوري حافظ الأسد أول زيارة إلى جمهورية إيران الإسلامية، والتقى خلالها الزيارة بقائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي، وتحدث معه. لا شك أن هذه الزيارة شكّلت منعطفاً جديداً في العلاقات بين طهران ودمشق، فقد أعرب الرئيس السوري في كلمته عن سعادته للقاء الإمام الخامنئي وقال: "بثت الثورة الإسلامية الإيرانية روحاً جديدة في جسد الأمة الإسلامية. إن مشاعرنا تجاه الثورة الإسلامية ثابتة وغير قابلة للتغيير". أما الجزء الآخر من اللقاء، فكان لمناقشة القواسم المشتركة الرئيسية بين الجمهورية العربية السورية وجمهورية إيران الإسلامية الإيرانية، وهي مواجهة الكيان الصهيوني ودعم القضية الفلسطينية. ورأى الأسد أن المقاومة المسلحة أفضل وسيلة لتحرير الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأن المقاومة الفلسطينية يجب ألا تكون جزءاً من الأزمات العربية، أي هي شيء سامٍ وبعيدٌ كل البعد من الأزمات العربية. وأكد الرئيس السوري مواصلة هذا النهج واصفاً الكيان الصهيوني بالعدو الأول. أما قائد الثورة، فقال خلال اللقاء: "يجب التشديد على قضية فلسطين أكثر من أي وقت مضى، ويسعدنا أن سوريا، وهي دولة في الخط الأمامي، حافظت على مواقفها المُحكمة رغم المشكلات التي واجهتها".
وصول الرئيس بشار الأسد إلى السلطة وتعزيز العلاقات الإستراتيجية
مع وصول الرئيس بشار الأسد إلى السلطة في 17/7/2000 لم تضعف العلاقات بين الجمهورية العربية السورية وجمهورية إيران الإسلامية، بل ازداد عمقها الإستراتيجي. استمرت العلاقات بين طهران ودمشق أقوى من قبل خلال عهد الأسد الابن. وأشار كثيرون من المحللين والباحثين إلى هذه العلاقات على أنها تحالف إستراتيجي بين الجانبين. واتسعت هذه العلاقات لدرجة أن بشار الأسد صرّح في السنوات الأولى من تولّيه الرئاسة: "العلاقات السورية-الإيرانيـة ثابتـة وتتطـور باستمرار وهي إستراتيجية وأثبتت فعاليتها وأهميتها في القضايا كافة التي مـرت علـى منطقتنا». وحول ما يقال عن رهن تحسن العلاقات بين سوريا والعالم العربي بافتراقها عن إيران، قال الأسد: "البديهي أكثر أن نقول إن العلاقات العربية–العربية مرهونـة بإيقـاف العلاقة مع "إسرائيل" وليس مع إيران". كما انتقد بشدة مَن انتقدوا تعزيز العلاقات بين دمشق وطهران بالقول: «يعتقدون أن العلاقة مع إيران كأنها علاقة مع عدو، وهذا الكلام غيـر مقبول في سوريا؛ إيران بلد صديق، وبلد جار، وبلد مهم في هذه المنطقـة".
أول زيارة لبشار الأسد إلى إيران ولقائه مع قائد الثورة
أجرى الرئيس السوري بشار الأسد أول زيارة له إلى إيران بصفته رئيساً في 25/1/2001. والتقى خلال الزيارة قائد الثورة الإسلامية الذي أشار إلى استعداد جمهورية إيران الإسلامية لتوسيع نوعية العلاقات مع سوريا وتعميقها وتعزيزها، قائلاً إن تعزيز العلاقات الثنائية يحول دون المس بها. وأضاف الإمام الخامنئي: "جمهورية إيران الإسلامية هي العمق الإستراتيجي لسوريا وتساند دمشق في مختلف القضايا". أما الأسد، فرأى أن زيارته لإيران تأكيد لمواصلة نهج الرئيس الراحل حافظ الأسد واستمرار التعاون الإستراتيجي بين طهران ودمشق، كما أشار إلى مواقف الأسد الأب واحترامه الثورة الإسلامية والإمام الخميني (قده) وقائد الثورة الإسلامية، مضيفاً: "هذه المواقف تدل على عمق العلاقات والتعاون بين إيران وسوريا الأمر الذي سوف يستمر".
تعزيز العلاقات رغم التهديدات الأمريكية المتزايدة
عام 2001، استخدمت أمريكا وصفاً موحداً لإيران وسوريا، مشيرة إلى كل منهما أنهما «محور الشر». مقابل التهديدات الأمريكية المتزايدة ضد طهران ودمشق، تعززت العلاقات بين الجانبين أكثر، وازداد التعاون والتنسيق والمشاورات في هذه المرحلة والمراحل اللاحقة من أجل مواجهة التهديدات الإستراتيجية لأمريكا في المنطقة مقارنة بالماضي. من هذا المنطلق، تبنت طهران ودمشق عام 2003 موقفاً مشتركاً ضد الاحتلال الأمريكي للعراق. في مثال، أعلن وزير خارجية سوريا في ذلك الوقت، فاروق الشرع، في موقف مشابه لإيران، أن سوريا على استعداد تام لمساعدة الشعب العراقي من أجل إنهاء احتلال هذا البلد وحفظ سيادة أراضيه. في هذا الصدد، وضعت طهران ودمشق المشاورات الدبلوماسية على أعلى المستويات على جدول الأعمال حتى يمكنهما تشكيل «جبهة موحدة سورية-إيرانية» لمواجهة التحديات الناجمة عن الوجود العسكري الأمريكي في العراق. في الوقت نفسه، كان هناك مجال آخر تجلت فيه العلاقات الوثيقة بين إيران وسوريا وهو لبنان ودعم حزب الله. في الواقع، وجدت طهران ودمشق حزب الله يداً مقتدرة لإضعاف الكيان الصهيوني فدعمتاه؛ تحولت تأدية هذا الدور المشترك إلى أحد التجليات الكبيرة للعلاقات القوية بين إيران وسوريا على المستوى الإقليمي.
كان دعم القضية الفلسطينية سياسة وإستراتيجية مشتركة أخرى لطهران ودمشق. فبعد وصول حافظ الأسد إلى السلطة عام 1971، وضع دعم فصائل المقاومة الفلسطينية على جدول أعماله. ودعماً للمقاومة الفلسطينية قدّم القادة السوريون معسكراً في منطقة حماة القريبة من دمشق إلى المناضل الفلسطيني صلاح خلف الملقب بأبي إياد، فقام على تدريب المناضلين الفلسطينيين في هذا المعسكر. وبعد انتصار الثورة، تحولت جمهورية إيران الإسلامية إلى الداعم الأول لفصائل المقاومة.
التعاون الثنائي في مجال مكافحة الإرهاب
بدأت الأزمة السورية عام 2011 وتحولت تدريجياً إلى حرب عالمية واسعة النطاق ضد دمشق بصفتها واحدة من أقوى أذرع المقاومة في المنطقة. في أعقاب هذه التطورات، كرر التاريخ نفسه مرة أخرى بعد ما نحو ثلاثين عاماً من الحرب المفروضة، وهذه المرة كانت جمهورية إيران الإسلامية هي التي سارعت لمساعدة حليفها العتيق ودعمتها في مواجهة هجمات الأجانب والإرهاب الدولي.
رفاق الأيام الصّعبة
كان دعم سوريا لجمهوريّة إيران الإسلاميّة خلال مرحلة الحرب المفروضة ومساعدة إيران الشعب السوري في حربه ضدّ الإرهابيّين وحُماتهم من النماذج الأساسيّة لوقوف هذين البلدين إلى جانب بعضهما بعضاً. فقبل ما يقارب العقد، اشتعلت نيران الفتنة في سوريا بتدخّلات أجنبيّة. في تلك المرحلة، سارعت جمهوريّة إيران الإسلاميّة لمساعدة حليفها القديم ودافعت عنه أمام هجمات الأجانب والإرهاب الدولي. شوهدت ذروة التعاون بين إيران وسوريا في مكافحة الإرهاب عبر دور الشهيد قاسم سليماني في هذا البلد. في هذا الصدد، نشر موقع العهد اللبناني تقريراً بعنوان "سوريا... الأرض التي لن تنسى وقع قدمَي قاسم سليماني": وفيه:"طوال سنوات الحرب على الإرهاب، عرفت معظم الجبهات في سوريا الشهيد اللواء قاسم سليماني، فهو كان سبباً رئيسياً في دعم الجيش السوري بالخطط العسكرية لاستعادة المناطق من التنظيمات الإرهابية التكفيرية، بدءاً من حلب مروراً بالبادية ودرعا جنوباً وصولاً إلى البوكمال شرقاً. كان فيها جميعها وعلى أرض المعركة مساهماً بانتصاراتها"
مع وقوع الزلزال في السادس من شباط/فبراير 2023 في شمالي سوريا، الذي خلّف دماراً هائلاً في هذا البلد، مدّت الجمهوريّة الإسلاميّة يد المساعدة فوراً باتجاه سوريا لكي تُثبت أن هذين الحليفين الأبديّين صديقان في الأيام الصعبة. المستشارون العسكريّون الإيرانيّون الحاضرون في سوريا بادروا سريعاً إلى الاستفادة من الإمكانات اللوجستيّة في المناطق التي يحضرون فيها وبدأوا عمليّات رفع الأنقاض. وفي غضون أقلّ من 24 ساعة بعد الزلزال، حطّت أوّل طائرة مساعدات مُرسلة من الجمهوريّة الإسلاميّة في مطار دمشق الدولي. كانت عمليّات الإغاثة لسوريا جارية في وقت يتعرّض هذا البلد لحظر أمريكي جائر، ومن ناحية أخرى، شهدت بعض المناطق المنكوبة وجود الإرهابيّين، فأدّت هاتان القضيّتان إلى تضاعف معاناة الأهالي السوريّين المنكوبين جرّاء الزلزال.
بادرت إيران إلى إرسال المساعدات الإنسانيّة من أجل مساعدة منكوبي الزلزال. كما أوفدت الجمهوريّة الإسلاميّة فرقها الإغاثيّة إلى سوريا من أجل إنقاذ الأفراد العالقين تحت الأنقاض. وأعرب الإمام الخامنئي، في الأربعاء 8/2/2023، عن تعاطفه مع الأهالي المنكوبين جراء الزلزال في سوريا وتركيا، وأشار سماحته إلى المساعدات التي قدمتها إيران، مؤكّداً وجوب تواصل تقديم هذه المساعدات. كذلك، سارع قائد قوّة القدس في حرس الثورة الإسلاميّة العميد قاآني، إلى الحضور في سوريا في 8 شباط/فبراير، وكان في مدينة حلب يتفقّد المناطق المتضرّرة ويُشرف أيضاً على مسار الفعاليّات والإجراءات لفرق الإغاثة الإيرانيّة في هذه المدينة. ثمّ توجّه في 12 شباط/فبراير إلى اللاذقيّة لكي يُشرف على عمليّات الإغاثة التي تنفذها الفرق الإيرانيّة من كثب. أدّت هذه المساعدات إلى أن يجري الرئيس السوري، بشار الأسد، اتصالاً هاتفيّاً برئيس جمهوريّة إيران الإسلاميّة، السيد رئيسي، يشكر فيه ويثمّن إرسال طهران مساعدات إنسانيّة إلى سوريا وأيضاً مشاركة إيران في عمليّات الإغاثة ومساعدة المتضرّرين
يعود عمق العلاقات الإستراتيجية بين إيران وسوريا إلى الأيام الأولى لانتصار الثورة الإسلامية وعهد الرئيس حافظ الأسد. طوال هذه السنوات، ورغم التطورات كافة التي حدثت في المنطقة، فإن العلاقات الطويلة الأمد بين الجانبين تعززت أيضاً. الآن كذلك لدى طهران ودمشق عزم جازم على استمرار العلاقات في مختلف المجالات مثل: مكافحة الإرهاب، ومواجهة الأعمال العدائية للصهاينة والمؤامرات الأمريكية التي تروم إلى القضاء على المقاومة في المنطقة، ودعم القضية الفلسطينية، وكذلك تعزيز حلف المقاومة. فضلاً على ذلك، وخلال اللقاء الأخير للإمام الخامنئي مع الرئيس بشار الأسد في أيار/مايو 2022، شدد قائد الثورة الإسلامية على مواصلة تعزيز العلاقات. وفي إشارة إلى دعم إيران المقاومة في المنطقة، خاطب الرئيس الأسد الإمام الخامنئي قائلاً: «إنّ ثبات الشعب الإيرانيّ على مبادئ الإمام الخمينيّ (قده) وأسسه، الذي استمرّ أيضاً بفضل جهود سماحتكم، هو ما مهّد الأرضيّة للانتصارات العظيمة التي حقّقها الشعب الإيرانيّ ومعه شعوب المنطقة وبخاصّة الفلسطيني".
وكان قائد الثورة الإسلامية قد رأى خلال اللقاء الذي عقده مع الرئيس بشار الأسد عام 2019 أن صمود الرئيس والشعب السوري وإصرارهم على المقاومة هو سر انتصار سوريا وهزيمة أمريكا ومرتزقة الإقليميين، وأضاف: «جمهورية إيران الإسلامية ترى في مساعدة الحكومة والشعب السوري مساعدة لحركة المقاومة وتفخر بها من أعماق قلبها"
ثانيًا ـ تأكيد صوابيه وسلامة النهج الذي اتبعه البلدان في رفض الاستسلام للمحور الغربي الصهيوني، ودعم خيار المقاومة.
ثالثًا ـ تسليط الضوء على تأثير التقارب الإيراني مع دول العالم العربي الإيجابي على الانفتاح العربي على سوريا، والمواقف والدور الإيراني المساعد في عودة سوريا إلى دورها الإقليمي. وفي هذا المجال لفت عضو مجلس الشعب السوري عضو مجلس الشعب السوري فيصل جمول في حديث لموقع العهد الإخباري إلى أن الاتفاق السعودي - الإيراني سينعكس بشكل إيجابي على المنطقة وسيغير المعادلات فيها لأن أمريكا والغرب حاولا دائمًا أن يشيطنا الجمهورية الاسلامية الإيرانية ،وأن يعتبرا أنها هي عدوة العرب في هذه المنطقة فيما أن العدو الحقيقي للعرب هو الكيان الصهيوني الذي يبقى صراعنا معه هو صراع وجود وليس صراع حدود، موضحًا أن هذا الأمر يستدعي وجود اتفاقيات سياسية واقتصادية بين دول المنطقة التي سيغير الاتفاق وجهها باعتبار أن إيران والسعودية وسوريا دول محورية في المنطقة ولها أهميتها في العالم اقتصاديًا وسياسيًا أقله على مستوى إضعاف الهيمنة الأمريكية في المنطقة والعالم وتكوين قطب جديد له وجوده على الأرض في سبيل خدمة شعوب هذه المنطقة.
بدوره أشار الصحفي الإيراني عصام الهلالي إلى أن الاتفاق السعودي الإيراني لاستئناف العلاقات كان له الدور الكبير في ال تقارب السوري ـ السعودي بمعنى أن هناك تنسيقًا بين الحليفين الاستراتيجيين دمشق وطهران لكيفية التعاطي مع هذه الملفات، خاصة أن السعودية كانت تقف في الجبهة المعادية التي تدعم المجموعات الإرهابية في فترة من الزمن وتنادي بضرورة تغيير النظام السياسي في سوريا، موضحًا أن "العلاقات بين الدول مصالح والسعودية تحاول أن تؤمن مصالحها إن كان على الجانب السيادي أو الجانب الاقتصادي والسياسي لذلك هناك حراك وميول بشكل كبير إلى الصين ورعاية الصين لهذا الاتفاق لم تأت من فراغ".
وتحت عنوان: "أولى ثمار الاتفاق السعودي - الإيراني تجلّت في سوريا... فمتى لبنان؟، كتبت غادة حلاوي في صحيفة نداء الوطن: سرّع الاتفاق السعودي - الإيراني التقارب السعودي - السوري المتمثّل بإعادة تجهيز السفارة السعودية في دمشق ووصول القائم بالأعمال تمهيداً لاستئناف العمل فيها...أولى المعالجات وأهمّها في الوقت الراهن وبعد الاتفاق الإيراني- السعودي هي للوضع في سوريا وإعادتها إلى الحضن العربي. أدرج ملف سوريا في صلب زيارة رئيس مجلس العلاقات الخارجية الاستراتيجية الإيراني كمال خرازي المسؤول عن مكتب أساس تابع للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية ويعنى بالشؤون الإستراتيجية. احتل هذا الملف أولوية جدول أعمالها المتعلق بالتطوّرات الجديدة المرتبطة بها التي تنطلق من تطوّرين: يرتبط الأول بالتطبيع العربي مع سوريا بشكل عام ومع السعودية على وجه التحديد وما شهده من تطوّرات أساسية تتعلق بالانفتاح المستجد بين البلدين وشبه استئناف للعلاقات الثنائية وإن لم يظهر إلى العلن بعد. أمّا الثاني فيتّصل بالتطبيع السوري - التركي في ضوء اللقاء الرباعي المرتقب الذي تشارك فيه كل من سوريا وتركيا وروسيا وإيران... إيران معنية بكلا الملفين ولها دور في صياغة الحلول وإنجاح هذين التطوّرين والمساعدة في إعادة سوريا إلى تموضعها ضمن محيطها العربي من جهة ولعب دورها في المنطقة....
رابعًا ـ التذكير بدور إيران وسوريا في دعم القضية العربية الإسلامية الأولى فلسطين.
خامسًا ـ تأكيد انتصار سوريا بدعم من محور المقاومة وتراجع الدول العربية والإسلامية التي شاركت في النزاع، وعودتها إلى سوريا من البوابة الدبلوماسية.
سادسًا ـ تأكيد تمايز العلاقات السورية الإيرانية وخصوصيتها مقارنة مع العلاقات السورية مع الدول التي شاركت وساهمت في الحرب.
سابعًا ـ التذكير بأن العلاقات بين البلدين هي جزء من رؤيتهما الأمنية الدفاعية في مواجهة الكيان الصهيوني المؤقت. وهو ما انعكس قلقًا لدى الكيان المؤقت عبّر عنه اعلامه، ففي هذا السياق كتب المحلل العسكري يوني بن مناحيم مقالًا بعنوان: "إيران تقوي محور المقاومة ضد إسرائيل" نشره موقع نيوز 1 العبري، وفيه: تعمل إيران على تقوية وتشديد محور المقاومة ضد إسرائيل ، بعد زيارة رفيعة المستوى قام بها وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى بيروت ، لبنان ، التقى خلالها الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وزياد النخالة ، الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي ، وقام بجولة على الحدود مع إسرائيل ، سيصل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي هذا الأسبوع في زيارة لسوريا تستغرق يومين.
سيكون إبراهيم رئيسي أول رئيس إيراني يزور سوريا منذ الزيارة الأخيرة للرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد في أيلول \سبتمبر 2010. وذكرت صحيفة الأخبار اللبنانية الناطقة بلسان حزب الله في 28 نيسان \ أبريل أن الزيارة ستكون احتفالية وتحمل اللافتات. من محور المقاومة الذي تقوده إيران ضد إسرائيل بشكل رئيسي بعد تجديد العلاقات بين السعودية وإيران والتقارب بين السعودية ونظام الرئيس بشار الأسد. وقالت مصادر مطلعة للصحيفة إن الزيارة ستكون “استثنائية من حيث نتائجها” ، حيث سيوقع الرئيس الإيراني خلال الزيارة عدة اتفاقيات اقتصادية مع سوريا ويقوم بجولة في المنطقة أيضا. وبحسبهم ستكون قضية المقاومة (ضد إسرائيل) محور خطة الزيارة، والتي ستنقل أيضًا رسائل حول جاهزية المحور ورؤيته. ويزور الرئيس الإيراني رئيسي سوريا بينما تواصل إسرائيل مهاجمة أهداف إيرانية وحزب الله في سوريا في محاولة لمنع نقل أسلحة متطورة من إيران إلى حزب الله.
كما أن زيارة الرئيس الإيراني إلى دمشق تهدف إلى تشجيع الدول العربية على المصالحة مع نظام بشار الأسد لاستمرار حكم بشار الأسد. في 19 أيار\مايو، تنعقد القمة العربية في الرياض والمملكة العربية السعودية، وتبذل المملكة العربية السعودية جهودًا لإقناع الدول العربية بالموافقة على مشاركة سوريا في المؤتمر بعد طردها من جامعة الدول العربية إثر مجازر الرئيس بشار الأسد في حقه. تعارض عدة دول عربية بشدة المبادرة السعودية لإعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية، بما في ذلك المغرب وقطر والكويت ومصر واليمن.
في إسرائيل، هم قلقون من نوايا إيران لتوحيد محور المقاومة ضد إسرائيل وتشجيع سوريا على لعب دور أكثر فاعلية في القتال ضد إسرائيل. وتقول مصادر أمنية إن الأحداث التي وقعت في شهر رمضان شجعت إيران حيث تعرضت إسرائيل لهجمات بالصواريخ من عدة ساحات، بما في ذلك الساحة السورية. ورداً على ذلك، هاجمت إسرائيل مقر الفرقة الرابعة في الجيش السوري بقيادة اللواء ماهر الأسد شقيق الرئيس بشار الأسد، من أجل إيصال رسالة إلى الرئيس الأسد، لكن يبدو أن الرسالة لم تصل وسوريا مستمرة. السماح للقوات الإيرانية والميليشيات الإيرانية بالتمركز في الأراضي السورية وكذلك لنقل أسلحة متطورة إلى سوريا لحزب الله في لبنان. لقد ساعدت إيران سوريا كثيرًا خلال الحرب الأهلية، وفي الواقع أنقذت مع روسيا وحزب الله نظام الرئيس الأسد من الانهيار، والآن تدفع الثمن.
زيارة الرئيس الإيراني إلى سوريا هي جرس إنذار لإسرائيل التي امتنعت حتى الآن عن مهاجمة أهداف سورية لنظام بشار الأسد، لكن لحظة الحقيقة تقترب ويجب على إسرائيل أن توضحها للرئيس السوري بشكل لا لبس فيه وبشكل حاسم أنه سيدفع ثمناً باهظاً لسماحه لإيران ووكلائها بتحويل بلاده منبر لشن هجمات ضد إسرائيل.
ثامنًا ـ تسليط الضوء على العلاقات الاقتصادية بين البلدين في المجالات المختلفة، وعلى دور تلك العلاقات في اعادة اعمار سوريا.
تاسعًا ـ الإلفات إلى أن سياسة سوريا الخارجية قائمة على التوازن والتعايش والمصالحة مع كافة دول المنطقة باستثناء الكيان الصهيوني المؤقت.
عاشرًا ـ الإشارة إلى دور البلدين في تجفيف منابع الإرهاب وتفكيك الكثير من البنى المتطرفة التي شكلها ودربها ومولها الغرب من عشرات الجنسيات.
حادي عشر ـ الإلفات إلى الدور الإيراني الفعال والمؤثر في إعادة العلاقات التركية السورية وتسهيل سبل الوصول إلى الحل السلمي واسترجاع الحقوق والسيادة السورية.
ثاني عشر ـ تأكيد تضحيات القيادة والجيش والشعب العربي السوري، والتذكير بمشاركات الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني في ميادين المواجهة في سوريا، والدماء التي اختلطت من السوريين والايرانيين واللبنانيين والعراقيين والأفغان والباكستانيين على ارض سوريا.